البرهان: انسحابنا من الفاشر لتفادي “قتل ممنهج” للمدنيين

2
البرهان: انسحابنا من الفاشر لتفادي
البرهان: انسحابنا من الفاشر لتفادي "قتل ممنهج" للمدنيين

أهم ما يجب معرفته

أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، عن قرار القيادة العسكرية بالانسحاب من مدينة الفاشر لتجنب المزيد من التدمير والقتل الممنهج للمدنيين. يأتي هذا القرار في ظل اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي تواصل هجماتها على المدينة، مما أدى إلى نزوح آلاف السكان في الأيام الأخيرة.

أفريقيا برس – السودان. قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، إن القيادة العسكرية قررت مغادرة مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي البلاد، لتجنيب المواطنين والمدينة مزيدًا من “التدمير والقتل الممنهج” على يد قوات الدعم السريع.

“الجميع يتابع ما حدث في الفاشر، والقيادة الموجودة هناك، بما فيها لجنة الأمن، قدروا بأنه يجب أن يغادروا المدينة لما تعرضت له من تدمير ممنهج وقتل ممنهج للمدنيين”، قال البرهان في خطاب متلفز بثه التلفزيون الرسمي.

وأوضح أن القيادة العسكرية في الفاشر “رأت أن تغادر، ووافقناهم على أن يغادروا المدينة إلى مكان آمن حتى يجنبوا بقية المواطنين وبقية المدينة الدمار”.

وأضاف: “هذه محطة من محطات العمليات العسكرية التي فرضت علينا كشعب سوداني، ونحن نقولها دوماً ونكررها: الشعب السوداني سينتصر، والقوات المسلحة السودانية ستنتصر”.

ولم تعلق قوات الدعم السريع فورًا على ما جاء في خطاب البرهان حتى الساعة 20:40 ت.غ.

وتشهد الفاشر منذ أيام اشتباكات ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، إثر هجوم تشنه الأخيرة على المدينة المحاصرة من خمسة محاور، قبل أن تعلن بسط سيطرتها عليها اليوم، مسجلة انتهاكات وقتل واعتداءات في صفوف المدنيين.

ومترحمًا على ضحايا القتال بالمدينة، قال البرهان: “نخص الآن شهداء مدينة الفاشر، الفاشر الصمود، التي قدمت وقدم أبناؤها جميعًا دروسًا في الوطنية ودروسًا في الشجاعة ونكران الذات”.

وأردف: “نطمئن أهلنا في كل مكان بأننا عازمون على أن نقتص لكل شهدائنا، عازمون على أن نقتص لما حدث من الجرائم التي ارتكبت اليوم في الفاشر”.

ولفت البرهان إلى أن “هذه الجرائم ارتكبت قبل ذلك في كل بقاع السودان على مرأى ومسمع من العالم ومخالفة لقرارات مجلس الأمن”.

وشدد على أن “كل الأعراف الدولية الآن يتم انتهاكها ولا أحد يتحدث عن ذلك ولا أحد يحاسب”.

وانتهى بقوله: “نؤكد أننا قادرون وعازمون على أن نمضي حتى نطهر هذه الأرض من كل دنس ونقضي على هؤلاء المرتزقة القتلة المأجورين”.

وقالت منظمة الهجرة الدولية، الاثنين، إن التقديرات الميدانية تشير إلى نزوح أكثر من 26 ألف شخص من مدينة الفاشر خلال 48 ساعة.

ولفتت إلى أن هذه الأرقام أولية وقابلة للتغيير نظرًا لاستمرار انعدام الأمن وتسارع وتيرة النزوح.

ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، تحاصر قوات الدعم السريع الفاشر، فيما يسعى الجيش لكسر الحصار عن المدينة التي تُعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

ومنذ 15 أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش وقوات الدعم السريع حربًا لم تفلح وساطات إقليمية ودولية عديدة في إنهائها، وسط معاناة المدنيين.

تاريخ النزاع في دارفور يعود إلى عام 2003، حيث اندلعت حرب أهلية بين الحكومة السودانية ومتمردين من مناطق دارفور. منذ ذلك الحين، شهدت المنطقة صراعات مستمرة، مما أدى إلى أزمة إنسانية كبيرة. في السنوات الأخيرة، تصاعدت التوترات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما زاد من معاناة المدنيين في المنطقة.

تعتبر الفاشر مركزًا استراتيجيًا في دارفور، حيث شهدت العديد من الأحداث الدموية. النزاع المستمر أثر بشكل كبير على حياة السكان، حيث يعاني الكثيرون من النزوح والافتقار إلى الأمن والموارد الأساسية. الوضع الإنساني في المدينة يزداد سوءًا مع استمرار القتال.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here