قدم خبراء امنيون ودبلوماسيون واعلاميون خارطة طريق لتجاوز الأزمة الراهنة وقطع الطريق امام التدخلات الخارجية . واكدوا في برنامج حوار المستقبل اهمية التوافق على برنامج وطني وتفاهم سياسي وتحديد هوية الدولة وطبيعتها وابراز الهوية الجديدة للنظام السياسي.
ودعا السفير ادريس سليمان الامين السياسي للمؤتمر الشعبي، الي تمكين وزارة الخارجية من اداء دورها واشراكها في القرارات،مشيراً الي ضرورة تعيين وزير للخارجية الي جانب الاستفادة من امكانات المؤسسات المختلفة. وطالب المجلس العسكري بالعمل الجماعي وتناغم الاداء وازالة الارتباط، مع عدم اطلاق العنان لنفسه للحديث عن العلاقات الخارجية.
واشار الي ان الغرب يريد من تدخلاته في السودان تحقيق مصالحه، مؤكداً أن التدخل السافر في الشان السوداني غير حميد، مبينًا ان كثير من السفراء اصبحو ناشطين سياسيين وجزء من النسيج الاجتماعي الداخلي اكثر من كونهم دبلوماسيين .
وشدد الخبير الأمني الفريق حنفي عبد الله علي اهمية وجود تطمينات من المجلس العسكري الانتقالي للعاملين في مؤسسات الدولة لسد الثغرات وتكوين ادارة ازمة بالخارجية وقيادة حراك مع البعثات الدبلوماسية بالخرطوم وتمليكها المعلومات من خلال تنوير اسبوعي. وقال هناك كثير من المخاوف والاستقطاب الواضح، فضلاً عن مخاوف من الاختراقات المخابراتية للاحزاب للتعرف على الشخصيات المؤثرة،في ظل بروز معلومات عن المحاولات الانقلابية كشفتها هيئة قيادة تعمل خلف المجلس.
واوضح ان اتساع الافق والوعي هو الذي يقود الي برنامج اتفاق وطني يمنع التقهقر للخلف ويقطع الطريق امام التدخل والحضور الدولي في المشهد السوداني.
وحول تاثير الصراع علي الامن القومي اوضح حنفي ان امريكا تعمل عبر وكلاء وقوي ناعمة يعملون في المنظمات وقال ان الغرب يحاول اختراق المحاور الاخري بأدوات استخباراتيةايضاً ، مبيناً أن الفترة المقبلة تواجه تقاطع المحاور، و راي الخبير الأمني ان الغرب بدا التحضير للمرحلة الثانية من اهتمامه بالسودان والتي تحدد حوار المستقبل.
وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد محمد خير ان كل التحولات الخارجية في السودان كانت فيها عوامل خارجية واضحة واضاف ان ما تم في البلاد من تغير به اصابع خارجية لازالت تعمل علي تكييف الوضع الداخلي. وابان ان خطورة هذا الامر تكمن في وجود طرف خارجي مضاد، مبينًا ان هناك خارج متضرر يدفع ثمنه الداخل.
واوضح ان الغرب يسعي للاستقرار في السودان وانهاء الحروب وليس انهاء المظاهرات والاضطرابات، مشيراً الي ان تعدد حدود السودان يجعل المجتمع الدولي حريص علي مصالحه في البلاد نسبة لتاثيره الكبير علي المنطقة العربية والافريقية . واكد ان اولويات الغرب تندرج في اولويات اعادة الحركة الشعبية لمسار التفاوض، متوقعا ان تشهد الفترة المقبلة اصطفاف القوي السياسية خلف الحركة الشعبية،مشيراً في هذا الخصوص الي بدء المجلس الاتصال بالحركات وقال ان الدور الامريكي انتج طبقة جديدة من الانقاذ وحول الدور الغربي في السودان اوضح انه لم يتبلور بعد وهو الان في مرحلة التكتيكات متوقعاً ان تشهد الفترة المقبلة وضوح هذا الدور بعد قراءة الواقع وعبر تعيين دبلوماسي بدرجة سفير في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالخرطوم. مبيناً ان واشنطن ستتعامل مع السودان في ملف الارهاب من خلال ضباط مخابرات اسلاميين ، متطرقا الي مسالة رفع العقوبات وسلام دارفور، مشيرا في هذا الخصوص توقعات بمبادرة حاسمة مصرية او امريكية. وتوقع ان يكون لمصر دور اساسي نسبة لثقلها في السودان واهمية السودان باعتباره جزءاً من امنها القومي، مشيراً الي التاخير يتعلق بقراءة الواقع السوداني وترتيب الاوراق
وكشف عن حراك مصري تقوده البعثة المصرية في السودان عن طريق اتصالات مع المجلس العسكري وبعض القوي السياسية في محاولة لتقريب وجهات النظر، مؤكداً أن زيارة مبعوث الجامعة العربية تاتي في هذا الاطار بينما اشار الى ان تاخير الدور المصري في السودان يرجع الي الانزعاج المصري من طريقة تدخل بعض حلفائه في الشان السوداني.فيما اشار السفير ادريس سليمان الي ارتباط المصلحة الاستراتيجية المصرية بالاستقرار بالسودان.
وحول تعليق عضوية السودان في الاتحاد الافريقي اوضح انه اجراء روتيني ليس له تاثير علي الاوضاع.
