أفريقيا برس – السودان. أعلن الجيش السوداني صباح الأربعاء، تقدم قواته في محاور قتال بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، على حساب قوات الدعم السريع شبه العسكرية. وقالت الفرقة السادسة مشاة بالجيش، في بيان عن عمليات الثلاثاء، إنّ “الطيران الحربي دك أوكار مليشيا الدعم السريع، وقواتنا تواصل تقدمها بثبات”. وتابعت: “في عملية نوعية ناجحة تمكن الطيران الحربي من استهداف مجموعة من مليشيا الدعم السريع قادمة من شرق دارفور، وقضى على عناصرها المتحركة في المنطقة”.
ومنذ 10 مايو/أيار 2024، يشتبك الجيش و”الدعم السريع” في الفاشر، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس. وأفادت الفرقة السادسة بأن “قوات الجيش نفذت في المحور الغربي للفاشر عملية محكمة أدت إلى تدمير عربة قتالية محملة بالذخائر والاستيلاء عليها”. “كما تمكن الطيران الحربي من تدمير ثماني مركبات قتالية للدعم السريع، وقتل 33 من عناصر المليشيا وإصابة آخرين، وتدمير مدفع ثقيل ومخزن ذخيرة شمال شرق الفاشر”، وفق البيان.
وزادت الفرقة أنّ “القوات المشتركة (حركات دارفور الموقعة على اتفاق السلام لعام 2020) نجحت في القضاء على قوة هاجمت مخيم زمزم أخيراً، وقتلت 34 من قوات الدعم السريع وأصابت 14 آخرين”. ومنذ أيام وبوتيرة متسارعة، تتناقص مساحات سيطرة قوات الدعم السريع لصالح الجيش بولايتي الوسط (الخرطوم والجزيرة) وولايتي الجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان) المتاخمة غرباً لإقليم دارفور (خمس ولايات) وتسيطر “الدعم السريع” على أربع ولايات فيه، بينما لم تمتد الحرب لشمال البلاد وشرقها.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من ثلاث مدن، بات الجيش يسيطر على 90% من مدينة بحري شمالاً، ومعظم أنحاء مدينة أم درمان غرباً، و60% من عمق مدينة الخرطوم التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي وتكاد تحاصرهما قوات الجيش، بينما لا تزال “الدعم السريع” بأحياء شرقي المدينة وجنوبها.
السودان يستنكر استضافة كينيا اجتماعاً يدعو لتكوين حكومة موازية
من جهة أخرى، استنكرت الحكومة السودانية، الثلاثاء، استضافة كينيا اجتماعاً ضم قوى سياسية وقيادات من قوات الدعم السريع بهدف إقامة حكومة موازية، واعتبرت ذلك “تشجيعاً لتقسيم الدول الأفريقية وتعارضاً مع قواعد حسن الجوار”. جاء ذلك وفق بيان للخارجية السودانية بعد ساعات من انتهاء جلسة افتتاحية لمؤتمر بمسمى “تحالف السودان التأسيسي”، تنظمه بالعاصمة الكينية نيروبي، قوى معارضة وحركات مسلحة محاربة للجيش السوداني وتسعى لتكوين حكومة موازية.
وقالت الوزارة: “نأسف لتنكّر الحكومة الكينية لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والأمر التأسيسي للاتحاد الأفريقي ومعاهدة منع الإبادة الجماعية، وذلك باستضافتها لمناسبة توقيع ما سمي باتفاق سياسي بين مليشيا الدعم السريع، وأفراد ومجموعات مؤيدة لها”. وأضافت: “حيث إن الهدف المعلن لهذا الاتفاق هو إقامة حكومة موازية في جزء من أرض السودان، فإن هذا يعني تشجيع تقسيم الدول الأفريقية وانتهاك سيادتها والتدخل في شؤونها”. وأوضحت أن ذلك “خرق لميثاق الأمم المتحدة والأمر التأسيسي للاتحاد الأفريقي والقواعد التي استقر عليها النظام الدولي المعاصر”.
