السودان – إسرائيل زيارة سريعة لتطبيع علني

33

بقلم : بدرالدين خلف الله

افريقيا برسالسودان. لم يكن في حسبان تاريخ علاقات السودان واسرائيل أن تصل لهذا المستوى المفاجئ بعد رحلة عداء طويلة بدأت منذ أربعينيات القرن الماضي عندما أرسل السودان تعزيزات عسكرية إلي الجيش المصري خلال حربه ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي ولسنوات عدة استضاف السودان حركة حماس وكان حليفاً لحزب الله ولإيران الداعم الأساسي لحركة حماس الفلسطينية.

زيارة سرية رسمية

مع اعلان غير رسمي لموعد افتتاح السفارة الإسرائيلية بالخرطوم زار وفد رسمي إسرائيلي برئاسة وزير المخابرات إيلي كوهين، السودان للمرة الأولى لبحث المضي قدما في اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة في أكتوبر لإبرام اتفاق سلام.

وقال كوهين في تغريدة على منصة “تويتر” لدي ثقة أن هذه الزيارة تضع الأسس للعديد من أوجه التعاون المهمة التي ستساعد كلا من إسرائيل والسودان وستدعم كذلك الاستقرار الأمني في المنطقة”.

وأضاف كوهين، التقيت برئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان ووزير الدفاع ياسين ابراهيم وأشار إلى أن وفده بحث مع مستضيفيه مجموعة من القضايا الدبلوماسية والأمنية وكذلك إمكان التعاون الاقتصادي.
ولم يصدر أي مسؤول سوداني تصريحاً حول الزيارة حتّى الآن.

ردود أفعال الزيارة

وانتقد الحزب الشيوعي السوداني زيارة وزير الاستخبارات الاسرائيلي ولقائه بالقادة في السودان ووصف الزيارة في بيان بأنها “سبة” في جبين الشعب وأضاف “نساق كالقطيع عندما يقول البرهان لقاءه لمصلحة السودان العليا”. وببحسب الناطق الرسمي للحزب فتحي فضل فان “معظم الدول العربية طبعت مع إسرائيل لكن لم يكن هناك أي فائدة لحياة الناس”.

في ذات السياق طالب القيادي بقوى الحرية والتغيير محمد وداعة الحكومة بالكشف عما تم بشأن زيارة الوفد الإسرائيلي للخرطوم . وقال وداعة بحسب صحيفة وجهة ( أول النهار ) “إن تكتم المسؤولين حول زيارة الوفد الإسرائيلي لا يشبه الشعب السوداني وثورة ديسمبر المجيدة” واضاف ” هؤلاء المسؤولين مفترض ان تكون فيهم قيم الصدق والنزاهة والرجولة”. ودعا وداعة الحكومة الامتناع عن إقامة “علاقات في الظل”، و بمعزل عن الرأي العام والصحافة والإعلام ، ووصف بأنه تعتيم تام للشعب السوداني وسلوك مدان لا يجد الاحترام .

ترتيب مسبق

ويعتقد الصحفي والمحلل السياسي مصعب محمد مضوي أن سرية الزيارة تأتي في الغالب بطلب من الجانب السوداني وعلل لموقع أفريقيا برس بأن أخبار هذه الزيارة والتي قبلها خرجت للإعلام بعد رجوع الوفود الأسرائيلية عبر تغريدات المسؤولين في وقت لم يعد هنالك عوجة لتبقى هذه الزيارات سرية لأن التطبيع أصبح أمراً واقع وكل العالم يعلم ذلك وأضاف الملاحظ في هذه الزيارات أنها أمنية ، لذا نجد أن الوفود لم تلتقي الجانب المدني في الحكومة مما يعزز فرضية أن الجانب السوداني هو الذي يطلب سرية هذه الزيارات وعدم إصدار أي بيانات رسمية تخص الزيارة.

وقال مصعب إن الزيارة هذه المرة من مسئول رفيع وهو مدير الاستخبارات الإسرائيلية واستبعد أن تكون زيارة مسئول بحجم كوهين دون نتائج كبيرة تخدم مسار التطبيع الجاري بين البلدين وتوقع أن تحدث الزيارة تفاهمات من أجل تبادل السفراء وغيرها من الأمور التي تطبع العلاقة بين البلدين.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here