أفريقيا برس – السودان. في مشهد نادر من التضامن الإنساني في عالم الرياضة، عبّر عدد من نجوم كرة القدم العالميين عن دعمهم للشعب السوداني، وتنديدهم بجرائم الدعم السريع التي تمارس فظائع مروعة بحق المدنيين، بدعم وتمويل وتسليح من دولة الإمارات العربية المتحدة، وفق تقارير دولية وشهادات ميدانية.
تضامن إنساني يتجاوز حدود الملاعب
حيث أطلق عدد من اللاعبين الدوليين والمدربين السابقين حملات تضامن عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مستخدمين وسم (#StandWithSudan) و(#StopRSFWarCrimes)، للمطالبة بوقف الجرائم في دارفور وعموم السودان، ومحاسبة المسؤولين عنها.
من بين أبرز المتضامنين كان النجم الفرنسي كيليان مبابي الذي كتب على منصة X: “ما يحدث في السودان مأساة إنسانية يجب ألا يصمت عنها العالم”، مرفقًا صورة لأطفال نازحين من مدينة الفاشر.
كما نشر المدافع الإسباني سيرخيو راموس منشورًا دعا فيه إلى التحقيق الدولي في الجرائم التي ترتكبها المليشيا المدعومة من الخارج، قائلاً: “العالم يجب أن يرفع صوته من أجل من لا صوت لهم”.
النجم المصري محمد صلاح بدوره، عبّر عن تضامنه مع الشعب السوداني عبر حسابه على إنستغرام، داعيًا المنظمات الدولية إلى التحرك العاجل لإنقاذ المدنيين المحاصرين. وكتب: “السودانيون إخوتنا، وعلينا أن نقف معهم ضد كل من يعتدي على حياتهم وكرامتهم”.
نادي في عين العاصفة
في موازاة هذا التضامن، تصاعدت حملة ضخمة شنها ناشطون سودانيون على صفحة نادي مانشستر سيتي الإنجليزي على فيسبوك، الذي يتابعه أكثر من 55 مليون شخص حول العالم، مستخدمين الوسم: #Manchester_City_contributes_to_the_killing_of_Sudanese_people
واتهم الناشطون مالك النادي، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الوزراء الإماراتي، بتمويل ما أسموها بمليشيا الدعم السريع عبر دعم حكومته لها بالسلاح والمال.
وكتب أحد المعلقين: “أنتم تحتفلون بالألقاب فيما يُقتل أطفالنا بسلاح أموالكم”.
وتحوّلت صفحة النادي إلى ساحة تفاعل سياسي غير مسبوقة في كرة القدم، حيث أغرقت التعليقات السودانية المنشورات الرسمية بالوسم، مطالبين النادي بموقف واضح من دور الإمارات في الحرب. وقد لاقت الحملة صدى واسعا، حيث تناقلت كبرى وسائل الإعلام العربية والدولية هذه التحركات الرقمية التي كشفت حجم الغضب الشعبي السوداني.
ردود فعل إعلامية ورياضية
تناولت وسائل إعلام بريطانية وفرنسية وإسبانية هذه الحملة، مشيرة إلى أن جمهور مانشستر سيتي وجد نفسه في مواجهة غضب شعبي غير مسبوق بسبب ارتباط النادي بجهات سياسية تموّل الصراع في السودان.
وكتبت صحيفة The Guardian أن “حملة السودانيين على صفحة مانشستر سيتي تكشف انتقال الصراع من الميدان إلى الفضاء الرقمي”.
كما دعا عدد من الصحفيين الرياضيين البارزين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى تبنّي مواقف أكثر وضوحًا تجاه استغلال المال السياسي في الأندية الأوروبية، مشيرين إلى أن صمت المؤسسات الرياضية تجاه القضايا الإنسانية “يشجّع الأنظمة على تبييض صورتها عبر الرياضة”.
نداء لمحاسبة المسؤولين
تزامن هذا التضامن الرياضي مع تصاعد الدعوات الدولية لتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية، ومحاسبة داعميها الإقليميين.
فقد أصدرت منظمة مراسلون بلا حدود ومنظمات حقوقية أفريقية وأوروبية بيانات تدين الجرائم التي تُرتكب ضد المدنيين في دارفور والخرطوم والجزيرة، مؤكدة أن الصمت الدولي يغذي استمرار الانتهاكات.
وكتب اللاعب السنغالي السابق خليلو فاديغا على منصة X: “كلنا أفارقة، وكلنا بشر، وما يحدث في السودان يذكّرنا برواندا. يجب أن نتحرك قبل أن يُمحى هذا الشعب من الوجود”.
تأثير الحملة على الرأي العام
أدى تفاعل نجوم كرة القدم إلى توسيع رقعة الاهتمام الدولي بالقضية السودانية. فقد تصدّر وسم #SudanMassacres قائمة الترند العالمي لساعات عدة، وتداولت وسائل إعلام عالمية مقاطع الفيديو المروعة التي نشرها الجنجويد أنفسهم أثناء ارتكابهم جرائمهم في الفاشر.
كما أعلنت بعض الأندية واللاعبين في أوروبا وأفريقيا عن نيتهم المشاركة في مباريات خيرية لجمع التبرعات لإعادة إعمار المستشفيات والمدارس في مناطق النزاع بالسودان، في مبادرات وُصفت بأنها “تجسيد حقيقي لدور الرياضة في خدمة الإنسان”.
الرياضة في وجه الجريمة
يؤكد هذا التضامن غير المسبوق أن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل منصة عالمية للتعبير عن القيم الإنسانية والعدالة. فبينما تواصل مليشيا الدعم السريع ارتكاب جرائمها ضد المدنيين الأبرياء بدعم من الإمارات ومرتزقة أجانب، يرتفع صوت الرياضيين والنجوم ليذكّر العالم بأن السودان يستحق الحياة والحرية والسلام.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن السودان عبر موقع أفريقيا برس