وزادت: “كما أن احتضان قيادات المليشيا (الدعم السريع) والسماح لهم بممارسة النشاط السياسي والدعائي العلني، في وقت لا تزال فيه المليشيا ترتكب جرائم الإبادة الجماعية (…) هو تشجيع لاستمرار كل هذه الفظائع ومشاركةٌ فيها”. وشددت الخارجية السودانية على أن “خطوة الحكومة الكينية لا تتعارض فقط مع قواعد حسن الجوار، إنما تناقض أيضاً التعهدات التي قدمتها كينيا على أعلى مستوى بعدم السماح بقيام أنشطة عدائية ضد السودان في أراضيها”.
واعتبرت الخطوة أيضاً “بمثابة إعلان العداء لكل الشعب السوداني” داعية المجتمع الدولي “لإدانة هذا المسلك من الحكومة الكينية”، مؤكدة أنها “ستتخذ من الخطوات ما سيعيد الأمور إلى نصابها”. وأكدت الخارجية السودانية أن “هذه التظاهرة الدعائية (اجتماعات نيروبي) لن يكون لها أي أثر على أرض الواقع، في ظل عزم القوات المسلحة القوات المساندة لها مدعومة بجموع الشعب السوداني، على تحرير كل شبر دنسته المليشيا (الدعم السريع) والتقدم السريع والمتواصل الذي تحرزه نحو ذلك الهدف”.
والمؤيدون لتشكيل حكومة موازية، قوى سياسية مساندة لقوات الدعم السريع، انقسمت من تحالف “تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية”، وتضم معظم الأجسام المكونة من “الجبهة الثورية” من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا 2020، بجانب “الحزب الاتحادي/الأصل” بقيادة إبراهيم الميرغني. وترفض الحكومة الموازية قوى سياسية داعمة للجيش داخل السودان وأخرى معارضة تعمل من الخارج، بينها “تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية” التي كانت تمثل أكبر تحالف مدني معارض بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، وأعلنت في 10 فبراير/شباط الجاري رفضها الحكومة الموازية، ما أدى إلى انقسامها إلى مجموعتين، منها الداعية إلى مؤتمر نيروبي.
رئيس إيران يؤكد دعم بلاده “الثابت والمستمر” للسودان
في غضون ذلك، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشيكان، الثلاثاء، دعم بلاده “الثابت والمستمر” للسودان. جاء ذلك خلال لقاء بزشيكان مع وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف الذي يجري زيارة غير محددة المدة لطهران، وفق وكالة الأنباء الرسمية “سونا”.
وسلم الشريف الرئيس الإيراني “رسالة خطية من رئيس مجلس السيادة الإنتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان، تعبر عن تقدير القيادة في السودان لقيادة وشعب إيران وتثمينھا للعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين”، وفق المصدر ذاته. وذكرت الوكالة أن الشريف قدم للرئيس الإيراني الدعوة لزيارة السودان، ووعد بزشكيان بتلبية الدعوة لزيارة “في التوقيت الملائم”.
وعبر الشريف عن تقديره “لوقفة إيران إلى جانب السودان في محنته الحالية، وقدم شرحاً لخلفيات وتطورات الأوضاع في السودان، والتقدم الكبير الذي تحرزه القوات المسلحة السودانية والقوات المساندة لھا وقرب حسمھا للتمرد (قوات الدعم السريع) في جميع ربوع البلاد”. بدوره، أكد الرئيس الإيراني وفق الوكالة “موقف بلاده الداعم للسودان، كما أكد ثبات واستمرار ھذا الموقف الذي يجسد العلاقات الأخوية بين البلدين، والتي عادت بقوة بعد انقطاع”.
ويخوض الجيش و”الدعم السريع”، منذ منتصف إبريل/نيسان 2023، حرباً خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.
(الأناضول، العربي الجديد)
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس