معارك عنيفة تقرّب الجيش السوداني من استعادة القصر الرئاسي

16
معارك عنيفة تقرّب الجيش السوداني من استعادة القصر الرئاسي
معارك عنيفة تقرّب الجيش السوداني من استعادة القصر الرئاسي

أفريقيا برس – السودان. اندلعت معارك عنيفة في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالقرب من القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم. وتأتي المعارك في خضم عمليات عسكرية متواصلة للجيش لاستعادة السيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية التي خسرها في الأيام الأولى للحرب قبل نحو عامين، ومنها القصر الرئاسي الذي أحكمت الدعم السريع السيطرة عليه ونشرت فيه قوات النخبة التابعة لها، ونصبت حوله عدداً من المضادات الأرضية وأجهزة التشويش.

ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر عسكري قوله إن الجيش السوداني بات على مسافة 500 متر عن القصر الرئاسي. وأوضح المصدر العسكري الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول التحدث إلى الإعلام، أن “الجيش دمر رتلاً من 30 عربة لمليشيا الدعم السريع كانت تحاول الانسحاب جنوباً”.

وعلى الرغم من اقتراب الجيش السوداني من السيطرة على القصر واستعادته من قوات الدعم السريع، فإن الأخيرة تقول إن قواتها صامدة وسوف ترسل تعزيزات جديدة إليها. وبينما نشرت قوات الدعم السريع مقاطع فيديو بالقرب من مطار الخرطوم، ومناطق أخرى بوسط العاصمة، قالت مصادر في الجيش السوداني إن المهمة قاربت على الاكتمال، وإنهم يواصلون التقدم باتجاه القصر الرئاسي من أجل السيطرة عليه بالكامل.

وطبقا لمتابعات “العربي الجديد”، فإن وحدات من الجيش تحركت، مساء أمس الأربعاء، من أكثر من محور قتالي نحو القصر، واستخدمت الأسلحة الخفيفة والثقيلة مدعومة بسلاح الطيران. وتمكنت من تدمير عدد من الخطوط الدفاعية للدعم السريع، واقتربت بشكل أكبر من ذي قبل من إعلان سيطرتها على القصر الرئاسي.

ونشر جنود من الجيش مقاطع فيديو وهم على أسوار المبنى السيادي ويتوعدون بالدخول إليه في غضون ساعات. وبحسب مصادر “العربي الجديد”، فإن الجيش وفي طريقه نحو دخول القصر، دمر عشرات العربات القتالية وأفشل مخططا للدعم السريع لسحب ما تبقى من جنودها.

وعلى حدود ولاية الخرطوم، أعلنت “قوات درع السودان” المتحالفة مع الجيش، أنها استعادت مناطق جديدة بولاية الجزيرة، منها قرية حبيبة، مشيرة إلى أن قواتها في طريقها نحو معسكر طيبة الحسناب كبرى معسكرات قوات الدعم السريع بولاية الخرطوم.

من جانب آخر، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على منطقة المالحة بولاية شمال دارفور، وتدمير معسكر تابع للحركات المسلحة الموالية للجيش، وقالت في بيان إنها عازمة على “إنهاء الحرب لمصلحة الشعب السوداني، وتحقيق تطلعاته في الحرية والعدالة وبناء السودان على أسس جديدة عادلة”. وتعهّدت بـ”تأمين المنطقة، وتوفير الحماية للمدنيين، وعدم السماح لأي جهة بتهديد السلام والأمن”، على حد زعمها.

وتشهد محاور القتال الأخرى هدوءا نسبيا، باستثناء مدينة الفاشر، غرب البلاد، حيث أكد شهود عيان لـ”العربي الجديد”، أن قوات الدعم السريع واصلت قصفها المدفعي أمس الأربعاء، ولليوم الرابع على التوالي، لأحياء المدينة المختلفة ومعسكرات النازحين.

ويخوض الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” منذ إبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا. ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة “الدعم السريع” لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة، والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here