أفريقيا برس – السودان. اختار البنك الدولي ان يلقي رئيسه خطابه السنوي للعالم من الخرطوم يوم الخميس الماضي ، وتاتي زيارة ديفيد مالباس للسودان لاول مرة منذ 50 عاما، ولعل الزيارة التي استغرقت يوميان حملت اهداف اخري اعلن عنها الوفد الزائر في عدة محافل منها تخصيص ٢ مليار لدعم حكومة الفترة الانتقالية للخد من الفقر وجلب المزيد من رؤوس الأموال للإستثمار في السودان في قطاعات الكهرباء والزراعة، واكد رئيس الوفد بان السودان انتقل من مرحلة الحاجة الى تحسن الأوضاع الاقتصادية،وسط تعهدات بالعمل مع الاسرة الدولية والمؤسسات المالية المانحة على الاسهام في الغاء ديون السودان الخارجية.
غموض
ويري عضو اللجنة الاقتصادية بقوي الحرية والتغيير بروفيسور محمد شيخون انه عقب تجسير ديون السودان في صندوق النقد والبنك الدوليين والبنك الأفريقي للتنمية كان لابد من خطوات تأتي سريعا لدعم الإقتصاد الوطني من هذه الجهات خاصة عقب إعلان أن السودان دخل في نطاق الدول التي من حقها ان تخفف عليها الصناديق الدولية المديونية الكبيرة التي تفوق طاقة الإقتصاد.
وقال لـ(الراكوبة) ان خطوة زيارة رئيس البنك الدولي للسودان بالرغم انها تاخرت ولكن يمكن ان يقال لها أهلا اذ هي جاءت،بيد انه عاد واضاف انه في تقديره الشخصي يري في الزيارة قدر من الغموض وربما يأتي من أنها خطوة مستعجلة وتقررت على عجل لظروف الاضطرابات الحاصلة بالبلاد بين مدنية الدولة واحتمالات الانقلاب العسكري الى اخره،ورجح بان الزيارة ربما بها دلالة على ان قوي ثورية نافذة تريد ان تقول انها تدعم مدنية السلطة والحكم في السودان، لذلك قدم مليارين دولار من البنك الدولي،مبينا ان المبلغ معلن منذ فترة قديمة جدا منذ ان قالوا أن السودان وصل الى نقطة الهيبك، لافتا الى ان هذه المليارين لم تحدد في الزيارة النقاط التي سوف توجه اليها هذه التمويلات،واضاف مرة قالوا البني التحتية و تحسين مياه الشرب والكهرباء بجانب خدمات إنسانية للتعليم والصحة .وفي المقابل قالوا انها لتعزيز الإستثمارات ودعم الحكومة للحد من الفقر وعدم المساواة والتطعيم ضد كوفيد واهتموا ببرنامج دعم الأسر “ثمرات” وبحسب قولهم ان ٨ مليون مواطن تم تسجيله في البرنامج ويسعون لتقوية قاعدة البيانات مربوطة بالشبكة الدولية لإستخدامها في إيصال الدعم النقدي ثمرات للمستحقيين،جازما بأن جميع هذه النقاط غير مترابطة،وتساءل اذا كان جميع هذه الصعوبات امام الدعم النقدي لماذا لا يتحول هذا الدعم الى دعم سلعي،وأكد في حال دعم الدقيق وزيت الطعام والدواء لمن يحتاج من المرضي لا يحتاجون الى احصائيات والشبكة الدولية،وزاد “لماذا كل هذه الزخمة في تحويل الدعم السلعي الى نقدي وقاعدة بيانات وشبكة دولية”، لافتا الى ان جميع ذلك وراء من دعم يقال انه مرتبط يومي وغدا ومستقبلا باستمرار والإصلاحات والتي في عرفهم اهمها توحيد سعر الصرف الذي قطع بانه لم يتحقق ولن يتحقق وان ما تحقق هو تعويم سعر الجنيه السوداني مستدلا في حديثه بان الجنيه السوداني لديه سعر كل يوم وساعه وفي إتجاه السعر الأعلي اي ان قيمة الجنيه السوداني في اتجاه الانخفاض وقيمة العملة الأجنبية في السودان في اتجاه الإرتفاع فضلا عن قيمة المستوي العام للاسعار في إتجاه الاسعار.
