قال وزير المالية السوداني إبراهيم البدوي إنه يعتقد أنها “مسألة وقت فقط” قبل أن يجري رفع اسم بلاده من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.
وأوضح الوزير خلال لقاء استضافته مؤسسة المجلس الأطلسي البحثية أن الإدراج بالقائمة شل قدرة الحكومة الانتقالية على تدبير التمويل
من صندوق النقد والبنك الدوليين. وأضاف أن الحكومة تعمل على معالجة المخاوف الأمنية وتتخذ خطوات لتعزيز الإيرادات المحلية عبر إغلاق الثغرات الضريبية والتخلص من اقتصاد ظل كبير.
وقال البدوي لرويترز عقب اللقاء إنه متحمس تماما بعد المناقشات التي أجراها مع المسؤولين والنواب الأمريكيين بشأن رفع السودان من
القائمة.وقال الوزير “أشعر أن الأمور تتحرك. لا أستطيع أن أحدد تاريخا محددا لكنني أشعر بثقة تامة في أنها مسألة وقت فقط”.ولم يقدم المبعوث الأمريكي للسودان دونالد بوث جدولا زمنيا، وقال “نريد أن نتأكد من عدم استمرار المشكلة التي نراها، وهذا يعتمد على المدة التي سيستغرقها (السودانيون) للقيام بذلك”.
وأدى نقص الخبز والوقود والأدوية وارتفاع الأسعار إلى اندلاع احتجاجات أفضت في النهاية إلى الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير
في أبريل نيسان واضطراب بالاقتصاد. وتولت الحكومة الجديدة السلطة قبل ستة أسابيع.الإصلاح الاقتصادي شرط أساسيوضع البدوي تفاصيل خطط لإعادة هيكلة موازنة السودان ومواجهة التضخم، لكنها تبقي على دعم الخبز والوقود حتى يونيو حزيران 2020.
وقال إن الهدف هو استبدال ذلك الدعم، الذي يفيد في أغلبه المقيمين في الخرطوم، بتحويلات نقدية مباشرة للأشد احتياجا.ومن أجل تخفيف حدة ذلك التحول، تعمل الحكومة أيضا على تعزيز النقل العام داخل المدينة.وقال جوليان رايلي مبعوث بريطانيا لشؤون القرن الأفريقي والبحر
الأحمر إنه يتعين على الحكومة تحقيق توازن مع شروعها في تنفيذ إصلاحات قد تنطوي على صعوبات.
وأضاف في تصريحات لرويترز “عليهم التعامل مع التحديات التاريخية وإصلاح الاقتصاد الكلي، ولن يكون بوسعهم ذلك دون وجود شبكة ضمان اجتماعي ضرورية لحماية الأشد انكشافا على مخاطر الصدمات المحتملة لهذا التحول”.وقال البدوي إن الحكومة ستدعو أيضا السودانيين في الخارج الذين يصل عددهم إلى خمسة ملايين إلى تكوين ودائع ودعم احتياطيات البنك المركزي، وهو مسعى يقول إنه قد يولد 500 مليون دولار. وفي المستقبل، قد يصدر السودان سندات استثمار خاصة للسودانيين في الخارج.
وترأست وزارة الخارجية الأمريكية يوم الاثنين الاجتماع الرابع لمجموعة “أصدقاء السودان” التي تشمل مسؤولين من مصر وفرنسا وألمانيا والسعودية والنرويج وقطر والإمارات وبريطانيا والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والبنك الافريقي للتنمية وصندوق النقد والبنك الدوليين.
وقالت المجموعة إنها تدعم خطط الحكومة الانتقالية وقد تعقد مؤتمرا للمانحين في ربيع 2020.وقال البدوي إن ديون السودان تبلغ حوالي 62 مليار دولار، لكن الحكومة الجديدة طلبت من البنك الدولي والبنك الافريقي للتنمية المساعدة للوصول إلى تقييم أدق. وأضاف أن على البلاد متأخرات مستحقة بحوالي ثلاثة مليارات دولار لمؤسسات مالية دولية.وقال رايلي إن بريطانيا ملتزمة بدعم السودان فيما يتعلق بالمتأخرات وتخفيف الديون.
وأضاف “نتطلع إلى أن ينفذ السودان الجوانب الانتقالية الصعبة حتى نستطيع في المقابل مساعدتهم”.وقال البدوي إن الصين كانت وستظل دائنا مهما، لكن السودان حريص على “توسيع قاعدة شراكتنا، لاسيما مع الولايات المتحدة”.