أهم ما يجب معرفته
أفاد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بتقارير مقلقة حول انتهاكات قوات الدعم السريع في السودان، بما في ذلك عمليات إعدام للمدنيين. الوضع في الفاشر وبارا يتدهور مع استمرار المعارك، مما يزيد من معاناة السكان. الأمم المتحدة تدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين وضمان المساءلة عن الانتهاكات.
تتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، مما أسفر عن مقتل نحو 20 ألف شخص ون
أفريقيا برس – السودان. قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الاثنين، إنه يتلقى تقارير متعددة ومقلقة تفيد بأن “قوات الدعم السريع” تنفذ فظائع، بما فيها عمليات إعدام بإجراءات موجزة (القتل خارج الأطر القانونية)، بعد سيطرتها على أجزاء واسعة من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور (غرب)، ومدينة بارا بولاية شمال كردفان (جنوب) خلال الأيام الأخيرة.
وفي وقت سابق الاثنين، قالت “تنسيقية لجان مقاومة الفاشر” بولاية شمال دارفور غربي السودان، إن المدنيين في المدينة يواجهون ظروفاً قاسية من دون طعام، جراء استمرار المعارك بين الجيش و”قوات الدعم السريع” لليوم الثالث.
وحتى الساعة 17:35 (ت.غ) لم يصدر عن الجيش السوداني أي تعليق، بينما قالت قوات الدعم السريع في بيان، الاثنين، إن قواتها “لا تزال تنشط وتنظف مدينة الفاشر، والقضاء على آخر جيوب العدو (الجيش والمقاومة الشعبية) أثناء محاولاتهم الفرار من المدينة”.
ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، تحاصر “الدعم السريع” الفاشر، فيما يسعى الجيش لكسر الحصار عن المدينة التي تُعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
وأفاد مكتب حقوق الإنسان الأممي، في بيان نشرته الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني، بأنه “تلقى تقارير عن إعدامات بإجراءات موجزة للمدنيين الذين يحاولون الفرار، مع مؤشرات على وجود دوافع قبلية لعمليات القتل، وكذلك قتل أشخاص لم يعودوا يشاركون في الأعمال العدائية”.
وأضاف البيان: “أظهرت مقاطع مصورة متعددة ومقلقة تلقاها مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عشرات الرجال العزل يتعرضون لإطلاق نار أو ملقين قتلى (بالفاشر)، محاطين بمقاتلي قوات الدعم السريع الذين يتهمونهم بأنهم مقاتلون تابعون للقوات المسلحة السودانية”.
وأشار إلى تقارير تفيد باحتجاز مئات الأشخاص أثناء محاولتهم الفرار (من الفاشر)، بينهم صحفي.
وأكد المكتب الأممي أنه تلقى تقارير عن وقوع العديد من الوفيات بين المدنيين، بمن فيهم متطوعون إنسانيون محليون، نتيجة للقصف المدفعي الثقيل (على الفاشر) خلال الفترة الممتدة بين 22 و26 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
فيما يصعب تقدير عدد الضحايا المدنيين بالفاشر في هذه المرحلة، نظراً لانقطاع الاتصالات والعدد الكبير من الأشخاص الفارين، وفقاً للبيان نفسه.
ولفت إلى أنه تلقى تقارير مقلقة عن إعدام 5 رجال بإجراءات موجزة من قبل مقاتلي قوات الدعم السريع لمحاولتهم إدخال إمدادات غذائية إلى المدينة (الفاشر)، التي تخضع لحصار قوات الدعم السريع منذ 18 شهراً.
كما قال مكتب حقوق الإنسان للأمم المتحدة إنه تم الإبلاغ عن عمليات إعدام بإجراءات موجزة لمدنيين على يد مقاتلي “قوات الدعم السريع” عقب سيطرتها على مدينة بارا بولاية شمال كردفان في 25 أكتوبر الجاري.
وأضاف: “بحسب التقارير (في بارا)، اتُهم الضحايا بدعم القوات المسلحة السودانية، فيما تشير التقارير إلى مقتل عشرات المدنيين”.
والاثنين، اتهمت شبكة أطباء السودان، “قوات الدعم السريع” بتصفية 47 مدنياً أعزل بينهم 9 نساء داخل بيوتهم في مدينة بارا بولاية شمال كردفان (جنوب).
وقبل ساعات، أدانت وزارة الإعلام السودانية، في بيان، الانتهاكات الفظيعة التي ارتكبتها “الدعم السريع” في الفاشر وبارا بقتل وتعذيب وسلب ونهب المدنيين، فيما لم يصدر تعليق من الدعم السريع.
وبهذا الخصوص، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، وفق بيان المكتب الأممي: “في الفاشر، تشير التقارير الأولية إلى وضع شديد الخطورة منذ أن أعلنت “قوات الدعم السريع” سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني يوم أمس”.
وحذر تورك من تصاعد خطر وقوع مزيد من الانتهاكات والفظائع واسعة النطاق ذات الدوافع القبلية في الفاشر يوماً بعد يوم.
وشدد على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة وملموسة لضمان حماية المدنيين في الفاشر وتأمين ممر آمن لمن يحاولون الوصول إلى أماكن آمنة نسبياً.
وتابع: “يجب على قوات الدعم السريع أن تتخذ بشكل عاجل خطوات ملموسة لوقف ومنع الانتهاكات ضد المدنيين في كل من الفاشر وبارا، بما في ذلك العنف ذي الدوافع القبلية والهجمات الانتقامية”.
وأكد المفوض السامي أن “القانون الدولي الإنساني يحظر العنف ضد الأفراد الذين لم يعودوا يشاركون في الأعمال العدائية، ويحظر أيضاً استخدام التجويع كسلاح حرب بشكل صارم”.
وجدد تورك دعوته للدول الأعضاء بالأمم المتحدة ذات النفوذ للتحرك بشكل عاجل لمنع ارتكاب فظائع واسعة النطاق من قبل قوات الدعم السريع والمقاتلين المتحالفين معها، ولتكثيف الضغط لإنهاء هذا الصراع الذي لا يطاق.
واختتم تورك بالقول إن “ضمان المساءلة عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان من قبل جميع أطراف النزاع أمر بالغ الأهمية لضمان عدم تكرار دورات جديدة من الانتهاكات والتجاوزات”.
ومنذ 15 أبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش و”قوات الدعم السريع” حرباً لم تفلح وساطات إقليمية ودولية عديدة في إنهائها، وسط معاناة المدنيين.
وقُتل في الحرب نحو 20 ألف شخص وتشرد أكثر من 15 مليوناً بين نازحٍ ولاجئ، وفقاً لتقارير أممية ومحلية، في حين قدّرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.
منذ 15 أبريل 2023، يشهد السودان صراعاً مسلحاً بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية. على الرغم من جهود الوساطة الإقليمية والدولية، لم تنجح أي منها في إنهاء النزاع، الذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين.
تعتبر الفاشر وبارا من المناطق الأكثر تضرراً، حيث تتعرضان لعمليات عسكرية مكثفة. التقارير تشير إلى انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك عمليات الإعدام والتعذيب، مما يثير قلق المجتمع الدولي ويستدعي تحركاً عاجلاً لحماية المدنيين وضمان المساءلة عن هذه الانتهاكات.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس





