أفريقيا برس – السودان. قال وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم، الخميس، إن حكومة بلاده “لم ولن تتفاوض” مع قوات الدعم السريع، “لأنها قاتلة وتنتهك كل الأعراف الدولية”.
جاء ذلك لدى مخاطبة إبراهيم، الذي يترأس “حركة العدل والمساواة” التي تقاتل بجانب الجيش، وقفة نسائية بمدينة بورتسودان (شرق) لدعم المرأة بدارفور (غرب)، بحسب وكالة الأنباء السودانية.
حديث وزير المالية يأتي غداة، حث واشنطن، الأربعاء، أطراف الصراع في السودان على “الموافقة الفورية وتنفيذ الهدنة الإنسانية المقترحة”.
وتتفاقم المعاناة الإنسانية في السودان جراء استمرار حرب دامية بين الجيش وقوات “الدعم السريع” منذ أبريل/ نيسان 2023، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.
وقال إبراهيم، إن “ما حدث في السودان من جرائم قامت بها المليشيا (الدعم السريع) تعتبر قصص تروى للتاريخ وللأجيال القادمة نسبة لبشاعتها”.
واعتبر أن العالم يتعامل مع هذه الجرائم بازدواجية.
وأضاف الوزير السوداني: “لم ولن نتفاوض معها (الدعم السريع) ولن نتعايش معها لأنها قاتلة وتنتهك كل الأعراف الدولية، ولا أحد يقبل هذه المليشيا (الدعم السريع)”.
وأردف: “أكرم علينا أن نموت من أن نتعايش مع مرتكبي جرائم القتل للنساء والرجال والأطفال والمرضى، وكل أنواع الانتهاكات المرتكبة بحق مواطني مدينة الفاشر وكل المناطق التي دخلتها المليشيا”.
وزير المالية اعتبر أن “ما حدث في الفاشر لم يحدث من قبل”.
وفي 26 أكتوبر الماضي، استولت “قوات الدعم السريع” على الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور غربي السودان، وارتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب منظمات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
وفي 29 أكتوبر الماضي، أقر قائد “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو (حميدتي) بحدوث “تجاوزات” من قواته في الفاشر، مدعياً تشكيل لجان تحقيق.
وقال وزير المالية: “نحن منتصرون ولن نسلم السودان لأحد، وليس هناك من يملي علينا نظام حكم في بلدنا، ونحن أحرار في تحديد شكل الحكم”.
وأشار إلى أن الحرب وحّدت الوجدان السوداني، خاصة وأن البلد مستهدف.
وتابع: “لابد أن نقف صفا واحدا لدحر المليشيا المتمردة، ونحن ماضون في تحرير تراب بلادنا من العملاء والخونة”.
والأربعاء، قال مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية مسعد بولس، في بيان: “تحثّ الولايات المتحدة أطراف الصراع في السودان على الموافقة الفورية وتنفيذ الهدنة الإنسانية المقترحة”.
ولم يوضح بولس تفاصيل الهدنة التي تحدث عنها وآلية تنفيذها، غير أن قوات الدعم السريع، أعلنت الخميس الماضي، موافقتها على “الانضمام إلى الهدنة الإنسانية” التي اقترحتها دول “الرباعية” التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات.
وفي 25 أكتوبر الماضي، قال بولس، إن “الرباعية”، بحثت بواشنطن التوصل إلى “هدنة إنسانية عاجلة ووقف دائم لإطلاق النار” بالسودان، وشكلت لجنة مشتركة للتنسيق بشأن الأولويات العاجلة.
وحينها، أوضح بولس، في إفادة رسمية، أن الأعضاء المجتمعين (الرباعية) أكدوا التزامهم بالبيان الوزاري الصادر في 12 سبتمبر/ أيلول الماضي.
والبيان الوزاري الذي أشار إليه بولس، دعت خلاله الرباعية الدولية إلى هدنة إنسانية أولية لـ3 أشهر في السودان، لتمكين دخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى جميع المناطق تمهيدا لوقف دائم لإطلاق النار.
يلي ذلك إطلاق عملية انتقالية شاملة وشفافة تُستكمل خلال 9 أشهر، بما يلبي تطلعات الشعب السوداني نحو إقامة حكومة مدنية مستقلة تحظى بقاعدة واسعة من الشرعية والمساءلة.
وبالإضافة إلى الغرب، تشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، منذ أيام، اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني و”الدعم السريع” أدت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة.
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر “قوات الدعم السريع” حالياً على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بينها العاصمة الخرطوم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس





