الحركة الشعبية

41

٭أخيراً الحركة الشعبية جناح عقار تهبط بمطار السلام المتوقع .. ومبارك لها إعمال شعار (جنباً سلاح) .. وناطقها الرسمي (مبارك) ورفاق معه يصلون الخرطوم .. من (الغابة) إلى (القيادة) .. وبالتالي موازين القوى ستختلف .. كثير من تيارات الحرية والتغيير لا تضع الحرب والسلام ضمن أولوياتها .. وهذه هي الحقيقة مشغولون بـ(صابنها) وهواجس الدولة العميقة.
٭ أعجبت بعبارة في بيان سابق للحركة الشعبية .. أقرت من خلاله إنها اتخذت قراراً صعباً بعودة كبار قادتها إلى ما اسمتها بـ (الخرطوم الجديدة) .. ولطالما مبارك أردول قال أمس إنهم جاءوا لدعم الثورة وفتح صفحة جديدة لسودان جديد، وأن زمن الحرب والموت انتهى.. فالمطلوب منهم تقديم أنفسهم بشكل مختلف.
٭ لا يعقل أن يتحدثوا عن خرطوم جديدة بل سودان جديد .. وبذات أفكار الحركة الشعبية القديمة .. القائمة على الكيد السياسي ومعاندة القوى السياسية بالخرطوم .. يجب أن يدرك عقار وعرمان أنه لا مؤتمر وطني الآن.. انكسرت شوكة الإسلاميين.. غاب (البشير) الذي كانوا يرونه شراً (مستطيراً).
٭ بالتالي لا يمكن أن تكون الشعبية، (حكومة) و(معارضة) في آن واحد.. كما كانوا طيلة حقبة نيفاشا .. (كر) و(فر) .. (أشقاء) وفي ذات الوقت يريدون أن يكونوا (أعداء) .. كانوا (جيران) وفي ذات الوقت يضرمون (النيران) .. كانت نيفاشا (شراكة) اتسمت بخصومة و(شراسة).
٭ على الشعبية أن تؤكد ما أعلنه أردول إنهم جاءوا ليضعوا السلام هدفاً رئيسياً .. وعليهم أن يوقنوا أنهم لم يصرعوا الحكومة السابقة في (الميدان) .. ولم يشتموا رائحة (البمبان) .. وأن التغيير الذي حدث تم بمشاركة كل أهل (السودان) .. بمن فيهم القوات النظامية والدعم السريع.. ويحسب لعرمان إقراره بذلك وتحديداً (الجيش والدعم السريع).
٭ لا مجال الآن لـ (مكابرة) ولا متسع للوقت لـ(معاندة) .. يجب أن ترمي الشعبية كل الماضي وراء ظهرها، وتحاول اللحاق بقطار (التغيير) .. يجب أن تدرك أن مساره لن يوصل إلى محطة جون قرنق .. ذاك رجل مضى إلى ربه .. ومضى أهله إلى دولة جديدة .. ربما ندموا الآن على مفارقتهم للسودان.
٭ لن يتحقق السلام .. لو لم تمد الحركة الشعبية يدها خالية من (السلاح) .. وتدعو إلى (الصلاح) و(السماح) .. قد نكون بحاجة إلى بناء السودان .. لكن بكل حال ليس (سودان جديد) .. كما الذي كانت تدعو إليه الشعبية أيام جون قرنق .. بصراحة، تلك بضاعة لن تجد رواجاً الآن في الساحة السياسية .. ساحة ننتظر أن تكون فيها (الشعبية) موجودة بصورة (حقيقية).
٭ من أجل السلام وأهلنا في (المنطقتين) الذين غابوا عن أذهان (الحرية والتغيير) .. ولذلك قال ياسر عرمان إنهم قادمون للخرطوم لترتيب أولويات الثورة .. وليس من أولوية الآن غير السلام .. على الحركة أن تنزع (لامة) الحرب وترفع غضن الزيتون.. وأن تدرك أن المشهد بطعم (المر) لو لم تتصالح مع (الحلو).. ولا تنسى أنها تقاسمت من قبل السلطة مع المؤتمر الوطني.
٭ ومهما يكن من أمر نريد حركة شعبية جديدة.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here