أفريقيا برس – السودان.
دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الجمعة، المجتمع الدولي للوقوف في وجه الفظائع في مدينة الفاشر بالسودان.
جاء ذلك في كلمته بالجلسة الاستثنائية الثامنة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، حول حقوق الإنسان في الفاشر وما حولها في سياق الصراع الدائر في السودان، مع الممثل الخاص للاتحاد الأفريقي أداما دينغ، وعضوة بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في السودان منى رشماوي.
وقال تورك: “على جميع الدول ذات النفوذ اتخاذ خطوات عاجلة وملموسة لضمان حماية المدنيين في الفاشر وتوفير ممر آمن لمن يحاولون المغادرة”.
وأفاد بأن الفظائع في الفاشر التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني، كانت متوقعة ويمكن منعها، لكن ذلك لم يحدث.
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استولت “قوات الدعم السريع” على الفاشر، وارتكبت مجازر بحق مدنيين، وفق مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
وأوضح تورك أن مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أصدرت أكثر من 20 بيانا بشأن الفاشر العام الماضي وحده.
وأضاف: “حذرنا مرارا من الحصار الخانق والقمعي الذي يُجبر فيه الناس على أكل علف الحيوانات وقشور الفستق. وحذرنا من انتشار المجاعة مع تجويع الناس، ومن أن استيلاء قوات الدعم السريع على المدينة سيُحوّلها إلى حمام دم”.
وأكد على ضرورة وقوف المجتمع الدولي في وجه الفظائع بالفاشر، “وضمان حصول المدنيين في الفاشر ومحيطها على المساعدات الإنسانية والحماية التي يحتاجونها بشدة”.
وتابع: “يجب على جميع الدول ذات النفوذ اتخاذ خطوات فورية وملموسة لضمان حماية المدنيين في الفاشر وتوفير ممر آمن لمن يحاولون المغادرة. على الدول الضغط من أجل تدفق المساعدات دون انقطاع وتمويل برامج المساعدات الإنسانية بالكامل”.
وشدد على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي “إجراءات ضد الأفراد والشركات الذين يؤججون هذه الحرب ويستفيدون منها”.
من جانبه، قال الممثل الخاص للاتحاد الأفريقي دينغ: “ما يحدث في الفاشر كارثة إنسانية وحقوقية أمام أعيننا. وصل الوضع في السودان، لا سيما في الفاشر ودارفور وكردفان، إلى مرحلة حرجة ومأساوية”.
وأشار دينغ إلى أن المدنيين عانوا معاناة لا تُوصف، ونزح أكثر من 14 مليون شخص قسرا منذ اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023 في السودان.
أما رشماوي فقالت إن جزءا كبيرا من الفاشر بات الآن مسرحا للجريمة.
ولفتت إلى أنه بعد سقوط الفاشر في أيدي قوات الدعم السريع، أجروا مقابلات مع شهود وجمعوا أدلة على فظائع لا توصف.
وأردفت: “هناك حاجة إلى تحقيق شامل لكشف الصورة كاملة، لكن ما نعرفه بالفعل فظيع”.
وفي 29 أكتوبر الماضي، أقر قائد “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي” بحدوث “تجاوزات” من قواته في الفاشر، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.
وإضافة إلى الغرب، تشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، منذ أيام، اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و”الدعم السريع” أدت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة.
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر “قوات الدعم السريع” حاليا على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي ما زالت في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بينها العاصمة الخرطوم.