وتابع شيخون بان” لن يخدعنا احد بان الأسعار انخفضت وانما قد تنخفض في السلعة أو تلك يوما او يومين بسبب الكساد”بمعني ان الشركة التي استوردت او انتجت بحاجة لسيولة لذلك يمكن ان تتنازل يوما او يومين”، قال ان “الشعيرات الدقيقة لتاثر سعر الصرف او الاسعار نحن ننظر الى امكانيات لدعم الانتاج الزراعي الصناعي لم ينعكس على المواطن بل في الاوراق وتصريحات مسؤولين وهذا اسهل شئ ففي أي غرفة مغلقة ان تخرج هذه التصريحات”.
ناجحة
بيد ان الخبير الاقتصادي قاسم الصديق يري الزيارة بالناجحة جدا،واضاف ان زيارة رئيس البنك الدولي للسودان يعتبر مدخل كبير جدا للبلاد وكسر لحواجز الكئيبة القديمة،وتعني أن السودان بات لديه اعتبار عظيم في اروقة البنك الدولي وسائر المؤسسات المالية الدولية واتفاقات السودان الثنائية مع الدول الأخرى،واشار في حديثه ل (الراكوبة) ان البنك تاثر بالوضع الاقتصادي المتأزم بالبلاد وقام برفع الدعم الى ثلاثة مليار دولار،التي تم تخصيصها لمشاريع عظيمة مثل الطاقة خاصة كهرباء المشاريع الزراعية الري والبنية التحتية لقطاع الزراعة،جازما بان البنك الدولي افلح في إختيار المشاريع التي تمول من الثلاثة مليار المقدمة، لجهة عدم مقدرته على تقديم قروض للقطاع الصناعي الذي يعاني مشكلات كبيرة ولاتوجد مشاريع صناعية واضحة.
واكد الصديق ان الزيارة ناجحة جدا وتفتح افاق للسودان للدخول في اتفاقات مع دول اخري وبالتالي فان الدول الغنية واعضاء نادي باريس لن يترددوا في تقديم مزيد من القروض للسودان لجهة ان السودان افلح في قضية الإصلاح الإقتصادي والمحافظة على رفع الدعم من السلع،وبين ان ان البنك لا يهتم بالحديث المدار عن ان سياسات البنك سوف تجوع السودان وانما الى اصلاح الميزانيات ورفع الدعم بتوجيه القروض نحو الانتاج،وشدد على أهمية أن تحافظ الحكومة على نهج رفع الدعم والإصلاح الإقتصادي.
استعراض
ويري الخبير الاقتصادي د.هيثم محمد فتحي في تقديره ان الزيارة تاتي لاستعراض مسيرة التعاون المستقبلية بين السودان وصندوق النقد الدولي خلال الاعوام القادمة. خاصة الفترة الانتقالية خاصة أن السودان عمل علي تنفيذ شراكة لتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل في السودان برعاية الصندوق (الروشتة) .
واشار في حديثه لـ(الراكوبة) ان السودان عبر الحكومة الانتقالية اكد أكثر من مره علي الحرص على استمرار التعاون مع الصندوق لتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل وبدأ فعلا في تنفيذها بخطوات متسارعة والصندوق كذلك لديه الحرص التام على استمرار التعاون مع السودان لرغبتة في تنفيذ تلك الشراكة حتى يتم توفير مناخ إيجابي لكافة المستثمرين وأسواق المال العالمية وخلق استقرار للاقتصاد السوداني.