البرهان بأنقرة: علاقتنا بتركيا استراتيجية ونعود تدريجيا إلى الخرطوم

4
البرهان بأنقرة: علاقتنا بتركيا استراتيجية ونعود تدريجيا إلى الخرطوم
البرهان بأنقرة: علاقتنا بتركيا استراتيجية ونعود تدريجيا إلى الخرطوم

أفريقيا برس – السودان. وصف رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، مساء السبت، علاقات بلاده مع تركيا بـ”الاستراتيجية”، وقال إن مؤسسات الدولة تعود تدريجيا إلى العاصمة الخرطوم.

البرهان قال، في كلمة بمبنى السفارة السودانية في العاصمة التركية أنقرة، إن أول مقاصد زيارته إلى تركيا هو تقديم الشكر للرئيس أردوغان ولتركيا حكومة وشعبا، على دعمهم للسودان ووقوفهم إلى جانبه “دون رياء أو نفاق”.

وتابع أن العلاقات بين البلدين “تاريخية وأخوية”.

وأضاف أن الأحداث الجارية في بلاده أثبتت رسوخ هذه العلاقة وصلاحيتها كنموذج للعلاقات الاستراتيجية، خاصة في أوقات المحن.

ومنذ أبريل/ نيسان 2023 تحارب “قوات الدعم السريع” الجيش السوداني؛ بسبب خلاف بشأن المرحلة الانتقالية، ما تسبب بمجاعة ضمن إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، ومقتل عشرات آلاف السودانيين ونزوح نحو 13 مليونا.

وأردف البرهان، وهو أيضا قائد الجيش، أن “العالم تابع باحترام تصريحات الرئيس أردوغان بشأن السودان”.

ولفت إلى أن أردوغان أدلى بأكثر من ثلاثة تصريحات خلال أسبوع واحد عن السودان، “مما يعكس أهمية السودان لدى تركيا”.

البرهان أعرب عن التقدير للقيادة التركية وللشعب التركي وللجالية السودانية في أنقرة وإسطنبول والمدن الأخرى وللسودانيين في المهجر.

وتابع: “كلهم غيروا مفاهيم دول العالم تجاه قضية السودان. نريد من جالياتنا الاستمرار في تعرية مواقف الدول التي تتآمر على السودانيين”.

والخميس الماضي، بحث أردوغان مع البرهان، في المجمع الرئاسي بأنقرة، العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية والدولية.

وشدد أردوغان على أن تركيا ترغب في تحقيق الأمن والاستقرار والحفاظ على وحدة أراضي السودان، وتسعى لتأسيس سلام دائم من خلال ضمان وقف إطلاق النار.

وأضاف أنه سيتم تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات عديدة، بدءا من التجارة والزراعة وصولا إلى الصناعات الدفاعية والتعدين.

وتابع أن تركيا ستواصل تلبية احتياجات الشعب السوداني، الذي يواجه أزمة إنسانية، عبر تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية.

وتعهد البرهان، السبت، بتسهيل دخول مساعدات جمعية الهلال الأحمر التركي إلى السودان، وأبدى استعداده لتوفير مستودعات لها.

وتابع: “أي جهة تريد أن تساعد السودان نحن مستعدون لتقديم أي تسهيلات لها”.

وأردف: “بالنسبة للتعاون الصحي، فالهلال الأحمر التركي مشكور على الدعم، وسنقوم باللازم لتسهيل عملهم”.

** حل سوداني

وبشأن معالجة الوضع في السودان، قال البرهان: “رغبتنا وإرادتنا وتوحدنا هو من سيصنع الحل”.

ورأى أنه “مهما كانت هناك مبادرات من الخارج، فلن تكون هناك حلول ما لم تنبع من الشعب السوداني”.

ومرارا شدد البرهان على رفضه أي حل أو مبادرة لا تتضمن تفكيك “قوات الدعم السريع” ونزع سلاحها.

