افريقيا برس – السودان. تعددت التفسيرات حول قضية إلغاء وفد مجلس الأمن القومي الأمريكي زيارة كانت مقررة أول أمس الخميس للعاصمة السودانية. ففيما أرجعت مصادر هذا الإلغاء إلى الارتباك الداخلي عقب الانتخابات، قال دبلوماسي سوداني سابق في الولايات المتحدة لصحيفة «القدس العربي» إن «هذا الإلغاء رسالة، فيما يبدو، للحكومة السودانية، بعد عودة ملف منح روسيا قاعدة بحرية على البحر الأحمر».
وكشفت صحيفة محلية، ليل الخميس، أن وفدا أمريكيا رفيع المستوى ألغى على نحو مفاجئ زيارة إلى الخرطوم كان مخططاً لها مسبقا.
وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر حكومية موثوقة إن «وفداً من مجلس الأمن القومي الأمريكي ألغى مشاورات مع المسؤولين في الخرطوم تتعلق بتفعيل الاتفاقيات وبحث سبل تطوير التعاون الثنائي بين البلدين».
وتابعت «المباحثات كان مخططاً لها منذ وقت سابق، وأن الاتصالات نشطت بين الخرطوم وواشنطن خلال اليومين الماضيين قبل أن يقرر الوفد الأمريكي إلغاء وصوله الخميس وفق ما كان مقررا». ورجحت المصادر أن «تكون الأوضاع الداخلية المرتبكة في الولايات المتحدة بسبب نتائج الانتخابات هي السبب وراء إلغاء زيارة الوفد».
ورأى مصدر دبلوماسي سوداني عمل قبل عقود في نيويورك، في حديث مع «القدس العربي» أن «هذا الإرجاء بمثابة رسالة للسودان بعد ذيوع خبر إعادة التفاوض بين موسكو والخرطوم على قاعدة روسية في البحر الأحمر سبق وأن منحها الرئيس المخلوع عمر البشير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين» حسب تعبيره.
وقال دون كشف هويته «هي رسالة في الغالب للسودان بعد عودة موضوع القاعدة الروسية لأن موضوع السودان في الاهتمام الأمريكي ليس بدرجة انتظار هوية الرئيس المقبل، ولا يتأثر به على الإطلاق طوال تاريخنا لأنه على الدوام كان ملفا تتعامل معه المؤسسات الأمريكية ويتقاسمه مجتمع المخابرات ومكتب أفريقيا في الخارجية ومكتب المبعوث الأمريكي، وهذان المجتمعان كانا يباشران قضايا السودان دون أي تأثر بهوية الرئيس، بعكس القضايا الكبرى مثل كوريا الشمالية وإيران وكوبا على سبيل المثال التي يحكم التعامل فيها هوية الرئيس وفريق عمله».
وأضاف «النشاط الروسي على الدوام يمثل مثار اهتمام المؤسسات الأمريكية باختلاف الرؤساء. وفي السابق كانت واشنطن غاضبة من محاولات موسكو الدخول في العمق الأفريقي عن طريق السودان، إن كان عبر القاعدة البحرية التي أعلن البشير منحها لهم أو النشاط في أفريقيا الوسطى، وهي كلها أعمال توقفت بعد سقوط البشير، لكن عودتها الآن تمثل مصدر قلق لهم، خاصة وأن حليفتهم إسرائيل تعتبر الوجود في البحر الأحمر خطا أحمر لها».
وزاد: «في الوضع الراهن لا يتم التعامل مع السودان في المجتمع الدولي على أنه كتلة واحدة نسبة لوجود شقين يتمثلان في المدنيين والعسكريين، ومن الواضح أن الرسالة موجهة للشق العسكري الذي يشعر على الدوام أنه حليف مرحلي وأن الغرب يدعم التحول المدني، لذا كان تحركهم نحو روسيا التي زارها البرهان مشاركا في القمة الروسية الأفريقية في سوتشي، ولكن بعد تقاربهم مع أمريكا يبدو أنهم يتخوفون من سياسة بايدن القادمة وربما يكونون يريدون المناورة من أجل إبقاء نجمهم ساطعا في واشنطن بعد طي ملف التطبيع مع إسرائيل».