ضعف قوى الحرية والتغيير يغري التيار الاسلامي بالعودة إلى المشهد السياسي بقوة

12
ضعف قوى الحرية والتغيير يغري التيار الاسلامي بالعودة إلى المشهد السياسي بقوة
ضعف قوى الحرية والتغيير يغري التيار الاسلامي بالعودة إلى المشهد السياسي بقوة

افريقيا برسالسودان. حسن اسحق – أثارت افطارات الإسلاميين في عدد من مدن الولايات تساؤلات كثيرة، خاصة افطارهم الرمضاني في إحدى الساحات الشهيرة بالعاصمة الخرطوم، وافطارات اخري كل من ولاية نهر النيل ودارفور، وهذه التطورات المتسارعة تشرح كيفية العمل الذي تقوم به حكومة الفترة الانتقالية، وضعفها البائن، كما يرى المهتمون والمتابعون أن الصعود المتسارع للتيار الإسلامي في الشارع السياسي هذه الأيام، ويرى اخرون أن الأداء السياسي غير المقنع للأحزاب المشاركة والفشل في إيجاد حلول اقتصادية ناجعة تخرج المواطن من دائرة المعاناة، ربما هي التي جعلت التيار الإسلامي العريض التحرك الى الشارع، وإرسال رسائل إلى الناقمين من حكام اليوم.

أما اطراف اخرى تعتقد ان التيار الاسلامي يستحيل استئصاله من المشهد السياسي السوداني بسهولة، ويرون أنه متجذر في الوعي السوداني السياسي والاجتماعي، وله القدرة على العمل في كل المستويات، وفي كل الظروف المعقدة، ويطالبونه أن يقوم بمراجعات شجاعة في التجربة التي صاحبتهم خلال الثلاثين سنة الماضية، و لم يفقد مشروع الاسلام السياسي ثقته، في الوقت ان حكومة الفترة الانتقالية ورثت تركة حكومة اخطبوطية، وما زالت تتحكم في جميع مفاصل الدولة.

تضيف الناشطة السياسية نجدة منصور ادم بشير لم يفقد مشروع الاسلام السياسي ثقته يوما، تقول ل(شوارع) في الأصل ان هذا التيار له قدرة على العودة لأسباب عديدة، وحيث برهن على قدرته في التعاطي مع كل مرحلة بتكتيك مرحلي حتى لو كان هذا التكتيك متجاوزا في جوهره المنطلقات العقدية للفكر الإسلامي، توضح أن هذه التكتيكات تعتمد على أساليب ممنهجة للتلاعب بالعقول او تصفية الخصوم، وتطلق عليه الغسيل السياسي الذي يعمل من خلاله الاسلام السياسي على اعادة تلميع رموزه أو تقديمهم ككبش فداء علي حد تعبيرها، ولذا استطاعت جبهة الميثاق مرورا بالجبهة الاسلامية القومية، وصولا الى المؤتمر الوطني وتياراته الفرعية والمنشقة، كل ذلك من أجل بقاء الحركة الاسلامية في السودان.

توضح نجدة ان هناك جانب آخر، ألا وهي الثقة المبررة للإسلام السياسي، ثم قدرته على البقاء، هذا ناشئ ناشئ من كون التنظيم حركة عالمية، لديها أرصدة واستثمارات تدعم عملها الممنهج، لكن أكبر روافد استمرار الإسلام السياسي ناشئ عن تغذية التطرف، واستغلاله لصالح مشاريع سياسية محضة، واستثمارية خلال استغلال الجانب البشري، وهذا يشكل الطاقة المتجددة، التي يتم برمجتها لصالح دعم استمرار استغلال الدين لأغراض مادية، تضيف ’’ كنا نتوقع ان يكون هناك نشاط إرهابي بشكله المتعارف عليه أو استهداف لبعض الأشخاص، واغتيالات كما كان يتردد على مسامعنا دائما، لكن من الواضح أن النشاط التخريبي لبعض الخلايا التي تعمل على محاولة تقويض الثورة لم يكن بالبساطة التي ينتج عنها مد أصابع اتهام لهم‘‘.