وبخصوص تحالفات بلاده، قال البرهان: “لدينا تحالفات دولية مع روسيا والصين، وهما دولتان صديقتان للسودان وعلاقتنا معهما قديمة وراسخة، وتربطنا بهما كثير من المصالح والمواقف المشتركة”.

وأضاف: “لا نتردد في أن يكون للسودان معهما تحالفات أو أي أنشطة مشتركة تدعم العلاقة الثنائية”.

وقال البرهان: “طالبنا أكثر من مرة بـأن تتوسع الرباعية أو يعاد النظر في تكوينها”.

وأردف: “ودوما نطالب بأن تكون تركيا أو قطر أعضاء فاعلين فيها، لأنهما ترتبطان بمصالح مع الشعب السوداني”.

وتتكون الرباعية الدولية بشأن السودان من مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة، وهي آلية تنسيق تهدف لدعم جهود إنهاء الحرب واستعادة السلام والاستقرار.

وشدد البرهان على أن “دعوات الانفصال (في دول عربية) حتما لا تخدم الاستقرار في الإقليم، وأي دولة تدعم هذه الأمور حتما ستدور الدائرة عليها”.

وأضاف: “لذلك يجب أن تقف كل الدول موقفا موحدا ضد أي دعوة لانفصال أي جزء من دول المنطقة”.

** العودة إلى الخرطوم

البرهان تطرق لوضع قطاع الزراعة في بلاده بقوله: الخريف الماضي كان جيدا أو ممتازا. السودانيون زرعوا محصولات زراعية والإنتاج وفير”.

وفيما يخص عودة مؤسسات الحكم من مدينة بورتسودان (شرق) إلى العاصمة الخرطوم التي استعادها الجيش قبل أشهر، قال البرهان: “هذا سيحدث متى ما كانت البيئة مناسبة”.

وتابع: “تواجدت في الخرطوم في الشهرين الماضيين أكثر من بورتسودان، ورأيت أن هناك مطلوبات بيئية للعودة يجري العمل على معالجتها أو توفيرها”.

وأوضح أن من أهم هذه الاحتياجات هو توفير الأمن من “الهجمات العشوائية التي يشنها التمرد، سواء عمليات انتحارية أو أمور أخرى تروع المواطنين”.

و”كذلك الاحتياجات الصحية والتعليمية والكهرباء والمياه، وكلها أمور حيوية وضرورية لعودة الحياة إلى العاصمة”، بحسب البرهان.

وأضاف: “ندعو إلى عودة تدريجية لمؤسسات الدولة إلى الخرطوم حتى تستطيع أن تساهم هي نفسها في تهيئة بيئة عملها والبيئة للمصالح الأخرى المرتبطة بها”.

وأردف: “قريبا سينتقل جزء كبير من المؤسسات إلى هناك، مع الاحتفاظ بما يسّير العمل في بورتسودان”.

** تغيير العلم

وبشأن اقتراحه تغيير علم السودان، قال البرهان: “تغيير العلم أنا لا أفرضه، نحن عندنا دولة ومؤسسات، وسيُطرح الأمر على مؤسسات الدولة ومتى ما تمت القناعة بهذه بخطوة سنمضي إليها”.

وتابع: “تغيير العلم ليس تقليلا من العلم الحالي وليس مجرد إجراء، والسودان في عهد الراحل جعفر نميري (1969-1985) شهد تغييرات، لكن يظل شوقنا إلى علم الاستقلال باقيا”.

وفي أوائل ديسمبر/ كانون الأول الجاري، اقترح البرهان عودة السودان إلى استخدام علم البلاد القديم “الذي رفعه أجدادنا وآباؤنا في زمن الاستقلال”.

وكان يشير إلى علم الاستقلال الذي اعتمده السودان إبان استقلاله عام 1956، ويتكون من 3 ألوان هي الأزرق والأصفر والأخضر، قبل أن يتغير إلى العلم الحالي في 1970.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here