أفريقيا برس – السودان. دخل مجلس السيادة الانتقالي بالسودان مرحلة جديدة بعد إصدار رئيسه عبد الفتاح البرهان أمس الاثنين، مرسوما دستوريا بتعيين كل من سلمى عبد الجبار المبارك، ونوارة أبو محمد طاهر، أول سيدتين في المجلس، ليرتفع بذلك عدد أعضائه إلى 9 بينهم 4 من الجيش و3 يمثلون حركات مسلحة موقعة على اتفاق سلام.
وبهذا تكون كل من المبارك وطاهر أول امرأتين تنالان عضوية مجلس السيادة السوداني منذ يوليو/ تموز 2022.
وتزامن ذلك مع إصدار البرهان الاثنين، مرسوما آخر بتعيين الخبير القانوني والدبلوماسي السابق كامل إدريس رئيسا للوزراء في البلاد ليصبح أول مدني يشغل هذا المنصب منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.
تأتي هذه التطورات بينما يخوض الجيش السوداني بقيادة البرهان حربا مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية منذ أبريل/ نيسان 2023، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
** تشكيلة المجلس
وقبل تعيينات أمس، يضم مجلس السيادة 4 أعضاء يمثلون الجيش هم “عبد الفتاح البرهان وشمس الدين كباشي وياسر العطا وإبراهيم جابر”، و3 يمثلون الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام في 2020، وهم “مالك عقار ويحيى عبد الله وصلاح الدين آدم”، وفق مراسل الأناضول.
وشكل مجلس السيادة الانتقالي بناء على الوثيقة الدستورية الموقعة بين الجيش السوداني و”قوى الحرية والتغيير” في أغسطس/ آب 2019، وذلك بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل من العام ذاته، ويضم 11 عضوا، هم 5 من العسكر و6 مدنيين.
لكن طرأت تغييرات على “السيادة السوداني” بعد توقيع اتفاقية جوبا للسلام في أكتوبر/ تشرين الأول 2020 بإضافة 3 مقاعد للحركات المسلحة في المجلس، ليصبح العدد 14 عضوا.
وخلا مجلس السيادة من النساء بعد إعفاء البرهان في يوليو/ تموز 2022، الأعضاء المدنيين المعينين بعد “إجراءات أكتوبر 2021″، وفض الشراكة مع المدنيين بقيادة “قوى إعلان الحرية والتغيير”.
وحافظ المجلس على شكله المكون من 4 عسكريين و3 ممثلين للحركات المسلحة في العامين الأخيرين بعد إعفاء محمد حمدان دقلو “حميدتي” قائد قوات الدعم السريع، عقب اندلاع الحرب في أبريل 2023، في حين بقيت باقي المقاعد شاغرة.
** إضافة جغرافية
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، عيّن البرهان 5 مدنيين في مجلس السيادة يمثلون أقاليم السودان الخمسة “شمال وشرق ووسط وجنوب وغرب”.
غير أن هؤلاء المدنيين لم يستمروا طويلا، إذ قام البرهان بإعفائهم من مناصبهم في يوليو 2022.
واستمر مجلس السيادة بالعسكريين الخمسة والممثليين الثلاثة للحركات المسلحة، إلى أن اندلعت الحرب في أبريل 2023، ليعفي البرهان نائبه “حميدتي” في 19 مايو من العام نفسه.
وفي نوفمبر 2023، أعفى البرهان عضوي المجلس عن الحركات الطاهر حجر والهادي إدريس اللذين اختارا “الحياد” في الحرب ضد قوات الدعم السريع حينها، قبل أن ينضما لاحقا إلى “تحالف تأسيس” المساند لتلك القوات.
وعيّن البرهان في يونيو/ حزيران 2024، صلاح الدين آدم عضوا في مجلس السيادة، وتبعه في أغسطس 2024 يحيى عبد الله، ليكونا ممثلين للحركات المسلحة.
وفيما يأتي تسلط الأناضول الضوء على أعضاء المجلس التسعة وسيرهم الذاتية والأقاليم التي ينحدرون منها وخلفياتهم العسكرية والمدنية:
1- عبد الفتاح البرهان:
تولى رئاسة “المجلس العسكري” منذ اليوم التالي للإطاحة بالرئيس عمر البشير في 11 أبريل 2019، وحتى أدائه اليمين رئيسا لمجلس السيادة الانتقالي أمام رئيس جهاز القضاء يحيى أبوشورة، في 21 أغسطس من العام نفسه.
وظل البرهان (65 عاما) في منصبه رئيسا لمجلس السيادة وقائدا للجيش السوداني منذ أغسطس 2019.
وعيّن البشير، البرهان مفتشًا عامًا للقوات المسلحة، بعد ترقيته من رتبة فريق ركن إلى فريق أول، ضمن تعديلات بقيادة الجيش في فبراير/ شباط 2019، عقب تصاعد الاحتجاجات الشعبية، التي بدأت أواخر ذلك العام، تنديدًا بتردي الأوضاع الاقتصادية.
وأشرف البرهان على القوات السودانية ضمن التحالف العربي، بقيادة السعودية في اليمن، وأمضى الفترة الأخيرة قبل تعيينه مفتشا عاما متنقلًا بين اليمن والإمارات، ثاني أبرز دول التحالف.
وهو ينحدر من منطقة قندتو غرب مدينة شندي بالولاية الشمالية، وتخرج في الكلية الحربية الدفعة 31، وخاض معارك أيام “حرب الجنوب”، قبيل انفصال جنوب السودان عن البلد الأم عبر استفتاء شعبي عام 2011.
2- شمس الدين كباشي:
هو عضو مجلس السيادة منذ إنشائه في أغسطس 2019، ويشغل منصب نائب قائد الجيش السوداني منذ مايو 2023.