تشير نجدة إلى حكومة الفترة الانتقالية ورثت الحكومة الانتقالية تركة حكومة اخطبوطية، تحكمت في جميع مفاصل الدولة، و مازالت تمتلك القدرة على زعزعة الاقتصاد بشكل كبير، واستدركت ان الجانب المشرق هو أن الشعب السوداني استطاع ان يميز ان ما يعيقه، وهذا سوف يساعد الحكومة الانتقالية في ازالة آثار العناصر التخريبية بشكل جذري، تضيف نجده ان الحكومة مطالبة باستكمال هياكل الحكم بداية بالمجلس التشريعي، وتنصح الحكومة بالعمل العمل بشكل حاسم في تفعيل مفوضية إصلاح الخدمة المدنية، واستكمال ملف السلام الشامل وضمان تنفيذ عدالة انتقالية ناجزة.

يرى الباحث الاجتماعي حسان الناصر أن الاسلاميين موجودون في السودان، ولم يذهبوا بعد لانهم جزء من حركة اجتماعية صعدت على مستوى السلطة في وقت ما، يقول الناصر ل(شوارع) لكنها في النهاية حركة اجتماعية، وجودهم ما بعد الثورة لا يجب ان ينكره احد، مضيفا ان جزء منهم كان متضرر من وقع النظام السابق، وهو ما كشفته اجتماعاتهم الداخلية، ويوضح لا يوجد مشروع تغيير في السودان منذ الاستقلال، وأن مشروع السودان الجديد مشروع مات بموت دكتور جون قرنق، لذلك لا الاسلاميين ولا غيرهم يحملون رؤية هم نواتج ازمة مثلهم مثل غير من الحركات السياسية.

يضيف الناصر لم تظهر حتى هذه اللحظة أي بوادر تجاوز، ولكن مازال الاسلاميين يعيشون في وهم أنهم يمثلون المجتمع، ويعتقد انه ضعف نظري و حركي، يكشف على ازمة الاسلاميين بعد موت حسن الترابي، مسألة صعود الاسلاميين تحتاج إلى فهم، وكذلك عي سياسي، لأننا لا يمكن أن نقصي تيار كامل بهذا الصورة، من مصلحة الإسلاميين أن تكون هناك عدالة انتقالية، يتطهرون من خلالها، من الفساد، والجرائم التي ارتكبوها، وثم الاعتراف بالمساوئ التي حدثت في فترة حكمهم.

محمود حامد عضو لجان المقاومة بولاية البحر الأحمر يقول إن هناك فراغ سياسي عموما، والقوي السياسية الموجودة علي السلطة الآن ليست متفقة، يقول محمود ل(شوارع) هذا جعل الاسلاميين يعودون بهذه القوة، يضيف إلى الآن يوجد متهمين لأفراد ارتكبوا مجازر وانتهاكات موالون للحركة الاسلامية، لم يقدموا إلي محاكمات حتى الآن، ومثل هذا الوضع يعطي جرأة لهم للخروج بهذه الصورة، وكذلك إخفاقات حكومة الفترة الانتقالية في الجوانب الاقتصادية والى اخره، هي ما جعلت أن يكون المناخ مهيأ لكي تكون في أصوات معارضة، عودة التيار الاسلامي بهذه القوة يرجع الى ضعف أداء الحكومة الانتقالية، وتتهاون في القضايا الرئيسية.

في ذات السياق يعتقد انور عبدالكريم ان التيار الاسلامي في السودان لا يمثله المؤتمر الوطني وحده، بل هناك احزاب سياسية اسلامية عارضت النظام السابق، واعضائها سجنوا في معتقلات المؤتمر الوطني، يقول انور ل ( الشوارع) ان عملية وضع الاسلاميين في السودان في سلة واحدة، نوع من العبث السياسي، وكيف لأحزاب إسلامية عارضت الحكومة السابقة، يتم وضعها مع السابقين، ويوضح أن مثل هذه القرارات لا تخدم المصلحة العامة للعمل السياسي في البلاد، بل تقود إلى تكتل أيديولوجي، والاحزاب الحاكمة ليست لها القدرة على مجابهة ذلك في حالة قيام انتخابات في أي وقت.

يؤكد انور ان المستقبل السياسي في السودان يحتاج الى تحالفات سياسية في القريب العاجل، وان حالات الاقصاء والابعاد يتضرر منها الحاكمين، ويعتبرها فترة انتقالية تحتاج إلى التوافق، وليس إظهار العداوة، ان ائتلاف قوي الحرية والتغيير يفتقر إلى الحنكة السياسية، ويعلن عداءه الواضح لكل التيار الاسلامي، وينصح الجميع أن تكون الفترة الانتقالية لتأسيس مرحلة جديدة، يشارك فيها الجميع، بدلا من توزيع العداوة على الاسلاميين.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here