أهم ما يجب معرفته
أدانت وزارة الصحة السودانية المجازر التي ترتكبها قوات الدعم السريع في الفاشر، ووصفتها بأنها جريمة ضد الإنسانية. تأتي هذه الأحداث في ظل اشتباكات مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين. الحكومة تدعو لتوثيق هذه الانتهاكات وتؤكد على ضرورة حماية العاملين في المجال الصحي.
أفريقيا برس – السودان. قالت وزارة الصحة السودانية، الثلاثاء، إن “المجازر” التي ترتكبها “قوات الدعم السريع” في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي البلاد “جريمة ضد الإنسانية”.
وتشهد الفاشر منذ أيام اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”، إثر هجوم تشنه الأخيرة على المدينة المحاصرة، قبل أن تعلن سيطرتها عليها الأحد.
ومنذ 10 مايو/ أيار 2024 تحاصر “الدعم السريع” الفاشر، فيما يسعى الجيش لكسر الحصار عن المدينة التي تُعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
وأضافت الوزارة في بيان: “ندين بأشد العبارات المجازر البشعة والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع المتمردة بالفاشر، والتي راح ضحيتها عدد كبير من المدنيين الأبرياء، بينهم أطفال ونساء وكبار سن، إلى جانب الاستهداف المباشر للكوادر الطبية والمرافق الصحية”.
وأكدت أن ما جرى “يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وجريمة ضد الإنسانية، لا سيما في ظل استهداف العاملين في الحقل الصحي الذين يؤدون واجبهم الإنساني في ظروف بالغة الخطورة”.
وأشارت الوزارة إلى أن “هذه الأفعال الممنهجة تهدف إلى تدمير مقومات الحياة وتعطيل النظام الصحي في ولاية شمال دارفور، وحرمان المواطنين من حقهم في العلاج والرعاية الصحية، وهو أمر لا يمكن القبول به أو السكوت عليه”.
وحتى الساعة 9:30 (ت.غ)، لم يصدر تعقيب من “قوات الدعم السريع” بشأن بيان وزارة الصحة السودانية.
بدوره، قال متحدث الجيش السوداني عاصم عوض في بيان، الثلاثاء، إن “القوات المسلحة ستظل ثابتة لا تلين، متمسكة بعقيدتها الوطنية الراسخة، ولن تساوم أبدًا في الدفاع عن سيادة الوطن ووحدته”.
وأكد عوض أن “النصر قريب، ولن تهنأ مليشيا الدعم السريع بما اغتصبته، فكل شبر من أرض الوطن له رجال يدافعون عنه حتى آخر رمق”.
كما دعا “وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية إلى توثيق جرائم مليشيا الدعم السريع في الفاشر، وتوصيل صوت الضحايا، وعدم التزام الصمت فيما يرتكب من فظائع في حق الأبرياء”.
يأتي ذلك بعد إعلان رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، مساء الاثنين، مغادرة القيادة العسكرية الفاشر لتجنيبها مزيدًا من “التدمير والقتل الممنهج” على يد قوات الدعم السريع.
والاثنين، قالت منظمة الهجرة الدولية، في بيان إن التقديرات الميدانية تشير إلى نزوح أكثر من 26 ألف شخص من الفاشر خلال 48 ساعة، مبينة أن هذه الأرقام أولية وقابلة للتغيير نظرًا لاستمرار انعدام الأمن وتسارع وتيرة النزوح.
ومنذ 15 أبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش و”قوات الدعم السريع” حربًا لم تفلح وساطات إقليمية ودولية عديدة في إنهائها، وسط معاناة المدنيين.
وقُتل في الحرب نحو 20 ألف شخص وتشرد أكثر من 15 مليونًا بين نازحٍ ولاجئ، وفقًا لتقارير أممية ومحلية، في حين قدّرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص.
منذ اندلاع النزاع في السودان في أبريل 2023، شهدت البلاد تصاعدًا في العنف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. الفاشر، التي تُعتبر مركزًا إنسانيًا حيويًا، تعرضت لهجمات متكررة، مما أدى إلى نزوح جماعي للسكان. الوضع الإنساني في دارفور يزداد سوءًا مع استمرار القتال، حيث يعاني المدنيون من نقص حاد في الخدمات الأساسية والرعاية الصحية.
تاريخيًا، عانت دارفور من صراعات متعددة منذ عام 2003، حيث أدت النزاعات إلى مقتل الآلاف ونزوح الملايين. الوضع الحالي يعكس استمرار التوترات العرقية والسياسية في المنطقة، مما يستدعي تدخلًا دوليًا عاجلاً لحماية المدنيين.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس





