أفريقيا برس – السودان. تعهد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان اليوم السبت، أن تقاتل قواته حتى النصر، مستبعداً السلام مع قوات الدعم السريع ما لم تسلم الأخيرة أسلحتها. وقال البرهان في أول خطاب متلفز له منذ سيطرة الجيش على الخرطوم هذا الأسبوع، إن “طريق السلام وإنهاء الحرب ما زال مشرعاً. ذلك ممكن وطريقه واضح وهو أن تضع هذه المليشيا السلاح”.
واستبعد قائد الجيش أي مفاوضات مع الدعم السريع، معتبراً أن النصر لن يكتمل “إلا بالقضاء على آخر متمرد في آخر بقعة من السودان”. جاء الخطاب بعد أيام من دخول الجيش إلى القصر الرئاسي في الخرطوم الذي كان تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب قبل نحو عامين.
وأجبرت استعادة الجيش للخرطوم قوات الدعم السريع على إعادة تنظيم صفوفها، لكن قيادتها استمرت في التعبير عن تحديها، وتعهدت أن “لا تراجع ولا استسلام”، مؤكدةً أنها ستعمل “على حسم المعركة لمصلحة شعبنا وسوف نجرع العدو الهزائم”. وبعد ساعات من زيارة عبد الفتاح البرهان القصر الرئاسي، أعلنت قوات الدعم السريع عن “تحالف عسكري” مع فصيل من الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، التي تسيطر على أجزاء من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
ودمرت الحرب السودان، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص. وباتت البلاد منقسمة فعلياً إلى قسمين، حيث يسيطر الجيش على الشمال والشرق، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على معظم دارفور في الغرب ومناطق في الجنوب.
وفي أهم تحوّل في مسار الحرب في السودان، باتت الخرطوم التي انطلقت منها أول رصاصة بين الجيش السوداني والدعم السريع لتعلن الأخيرة بذلك انشقاقها وتمردها رسمياً على سلطة الجيش، شبه خالية من المليشيا، الأربعاء، بعد هزائم متلاحقة تعرضت لها المليشيات وأجبرت من تبقى من عناصرها على الانسحاب والخروج من المدينة.
وجاءت هذه التطورات بعد سلسلة من التحولات بدلت خريطة السيطرة على الأرض، منذ بدأ الجيش والقوات المساندة له، في 26 سبتمبر/أيلول الماضي، عملية عسكرية متعددة الاتجاهات لطرد مليشيات “الدعم” وحلفائها من مدن الخرطوم الثلاث: الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان.
(فرانس برس، العربي الجديد)
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس