نص كلمة الأمين العام للمؤتمر الشعبي في تشييع الإمام الصادق المهدي

22
نص كلمة الأمين العام للمؤتمر الشعبي في تشييع الإمام الصادق المهدي
نص كلمة الأمين العام للمؤتمر الشعبي في تشييع الإمام الصادق المهدي

افريقيا برسالسودان. القى الأمين العام – المكلف – للمؤتمر الشعبي د. بشير ادم رحمة كلمة من قبة الإمام المهدي بأمدرمان فى تشييع الإمام الصادق المهدي. نص الكلمة: الحمد لله القائل ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا ۗ.. ) الذي بشرنا بأن إنتقالنا للدار الآخرة هو إمتداد لحياتنا الاولى وأرشدنا إلى الصبر والرجعى إليه، ونصلي ونسلم على الحبيب المصطفى الذي خاطبه ربه فقال ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ) أما بعد ،،،

فإن رحيل رجال مثل الإمام الصادق المهدي يجعل الناس جزعة لأنهم منارات هدى وملاذات رجعى ومستودعات طمأنينة، مهما تقلبت بالناس أطوار الحياة إلتمسوا عندهم السند واطمأنوا إلى رجاحة فكرهم وصلابة عزيمتهم.

لقد اختار فقيدنا الرسوخ على طريق الدعوة المهدية التي نشأ فيها، ولكنه لم يركن الى حق طبيعي بوراثتها يستثمره في إكتساب مكانة اجتماعية أو حظوة سياسية بل أدرك أن الميراث نفسه أمانة فاجتهد في أدائها وسعى الى أن يكمل أهليته لها وأحقيته بها. ولم يكن الامر سهلا في ظروف نشأته الاولى فقد كان المسرح معدا له ليكون قائدا وسطا يختار مرجعياته العقدية والفكرية من ذات المعين الذي نهل منه جده الامام المهدي غير عابيء بما يجره عليه ذلك من سخط المستعمرين الذين حاربوا فكر جده الإمام ولا وكلائهم المحليين الذين أعدوا له عريشا وملكا على طريقتهم وفي إطار بروتوكولاتهم ومراسم دولتهم الخاصة.

إن اختيار الإمام الراحل المزاوجة بين الفكر الاسلامي والصالح من منتجات الفكر الغربي العلماني الحديث لم يكن أمرا سهلا كما قد يظن بعض اللاحقين فقد كان إختياره ذلك في زمان غربة فكرية واستلاب حضاري وخضوع تام من نخب ما بعد الإستعمار، ولم يكن ثمة ما يغري في قطار الدعوة الإسلامية الوليد حينها ولكنه اختار ركوب الصعب بدلا من الركون إلى مقعد يختاره له الاخرون. وقد جلب عليه ذلك سخط الفكر العلماني المسيطر حينها على مؤسسات الشأن العام وهو سخط ذي أسنان وسنان فأثخن فيه الجراح ولكنه لم ينل من عزيمته وثباته.

لقد أراد المستعمر أن يفاخر بحفيد الإمام المهدي الذي مرق من تراث جده وميراث جهاده ولكن فقيدنا الراحل ذهب إلى منابر المستعمر محصنا من مغريات الركون إلى محاضن المستعمر فقام فيها مستقلا منحازا إلى صف إخوانه في محافل الدعوة الاسلامية ومنابرها ومؤتمراتها ومنظماتها وكياناتها مساهما ومجتهدا وعاملا في مسيرة شاقة للبعث الاسلامي والتجديد.

إننا نضرع إلى المولى أن يثيب فقيدنا أجرا مضاعفا على رسوخه في عصور الزيغ والركون وعلى جهاده الطويل في زمان الإستسلام والإستلاب وان يهيئ لكيانه وأحبابه ولأهل السودان إدراك ميراثه الذي خلفه عملا صالحا، إنه ولي ذلك والكفيل به سبحانه.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here