أفريقيا برس – السودان. دعا اجتماع اللجنة الرباعية للهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) إلى عقد قمة إقليمية لبحث نشر قوات في السودان لحماية المدنيين، بعد نحو ثلاثة أشهر من الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقالت “إيغاد” في بيان إنها وافقت على طلب عقد قمة لهيئة إقليمية أخرى، وهي القوة الاحتياطية لشرق أفريقيا المكونة من 10 أعضاء “للنظر في نشر محتمل لقوة شرق أفريقية لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية”.
والسودان عضو في الهيئتين، وكذلك إثيوبيا وكينيا والصومال وأوغندا.
وعبّرت “إيغاد” عن أسفها لغياب وفد الجيش السوداني، وقالت إنه أكد حضوره في وقت سابق.
وفي وقت سابق اليوم، انطلق اجتماع اللجنة الرباعية للهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لبحث الأزمة في السودان، فيما أعلن وفد الجيش السوداني مقاطعته الاجتماعات الرباعية، احتجاجاً على رئاسة كينيا اللجنة.
وترأس الرئيس الكيني ويليامز روتو وفد لجنة “إيغاد” الرباعية في المباحثات الرامية للتوصل إلى اتفاق يضمن وقف الأعمال العدائية في السودان، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، واتخاذ خطوات ملموسة لدعم الانتقال السلمي، حسب ما نقلت هيئة الإذاعة الكينية “كي بي سي”.
ودعا روتو أطراف الصراع في السودان إلى إعلان وقف غير مشروط لإطلاق النار، مطالباً بالتوافق على إنشاء منطقة إنسانية لتسهيل دخول المساعدات.
من جهته، أعلن وفد الجيش السوداني في أديس أبابا مقاطعته اجتماعات قمة “إيغاد” الرباعية، احتجاجاً على رئاسة كينيا اللجنة.
وقال مصدر عسكري سوداني، لـ”الأناضول”، إن وفد القوات المسلحة في أديس أبابا قاطع اجتماعات اللجنة احتجاجاً على رئاسة كينيا. وأضاف المصدر، مفضلاً عدم ذكر اسمه، أن “الرئيس الكيني وليام روتو منحاز بشكل صارخ إلى قوات الدعم السريع”.
وأوضح أن “أجندة اجتماع اللجنة تمضي في اتجاه الاعتراف بالدعم السريع كطرف موازٍ للجيش السوداني، وهو مسألة مرفوضة جملة وتفصيلاً”.
وفي وقت لاحق، قالت الخارجية السودانية في بيان، إن “حكومة السودان قررت ابتعاث وفد للمشاركة في اجتماعات اللجنة الرباعية المنبثقة من منظمة إيغاد المزمع عقدها اليوم الاثنين الموافق 10 يوليو/ تموز بأديس أبابا”.
وذكر البيان أن ذلك يأتي “اتساقاً مع قناعة حكومة السودان وموقفها المبدئي من أن الحرب لا يجب أن تكون سبيلاً لتحقيق الأهداف، واستجابة لدعوة كريمة من رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد”.
وأضاف: “وصل وفدنا بالفعل إلى أديس أبابا صباح اليوم (…) ولكن للأسف اتضح أن رئاسة اللجنة الرباعية لم تُغيَّر، علماً بأن حكومة السودان قد طالبت منذ قمة جيبوتي بتغيير رئاسة الرئيس وليام روتو، رئيس جمهورية كينيا للجنة الرباعية”.
وأوضح بيان الخارجية السودانية: “لم يُستجَب لوفدنا حتى لحظة صدور هذا البيان”. وأردف: “لا يزال وفد حكومة السودان موجوداً في أديس أبابا ينتظر الاستجابة لطلبه”.
والخميس، رحب وزير الخارجية السوداني علي الصادق بمبادرة “إيغاد” لحل الأزمة في بلاده “شرط التشاور مع الحكومة (السودانية)”.
لكنه جدد الإعراب عن اعتراض الخرطوم على “رئاسة كينيا للجنة إيغاد الرباعية” بشأن السودان، معتبراً أن “نيروبي تسترشد في التعاطي مع الشأن السوداني بالمبادرات الدولية، الأمر الذي لا يخدم مبدأ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية”.
وفي وقت سابق من اليوم، كشفت هيئة البث الإثيوبية الرسمية “فانا” عن مشاركة رؤساء دول وحكومات وممثلي منظمات دولية في الاجتماع. وقالت إنه بجانب رئيس كينيا، يشارك وزير الخارجية والتعاون الدولي في جيبوتي محمد علي، إضافة إلى سياسيين سودانيين ووفد من قوات الدعم السريع.
وكانت “إيغاد” قد أعلنت، في 12 يونيو/ حزيران الماضي، تشكيل لجنة رباعية برئاسة كينيا وجنوب السودان وعضوية إثيوبيا والصومال لمعالجة الأزمة في السودان.
و”إيغاد” منظمة حكومية أفريقية شبه إقليمية تأسست عام 1969، تتخذ من جيبوتي مقراً لها، وتضم أيضاً كلاً من إثيوبيا وكينيا وأوغندا والصومال وإريتريا والسودان وجنوب السودان.
السودان يمدد إغلاق مجاله الجوي
في غضون ذلك، أعلنت هيئة الطيران المدني السودانية، فجر الاثنين، تمديد إغلاق المجال الجوي أمام حركة الطيران حتى 31 يوليو/ تموز الجاري.
وأفادت الهيئة الحكومية في بيان بأنها “أصدرت نشرة بتمديد إغلاق المجال الجوي السوداني أمام حركة الطيران حتى 31 يوليو الجاري”. وأشارت إلى أنه تُستثنى من ذلك “رحلات المساعدات الإنسانية ورحلات الإجلاء بعد الحصول على تصريح من قبل الجهات المختصة”.
وهذا التمديد السابع الذي تجريه هيئة الطيران السودانية، بعد تمديدات سابقة في 30 و15 يونيو/ حزيران و31 و13 مايو/ أيار و30 و22 إبريل/ نيسان الماضي، استثنت جميعها الرحلات الإنسانية والإجلاء.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس