معارك في الخرطوم بعد سريان وقف إطلاق النار

16
معارك في الخرطوم بعد سريان وقف إطلاق النار
معارك في الخرطوم بعد سريان وقف إطلاق النار

أفريقيا برس – السودان. دوت في الخرطوم ليل الإثنين – الثلاثاء أصوات معارك وغارات جوية على الرغم من دخول اتفاق جديد لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ رسمياً، يؤمل في أن يتيح خروج المدنيين وإدخال مساعدات إنسانية للتخفيف من وطأة نزاع أودى بنحو ألف شخص ودفع أكثر من مليون لترك منازلهم.

وبدأ سريان الهدنة التي تمتد أسبوعاً، رسمياً عند الساعة 19:45 بتوقيت غرينيتش.

وأفاد سكان في الضواحي الشمالية الشرقية للخرطوم وكالة الصحافة الفرنسية عن سماع أصوات اشتباكات بعد موعد بدء وقف النار. وفي جنوب العاصمة، أفاد سكان عن “سماع أصوات غارات جوية بعد الموعد المحدد للهدنة”.

قتال متواصل

وشهد الإثنين قتالاً متواصلاً لليوم السابع والثلاثين على التوالي، دفع سكان الخرطوم البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة تقريباً لملازمة منازلهم وسط اقتتال وحر شديد ومعظمهم محرومون من الماء والكهرباء والاتصالات.

وقال محمود صلاح الدين المقيم في الخرطوم في وقت سابق الإثنين “الطائرات المقاتلة تقصف منطقتنا”.

وأكد شهود عيان وقوع “اشتباكات في منطقة الكدرو شمال الخرطوم بحري”، وكذلك يدور قتال بين الطرفين في شارع الغابة بوسط الخرطوم. وأفاد آخرون بوقوع “اشتباكات في منطقة بيت المال قرب مقر الإذاعة والتلفزيون بأم درمان” غرب العاصمة.

منذ 15 أبريل (نيسان)، يشهد السودان نزاعاً بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ “حميدتي”.

والاثنين نشر دقلو تسجيلاً صوتياً له على حسابه على موقع “تويتر” اتهم فيه النظام السابق مع “قادة الانقلاب بالتخطيط لقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي”. وأكد قائد قوات الدعم السريع “احترام كافة القوانين الدولية وحقوق الإنسان”.

اتفاق لوقف إطلاق النار

الأحد، أعلنت السعودية والولايات المتحدة في بيان مشترك أن ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وافقوا على وقف جديد لإطلاق النار يمتد أسبوعاً ويبدأ منذ ليل الإثنين.

وأعلن كل من الطرفَين في بيان أنه يريد احترام هذه الهدنة التي رحبت بها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد).

وكان البيان السعودي – الأميركي المشترك أكد أنه “خلافاً لوقف إطلاق النار السابق، تم التوقيع من قِبَل الطرفين على الاتفاقية التي تم التوصل إليها في جدة، وستدعمُها آلية لمراقبة وقف إطلاق النار مدعومة دولياً” من الرياض وواشنطن والمجتمع الدولي.

خسائر في البنية التحتية

وخلفت الحرب الدائرة خسائر فادحة في البنية التحتية، إذ خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة، سواء في الخرطوم أو إقليم دارفور غربي البلاد حيث يشتد القتال أيضاً وخصوصاً مع ظهور بعض الصراعات القبلية.

وخاطب دقلو في التسجيل الصوتي الذي نشره الاثنين أهالي مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور قائلا “أوقفوا القتال فوراً بينكم”.

رغم الظروف الصعبة، أمل خالد صالح المقيم في أم درمان أن يلتزم الطرفان بالهدنة.

وقال “في حال وقف إطلاق النار، يمكن استعادة المياه الجارية ويمكنني أخيراً زيارة طبيب لأنه من المفترض أن أرى طبيباً بانتظام لعلاج السكري وارتفاع ضغط الدم لدي”.

شح الغذاء

في بلد مصارفه مغلقة وقوافل الإمدادات فيه تتعطل بسبب الغارات الجوية ونيران المدفعية والمعارك بين المباني في الأحياء السكنية، يتفاقم شح الغذاء فيما دُمرت معظم مصانع الأغذية الزراعية أو نُهبت.

وتطالب الطواقم الإنسانية منذ أسابيع بتأمين ممرات آمنة لنقل الأدوية والوقود والمواد الغذائية في محاولة لتوفير بعض الخدمات التي تشهد تدهوراً منذ عقود.

90 ألف شخص لجأوا من إلى تشاد

وحذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الإثنين من أن عدد الذين يلجأون إلى تشاد هرباً من المعارك الدائرة منذ أكثر من شهر في السودان “يتزايد بسرعة كبيرة” وقد بلغ حوالي 90 ألف لاجئ.

وكانت الأمم المتحدة قدرت عدد هؤلاء قبل ثلاثة أيام فقط بنحو 76 ألف لاجئ. وخلال مؤتمر صحافي في نجامينا، قال رؤوف مازو، مساعد المفوض الأعلى في المفوضية لشؤون العمليات للصحافيين إنه “حتى الآن، نعتقد أننا نقترب من 90 ألف شخص”.

وتقدر الأمم المتحدة عدد الذين سقطوا حتى اليوم في المعارك الدائرة في السودان منذ 15 أبريل بنحو ألف قتيل، فضلاً عن أكثر من مليون نازح ولاجئ.

وبحسب مازو فإن “أكثر من 250 ألف شخص غادروا السودان” إلى الدول المجاورة لهذا البلد منذ بدأت هذه الحرب بين الجيش بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو الملقب “حميدتي”.

وبالنسبة إلى تشاد، حيث يتم إيواء الغالبية العظمى من هؤلاء اللاجئين في مخيمات مؤقتة في شرق البلاد بالقرب من الحدود مع السودان، قال المسؤول الأممي إنه “أكثر من 90 في المئة من هؤلاء اللاجئين هم من النساء والأطفال”.

وأضاف في ختام زيارة إلى تشاد استمرت أربعة أيام وتفقد خلالها هذه المخيمات الواقعة في شرق البلاد الصحراوي أن المفوضية تخشى “موسم الأمطار الذي سيبدأ قريباً وسيشكل عقبة إضافية أمام تقديم المساعدة لهم”.

وتابع “نهنئ تشاد على تضامنها” مع هؤلاء اللاجئين لكن “تشاد لا تستطيع أن تفعل ذلك بمفردها”. وأضاف “نحض المجتمع الدولي على تقاسم هذا العبء مع الدول المجاورة للسودان وتقديم دعم عاجل” لها.

وفي 17 مايو (أيار)، أطلقت الأمم المتحدة وشركاؤها نداء لجمع تبرعات بقيمة 3 مليارات دولار لمساعدة ملايين الأشخاص في السودان ومئات آلاف آخرين فروا منه إلى البلدان المجاورة، بما في ذلك 470 مليون دولار “لدعم اللاجئين والعائدين والمجتمعات المضيفة في جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا ودولة جنوب السودان”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان اليوم عبر موقع أفريقيا برس

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here