لوموند: الإمارات أفشلت محادثات الرباعية ودعم سريع خدع الغرب

2
لوموند: الإمارات أفشلت محادثات الرباعية ودعم سريع خدع الغرب
لوموند: الإمارات أفشلت محادثات الرباعية ودعم سريع خدع الغرب

أفريقيا برس – السودان. كشفت صحيفة لوموند عن سلسلة مؤشرات وتقارير تحقق في تورط الإمارات في الأزمة السودانية، بعد مجازر الفاشر التي ارتكبها عناصر قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي”.

وأظهرت التحقيقات أن آلاف المدنيين قتلوا نتيجة الحصار والعمليات العسكرية المتواصلة في عاصمة ولاية شمال دارفور.

وأشار التحقيق إلى أن مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة يوم الخميس 30 أكتوبر لمناقشة الوضع في السودان، وأعرب عن “قلقه العميق” مستندًا إلى “معلومات موثوقة عن عمليات إعدام جماعية”.

وفي اليوم التالي، أدان الاتحاد الأوروبي “وحشية قوات الدعم السريع”، وتعهد باستخدام “كل أدواته الدبلوماسية، بما في ذلك الإجراءات التقييدية”، من أجل “إيجاد حل سلمي للوضع”.

انتقادات لامبالاة المجتمع الدولي

وأوضحت لوموند أن العديد من السودانيين أعربوا عن استيائهم من ضعف تحرك المجتمع الدولي، من بينهم خلود خير، محللة سياسية ومؤسسة مركز Confluence Advisory للأبحاث، التي قالت: “الدول الغربية تكثر من بيانات الإدانة لكنها لا تفعل شيئًا على أرض الواقع”.

دبلوماسي غربي، طلب عدم الكشف عن هويته، أضاف: “مأساة الفاشر لم تكن مفاجأة. باكتفائهم بالتصريحات دون أي تحرك فعلي، تتحمل الدول الغربية مسؤولية جماعية”.

حصار طويل ومجازر متوقعة

وفق التحقيقات التي نشرتها لوموند، استمر الحصار ثمانية عشر شهرًا، عانى خلاله نحو 200 ألف مدني محاصر داخل مدينة كان يقطنها أكثر من 1.5 مليون قبل الحرب، مع مئات الغارات التي نفذتها قوات الدعم السريع، ما جعل كارثة الفاشر متوقعة.

مجازر ذات طابع عرقي وتورط دبلوماسي

أظهرت التحقيقات أن ما يسمى بـ”اللجنة الرباعية”، التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، دعت وفودًا من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى واشنطن لتوقيع اتفاق وقف إطلاق نار، لكنه انهار في 25 أكتوبر بعد إفشال الإمارات للمفاوضات، وفق مصادر متطابقة.

كما أكدت لوموند أن قوات الدعم السريع ارتكبت مجازر ذات طابع عرقي في الجنينة صيف 2023، وفي مخيم زمزم بولاية شمال دارفور في أبريل 2025، بالتوازي مع قمة لندن حول السودان.

خدعة الدعم السريع للغرب

كشفت لوموند أن الغرب انخدع بسياسة قوات الدعم السريع، والتي استغلت المفاوضات الدبلوماسية كغطاء سياسي أثناء ارتكاب الفظائع.

خلود خير قالت للصحيفة: “الغرب لعب لعبة قوات الدعم السريع، وبالتالي لعبة الإمارات، من خلال ترك الميليشيات تستغل المفاوضات الدبلوماسية لإخفاء عملياتها الوحشية، بينما المدنيون يدفعون الثمن”.

وأضافت الصحيفة أن هذا النمط تكرر في الجنينة صيف 2023 وفي مخيم زمزم أبريل 2025، ما يظهر فشل المجتمع الدولي في قراءة الواقع على الأرض.

نفي إماراتي مقابل تقارير موثقة

ورغم نفي أبوظبي أي تورط، أوضحت التحقيقات أن الإمارات دعمت الجنرال حميدتي عبر توفير أسلحة متطورة، مرتزقة، وجسر جوي يشمل دولًا مجاورة، ما مكّنه من استعادة التفوق الميداني.

صمت غربي محرج

وأكدت لوموند أن أسلحة أوروبية استخدمت في النزاع عبر أبوظبي، بما فيها معدات فرنسية ومواد عسكرية بريطانية وكندية وبلغارية، في انتهاك للحظر الأوروبي على تصدير السلاح إلى السودان.

كاميرون هدسون، خبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وعضو سابق في وكالة المخابرات الأمريكية، قال للصحيفة: “يمكننا تأكيد أن دعم الإمارات لقوات الدعم السريع تضاعف منذ استعادة الجيش للخرطوم في أبريل 2025، وهي مستعدة لفعل أي شيء لضمان انتصار الميليشيا، حتى لو أدى ذلك إلى ارتكاب الفظائع”. على حد تعبيره

فظائع جديدة بحق المدنيين

وأبرزت التحقيقات أن قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات جديدة في نهاية أكتوبر، شملت مقتل 47 مدنيًا في بارا، بينهم خمسة من موظفي الصليب الأحمر، وإعدام 38 مدنيًا في أم دم حاج أحمد بشمال كردفان، وفق شبكة الأطباء السودانيين.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here