أفريقيا برس – السودان. فرضت بريطانيا، الجمعة، عقوبات على 4 من قيادة “الدعم السريع”، بينهم نائب قائد القوات عبد الرحيم حمدان دقلو، على خلفية “أعمال عنف” ضد مدنيين بالسودان، في خطوة لقيت ترحيبا من حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي.
وقالت الحكومة البريطانية، في بيان، إن عبد الرحيم دقلو، إضافة إلى 3 قادة آخرين، متهمون باستهداف المدنيين “عمدا” في مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور غربي السودان، وارتكاب “أعمال عنف على أساس العرق والدين، والتورط بهجمات على العاملين في المجالين الطبي والإنساني”.
وشملت العقوبات البريطانية “تجميد أصول ومنع سفر” القادة الأربعة.
وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استولت “الدعم السريع” على الفاشر، وارتكبت مجازر في حق مدنيين، بحسب ما أفادت منظمات محلية ودولية وشهود عيان.
ووسط تلك الفظائع، أقر قائد “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي” بحدوث ما سماها مجرد “تجاوزات” من قواته في الفاشر، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.
كما تتهم بريطانيا قادة “الدعم السريع” بارتكاب “جرائم اغتصاب ممنهجة، وعمليات اختطاف مقابل فدية، واعتقالات تعسفية”، وفق البيان.
وتشمل العقوبات عبد الرحيم دقلو، ثاني قائد بالقوات، وجدو حمدان، قائد قوات الدعم السريع في شمال دارفور، والفاتح عبد الله إدريس المعروف بـ”أبو لولو”، والقائد الميداني بالدعم السريع التيجاني إبراهيم موسى المعروف بـ”الزير سالم”.
وفي السياق، رحب حاكم إقليم دارفور أركو مناوي بالعقوبات البريطانية.
وقال مناوي، في تدوينة على حسابه بمنصة فيسبوك الأمريكية: “نرحب بإعلان المملكة المتحدة فرض عقوبات على عدد من قيادات مليشيا الدعم السريع، باعتبارها خطوة مهمة نحو محاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات التي شهدها السودان خلال الفترة الماضية”.
وأضاف: “ومع ذلك تظل هذه الإجراءات غير مكتملة ما لم تطل رأس القيادة ومسؤول المليشيا الأول محمد حمدان دقلو حميدتي، باعتباره صاحب القرار والموجه المباشر لمنظومة العنف التي أرهقت المدنيين وهددت وحدة البلاد واستقرارها”.
وشدد مناوي، على أن “محاسبة القيادات العليا (بالدعم السريع) ليست مطلباً إنسانياً، بل ضرورة لتحقيق العدالة ووقف الإفلات من العقاب”.
وأعرب عن أمله في أن تتبع هذه العقوبات “خطوات أوسع وأكثر شمولاً تستهدف كل من تورط في الانتهاكات بحق الشعب السوداني”.
ومن أصل 18 ولاية في البلاد، تسيطر “الدعم السريع” على ولايات دارفور الخمس غربًا، باستثناء أجزاء من شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، الذي يفرض بدوره نفوذه على معظم الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جراء الحرب المستمرة بين الجيش و”الدعم السريع” منذ أبريل/نيسان 2023، بسبب الخلاف حول توحيد المؤسسة العسكرية، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص.





