الملفات الأمنية تسيطر على أجندة المباحثات بين البشير والسراج

55
بدأ رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج زيارة الي العاصمة السودانية الخرطوم أجري في مستهلها مباحثات مع الرئيس السوداني عمر البشير تم خلالها التوافق على العمل المشترك لإنهاء الإضطرابات الأمنية على حدود البلدين والحد من نشاط تهريب وتجارة البشر
وكانت زيارة  السراج للخرطوم مقررة منذ منتصف مارس الماضي لكنها ألغيت بسبب إضطرابات أمنية شهدتها العاصمة طرابلس فيما  سيطر الملف الأمني على أهم أجندة المباحثات المشتركة بين السراج والرئيس البشير الذي أكد جاهزية بلاده للعمل من أجل إنهاء الإضطرابات الأمنية في ليبيا والتي تجعل من السودان معبراً لتهريب البشر الى جانب إستعانة بعض التنظيمات الليبيبة لقوات مرتزقة تابعة للحركات السودانية المتمردة 
ويدعم السودان حكومة الوفاق الوطني في ليبيا ويؤكد ضرورة أن يدعم المجتمع الدولي الحكومة الليبية الشرعية، وأعلنت الخرطوم أنها معنية بالدرجة الأولى بإعادة السلام والاستقرار في ليبيا كدولة جوار. 

وأعتبر الرئيس السوداني زيارة السراج للخرطوم “بداية إنطلاقة جديده في العلاقات بين الخرطوم وطرابلس”، مؤكداً أن بلاده ليس لديها أي اجنده سياسية تجاه طرابلس.

وأكد أن السودان يسعى لتحقيق السلام والوحدة والأمن في الساحة الليبية بين مكوناتها المختلفة، وزاد “هو ما نعمل له ونسعى له بعيدا عن الأجندة الخاصة وأن مصلحة شعب ليبيا بالنسبة لنا اولا وثانيا وأخيرا”.

وقال البشير إن السودان “يتطلع إلى أن تصل المكونات من الأشقاء فى ليبيا وبمساندة ودعم دول الجوار الليبي في أن يتحقق الاستقرار وجمع الصف والوحده الليبية”.

وأوضح أن بلاده تتأثر بالأوضاع فى ليبيا، قائلا إن “ما يحدث من عدم الاستقرار الأمني ينعكس سلبا على السودان خاصة فى جبهات حدوده المشتركة مع ليبيا، من خلال التكلفة العالية في مكافحة تجارة البشر والهجرة غير الشرعية والجريمة العابرة”.

أما الجانب الليبي فقد عبر عن أهمية الزيارة في كونها تأتي في إطار التشاور مع دول الجوار لضمان تعاونها في تأمين الحدود ودعم جهود الوحدة لإنهاء حالة الإنقسام التي تشهدها ليبيا وتجاوز أخطاء الماضي في إشارة الي التوترات التي لحقت بعلاقة البلدين خلال الفترة الماضية 

وقال السراج إنه أجرى مباحثات مع البشير حول تطورات الأوضاع فى بلاده سياسياً واقتصادياً وأمنياً، ووضع البشير في الصورة حيال التحديات الكبرى التي تواجه ليبيا.

وأكد بحث الأزمة الراهنة في ليبيا وكيفية تحقيق مصالح وطنية تنتهي حالة الانقسام وتوحد المؤسسات الليبية وصولاً لإنتخابات رئاسية وتشريعية وبرلمانية تعيد للبلاد السلام والاستقرار.

وأشار المسؤول الليبي إلى أن لقائه بالبشير تطرق لأهمية العمل المشترك من أجل تأمين الحدود المشتركة من خلال تفعيل الاتفاقيات الأمنية على وجه الخصوص، بجانب دفع العلاقات في المجالات الأخرى المختلفة اقتصاديا وسياسيا.

وقال إن السودان يعد اهم دول الجوار الليبي وهو بمثابة العمق الاستراتيجي، موضحا أن الفترة الماضية مرت البلدين بحالة من المد والجزر غير أن العلاقات الشعبية لم تتأثر بالتقلبات السياسية.

وأضاف “سنعمل على الاستفادة من اخطاء الماضي وبناء علاقات قوية واستراتيجية لحاضر ومستقبل علاقات البلدين”.

وتشكو ليبيا من استقبال أراضيها للمهاجرين غير الشرعيين الذين يأتون عبر الحدود السودانية، بينما تشكو الخرطوم من نشاط الحركات المتمردة في دارفور على الحدود مع ليبيا.

واقترح السودان في مايو الماضي إنشاء قوات مشتركة لمراقبة الحدود بين السودان وليبيا، لمحاربة جماعة (بوكو حرام) والحد من تحركا المتمردين في دارفور.

وكان السودان وليبيا نشرا في نوفمبر من العام 2013، قوات مشتركة لتأمين الحدود، وإيقاف تسلل المهاجرين غير الشرعيين ومكافحة الإرهاب وتأمين القوافل التجارية، انفاذا لبروتوكول عسكري وقعته قياديتي البلدين قبلها بأكثر من عامين.
وبالنظر لواقع الأوضاع السياسية والأمنية بليبيا الى جانب الطبيعة  الجغرافية لحدود البلدين وتعدد التنظيمات المسلحة على الأرض فإن صعوبات عدة ستواجه الخرطوم وطرابلس لتنفيذ ما تم الإتفاق عليه بحسب مراقبين 
 
رئيس الحكومة الليبية أجرى أيضاً في ختام الزيارة لقاءات ثنائية شملت النائب الاول للرئيس السوداني ومدير جهاز الامن الوطني والمخابرات ..فيما وقع الجانبان على مذكرة تفاهم على إنشاء لجنة دائمة للتشاور السياسي بين البلدين 

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here