وخلال عضويته في مجلس السيادة، عمل على قيادة التفاوض مع الحركات المسلحة التي وقعت اتفاق سلام مع الخرطوم عام 2020.
وتولى منصب نائب رئيس أركان القوات البرية والتدريب بالجيش السوداني، وتمت ترقيته في فبراير 2017 إلى رتبة فريق ركن، ثم إلى فريق أول عام 2020.
وهو من مواليد ولاية جنوب كردفان (جنوب) عام 1961، والتحق بالكلية الحربية السودانية في 1981 وتخرج ضابطا برتبة ملازم.
3- ياسر العطا:
هو عضو “المجلس العسكري” المنحل سابقا بعد 2019 ويحمل رتبة فريق أول ركن منذ 2022 وعيّن مساعدا لقائد الجيش في مايو 2023.
وظل موجودا في مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم (ولد بها عام 1962) منذ اندلاع الحرب مع قوات الدعم السريع في أبريل 2023، وعمل قائدا لمنطقة أم درمان العسكرية.
مثّل الجيش السوداني في مؤتمرات عديدة خارج البلاد، وقام بزيارات تنسيقية عسكرية لدول منها: مصر، السعودية، الأردن، اليمن، وروسيا.
شغل العطا منصب قائد قوات حرس الحدود، وقائدا للفرقة 14 مشاة بالجيش.
4- إبراهيم جابر:
هو مساعد قائد الجيش السوداني ويحمل رتبة فريق منذ مايو 2023.
حاصل على درجة البكالوريوس من كلية الهندسة بجامعة الخرطوم، ودخل الجيش ملتحقا بالدفعة “34 فنيين” عام 1988.
وهو عضو المجلس العسكري المنحل، ومجلس السيادة منذ تأسيسه في 2019، ومن مواليد منتصف الستينيات بإقليم دارفور غربي البلاد.
عمل جابر نائبًا لرئيس أركان القوات البحرية للهندسة والإمداد بالجيش.
5- مالك عقار:
أحد أعضاء الحركات المسلحة الموقعة مع الحكومة السودانية على اتفاق “سلام جوبا” في 2020، وهو من مواليد مدينة باو بولاية النيل الأزرق جنوبي البلاد.
ويشغل منصب نائب رئيس مجلس السيادة منذ 19 مايو 2023، بعد أن كان عضوا في المجلس منذ نوفمبر 2020، وهو رئيس “الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ شمال”.
وعمل حاكما لولاية النيل الأزرق في أبريل 2010 عقب “اتفاقية نيفاشا للسلام” بين الحكومة السودانية و”الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق” قبيل انفصال جنوب السودان.
وقّع اتفاق السلام مع الحكومة السودانية بمدينة جوبا في أكتوبر 2020 بعد قيادته القتال ضد الحكومة المركزية منذ 2011 للمطالبة بحقوق المنطقتين “النيل الأزرق وجنوب كردفان”.
6- يحيى عبد الله:
أحد أعضاء الحركات المسلحة الموقعة مع الحكومة السودانية على اتفاق “سلام جوبا” في 2020، وهو عضو في مجلس السيادة منذ أغسطس 2024.
ويرأس “حركة تجمع قوى تحرير السودان” وهو من مواليد 1975 في منطقة انكا بولاية شمال دارفور غربي البلاد.
حصل على بكالوريوس من كلية الشريعة والقانون بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية عام 1999، ثم الماجستير في القانون الدولي العام من جامعة كمبالا العالمية في 2015.
7- صلاح الدين آدم:
أحد أعضاء الحركات المسلحة الموقعة مع الحكومة السودانية على اتفاق “سلام جوبا” في 2020، ونال عضوية المجلس منذ يوليو 2024، وهو رئيس “حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي”.
وهو أحد مؤسسي “حركة تحرير السودان – الأم”، قبل أن ينشق عنها وينضم إلى عدد من الحركات الأخرى، آخرها “حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي” عام 2020.
ولد بولاية جنوب دارفور غربي السودان عام 1969 وعمل بالتدريس في المرحلة الابتدائية، قبل أن يلتحق بالحركات المسلحة في دارفور.
8- سلمى المبارك:
انضمت سلمى عبد الجبار المبارك إلى المجلس السيادي الانتقالي أول مرة في نوفمبر 2021 ممثلة لإقليم الوسط، وأعفيت في يوليو 2022.
وبصدور المرسوم الدستوري في وقت سابق الاثنين بتعيينها، تعود المبارك عضوا بمجلس السيادة للمرة الثانية بوصفها عضوة مدنية.
وهي من مواليد ولاية الجزيرة وسط السودان، وتحمل درجة الدكتوراه في العلوم البيئية، وعملت مساعدا للتدريس في كلية النصر التقنية (خاصة) بالخرطوم.
كما شغلت منصب عضو مجمع الفقه الإسلامي بلجنة فتاوى الأحوال الشخصية.
9 – نوارة طاهر:
تعد الأكاديمية والباحثة المنحدرة من شرقي السودان، نوارة أبو محمد طاهر، ثاني سيدة تلتحق بتشكيلة مجلس السيادة الانتقالي، الاثنين.
وهي خبيرة في مجالات التنمية الريفية، وتمكين المرأة، وبناء السلام، والدراسات البيئية، وأكاديمية متخصصة في مجالات التنمية المستدامة والدراسات البيئية.
حصلت على درجة الدكتوراه في الفلسفة بالدراسات البيئية من جامعة الخرطوم عام 2018.
وعملت محاضرة في قسم التنمية الريفية بجامعة البحر الأحمر (حكومية) شرقي السودان، كما شغلت منصب أستاذ مساعد بكلية تنمية المجتمع في الجامعة نفسها.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس