تحقيق بريطاني عن قاعدة إماراتية سرية في بوساسو

3
تحقيق بريطاني عن قاعدة إماراتية سرية في بوساسو
تحقيق بريطاني عن قاعدة إماراتية سرية في بوساسو

أهم ما يجب معرفته

كشف تقرير بريطاني عن استخدام الإمارات لمطار بوساسو في الصومال كقاعدة عسكرية سرية لدعم العمليات اللوجستية في السودان. التحقيق يستند إلى بيانات تتبع الرحلات الجوية وصور الأقمار الصناعية، ويشير إلى نقل شحنات غير معلنة مرتبطة بقوات الدعم السريع. كما يتحدث عن وجود مرتزقة كولومبيين في المنطقة، مما يثير مخاوف من تصاعد التوترات الإقليمية.

أفريقيا برس – السودان. كشف تقرير نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني عن استخدام دولة الإمارات العربية المتحدة لمطار بوساسو في ولاية بونتلاند الصومالية كقاعدة عسكرية سرية لإدارة عمليات لوجستية مرتبطة بالحرب في السودان، في وقت لم تصدر فيه أبوظبي أي تعليق رسمي على الاتهامات.

وبحسب التحقيق، تُستخدم طائرات نقل ضخمة من طراز IL-76 لهبوط شحنات لوجستية غير معلنة في مطار بوساسو، قبل نقلها إلى وجهات يُعتقد أنها مرتبطة بقوات الدعم السريع في السودان، وفق ما ذكره ضابط في قوة شرطة بونتلاند البحرية تحدث للموقع شريطة عدم كشف هويته.

وأوضح التقرير أن بيانات تتبع الرحلات الجوية وصور الأقمار الصناعية ومصادر دبلوماسية أشارت إلى أن مصدر تلك الطائرات هو الإمارات العربية المتحدة، بينما كانت الوجهة النهائية السودان. وأضاف أن هذه الأنشطة تكثفت في الأسابيع الأخيرة عقب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور.

وأشار التحقيق إلى أن طائرات الشحن الإماراتية تصل إلى المطار في فترات نشاط منخفض وتغادر بسرعة بعد إنزال حمولتها، في ظل إجراءات أمنية مشددة تحيط بعمليات التفريغ والنقل. كما رصد التقرير نقل شحنات إضافية عبر ميناء بوساسو، واصفًا العملية بأنها “محاطة بسرية تامة”.

ونقل الموقع عن مدير كبير في ميناء بوساسو قوله إن الإمارات هرّبت خلال العامين الماضيين أكثر من نصف مليون حاوية “مصنفة خطرة” عبر الميناء، دون أن تتضمن وثائقها أي تفاصيل عن المحتويات أو الوجهة النهائية، مؤكدًا أن بوساسو تعمل كنقطة عبور مؤقتة.

كما تحدث التقرير عن وجود معسكر بالقرب من المطار يضم مرتزقة كولومبيين يُعتقد أنهم شاركوا في القتال إلى جانب قوات الدعم السريع، موضحًا أن صورًا حصرية أظهرت عشرات الكولومبيين وهم ينزلون من طائرات تجارية ويتوجهون إلى المعسكر مباشرة. ووفقًا للمصادر المحلية، يُستخدم الموقع أيضًا كمركز طبي لعلاج جرحى المعارك في السودان قبل نقلهم إلى وجهات أخرى.

وذكر التحقيق أن الإمارات نصبت نظام رادار عسكري قرب المطار يُعتقد أنه فرنسي الصنع، في إطار شبكة من القواعد التي أنشأتها عبر البحر الأحمر وخليج عدن، تشمل مواقع في جزر يمنية وأرض الصومال وميناء المخا.

وأشار محللون نقل عنهم التقرير إلى أن هذه الأنشطة تعكس سعي الإمارات إلى توسيع نفوذها الإقليمي وتأمين مصالحها الاقتصادية، خصوصًا في مجالي الذهب والطاقة، بينما يرى آخرون أن الخطوة قد تُدخل الصومال في تنافسات جيوسياسية أوسع.

من جانبه، قال عبد الرشيد موسى، المحلل الإقليمي المتخصص في شؤون القرن الأفريقي، إن حكومة مقديشو “تتجنب مواجهة أبوظبي علنًا بسبب محدودية نفوذها على المناطق الإقليمية مثل بونتلاند”، مضيفًا أن “الأنشطة العسكرية الإماراتية هناك تثير مخاوف من تورط غير مباشر في حرب السودان”.

ويخلص التحقيق إلى أن استمرار هذه العمليات، وفقًا لمصادر الموقع، يُعد جزءًا من شبكة معقدة لإمداد الأطراف المتحاربة في السودان، وسط تحذيرات من أن تتحول بوساسو إلى محور عسكري إقليمي خارج السيطرة الحكومية المركزية في الصومال.

تاريخيًا، شهدت منطقة القرن الأفريقي توترات سياسية وعسكرية مستمرة، حيث تسعى القوى الإقليمية مثل الإمارات إلى توسيع نفوذها. في السنوات الأخيرة، زادت الأنشطة العسكرية في الصومال، مما أدى إلى مخاوف من تدخلات خارجية. تعتبر بوساسو نقطة استراتيجية مهمة، حيث تلعب دورًا في التجارة والنقل، مما يجعلها هدفًا للعمليات العسكرية السرية.

تعتبر الإمارات واحدة من الدول التي تسعى لتعزيز وجودها في المنطقة، خاصة في ظل الصراعات المستمرة في السودان. هذا التوجه يعكس رغبتها في تأمين مصالحها الاقتصادية، خصوصًا في مجالات الذهب والطاقة، مما قد يؤدي إلى تعقيد الوضع الأمني في الصومال ويزيد من حدة التنافس الجيوسياسي.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here