قصف محيط القصر الرئاسي بالخرطوم: “الدعم السريع” تتألق

4
قصف محيط القصر الرئاسي بالخرطوم:
قصف محيط القصر الرئاسي بالخرطوم: "الدعم السريع" تتألق

أفريقيا برس – السودان. يُعد الهجوم الذي نفذته قوات الدعم السريع، المتمركزة في مناطق جنوب وغرب مدينة أم درمان، على محيط القصر الرئاسي (القصر الجمهوري) وسط العاصمة الخرطوم، اليوم الخميس، هو الأبرز من نوعه منذ سيطرة الجيش السوداني على القصر في 21 مارس/ آذار الماضي، وطرد “الدعم السريع” من العاصمة. وشهدت مناطق أخرى تصعيداً عسكرياً، أبرزها مدينة النهود في ولاية غرب كردفان، ومدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، غربي السودان.

وكانت “الدعم السريع” قد خسرت وجودها في الخرطوم، الذي احتفظت به منذ بداية الحرب في 15 إبريل/ نيسان 2023، بعد عملية عسكرية متعددة الاتجاهات شنّها الجيش السوداني والقوات المساندة له في 26 سبتمبر/ أيلول الماضي، انتهت بطردها من مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري)، وانسحابها عبر جسر خزان جبل أولياء نحو مدينة أم درمان، حيث أبقت على قوات متمركزة في جنوب وغرب المدينة.

وقال اللواء معتصم عبد القادر، المستشار في الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية، لـ”العربي الجديد”، إنّ قوات الدعم السريع تتمركز حاليًا في جنوب أم درمان، تحديداً في أحياء الصالحة، وهي محاصرة من الجيش، ولا تمثل خطراً كبيراً من حيث العدد أو التسليح.

وأضاف: “لكن كما عهدنا المليشيا، فهي تحاول إرسال رسائل سياسية وإعلامية بأنها ما زالت موجودة في ولاية الخرطوم، وأنها ستواصل القتال حتى النهاية”، لافتاً إلى أن الهجمات على مدن مثل النهود والفاشر تهدف لتأكيد الحضور الميداني لـ”الدعم السريع”، رغم الضغط العسكري الكبير عليها. وأشار عبد القادر إلى أن القذائف التي أُطلقت باتجاه القصر لم تصبه مباشرة، وإنما سقطت في محيطه، وهي مناطق محصّنة مسبقاً، وتخضع لإجراءات حماية مشددة.

ويُذكر أنّ المسافة بين القصر الرئاسي وأحياء الصالحة، حيث تتمركز “الدعم السريع”، تبلغ نحو 16 كيلومتراً. ويُعد القصر، الذي وُضع حجر أساسه عام 1830، أحد أبرز رموز الدولة السودانية، ويقع شمال مدينة الخرطوم على الضفة الجنوبية للنيل الأزرق.

في سياق متصل، شنّت “الدعم السريع” هجوماً برّياً على مدينة النهود في ولاية غرب كردفان، ودارت اشتباكات عنيفة مع الجيش والقوات المساندة له، منذ فجر اليوم الخميس. وأعلنت “الدعم السريع” عبر بيان على منصة تليغرام سيطرتها على المدينة، ونشرت مقطع فيديو للمتحدث باسمها، الفاتح قرشي، من أمام مبنى المحلية (البلدية). ولم يعلّق الجيش السوداني رسمياً، لكن شهود عيان من داخل المدينة أكدوا أنّ المعارك لا تزال مستمرة.

أما في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، فقد أفادت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش بأنّ “الدعم السريع” قصفت المدينة بالمدفعية، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين وإصابة تسعة آخرين بجروح خطيرة. وأكدت الفرقة، في بيان، صباح اليوم الخميس، أنّ قواتها نفذت ضربات ضد المليشيا في المحور الجنوبي، وأسفرت العمليات عن حرق 5 مركبات قتالية، والاستيلاء على 3 عربات أخرى، والقضاء على أكثر من 10 عناصر من “الدعم السريع”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here