أفريقيا برس – السودان. أفادت الحركة الشعبية لتحرير السودان – في المعارضة، عن وضع نائب رئيس جنوب السودان الأول ريك مشار تحت الإقامة الجبرية، معتبرة أن توقيفه يعني أن اتفاق السلام المبرم عام 2018 بات “لاغيا”. وقال الحزب أمس الأربعاء، إن وزير الدفاع ورئيس الأمن الوطني “اقتحما” مقر إقامة مشار وسلماه مذكرة اعتقال. وبحسب ريث موتش تانغ المسؤول الكبير في الحركة الشعبية لتحرير السودان- في المعارضة في بيان، اليوم الخميس، فإن مشار محتجز في منزله مع زوجته وحارسين شخصيين بتهمة المشاركة في القتال بين الجيش والجيش الأبيض في مدينة الناصر بولاية أعالي النيل هذا الشهر. وكتب مكتب الشؤون الأفريقية في واشنطن على منصة إكس “نشعر بالقلق من تقارير ذكرت أن النائب الأول لرئيس جنوب السودان مشار قيد الإقامة الجبرية”. وأضاف: “نحث الرئيس كير على التراجع عن هذا الإجراء ومنع المزيد من التصعيد”.
كما اعتبرت “الحركة الشعبية” أن توقيف مشار يعني أن اتفاق السلام المبرم عام 2018 بات “لاغيا”. وقال حزب مشار في بيان إن عملية توقيفه “تشكل خرقا للوعد وعدم احترام اتفاق وانعدام الإرادة السياسية لإحلال السلام والاستقرار في البلاد” مضيفا أنه بهذا الاعتقال “بات اتفاق السلام” لعام 2018 “لاغيا”.
وأنهى اتفاق السلام حربا أهلية اندلعت على أسس عرقية بين عامي 2013 و2018 بين القوات الموالية لمشار من جهة والقوات الموالية لكير من جهة أخرى، وبموجبه أصبح لرئيس جنوب السودان خمسة نواب. ويشغل حاليا منافس كير منذ فترة طويلة وزعيم المعارضة مشار منصب النائب الأول للرئيس.
وحذرت الأمم المتحدة من احتمال تجدد الحرب الأهلية بسبب تصاعد خطاب الكراهية والاشتباكات التي وقعت في الآونة الأخيرة في مدينة الناصر بين الجيش والجيش الأبيض، وهي مليشيا لها صلات قديمة بمشار. وتنفي الحركة الشعبية لتحرير السودان – في المعارضة وجود صلات حالية مع الجيش الأبيض.
وكتب مكتب الشؤون الأفريقية في واشنطن على إكس “حان الوقت لقادة جنوب السودان لإظهار صدق التزاماتهم المعلنة بالسلام”. ولم يستجب متحدثون باسم جيش جنوب السودان ولا الحكومة بعد لطلبات التعليق.
ودعت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان (يونميس) إلى ضبط النفس قائلة إن قادة البلاد يقفون على حافة الانزلاق إلى صراع واسع النطاق. وقالت البعثة في بيان “لن يؤدي ذلك إلى تدمير جنوب السودان فحسب، بل سيؤثر أيضا على المنطقة بأسرها”.
واعتقلت حكومة كير في وقت سابق من هذا الشهر عددا من المسؤولين من حزب مشار من بينهم وزير البترول ونائب قائد الجيش ردا على الاشتباكات مع الجيش الأبيض في ولاية أعالي النيل. وأفادت الأمم المتحدة أمس الأربعاء بوقوع قتال بين القوات الموالية لكير وأخرى لمشار بالقرب من العاصمة جوبا. وأسفرت الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 2013 و2018 عن مقتل مئات الآلاف في أحدث دولة في العالم.
(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس