المعارضة التونسية تصعّد احتجاجاتها.. فصل جديد من الصراع مع السلطة؟

9
المعارضة التونسية تصعّد احتجاجاتها.. فصل جديد من الصراع مع السلطة؟
المعارضة التونسية تصعّد احتجاجاتها.. فصل جديد من الصراع مع السلطة؟

أفريقيا برس – تونس. تصعّد المعارضة التونسية، ممثلة أساسا في جبهة الخلاص الوطني، من أشكالها الاحتجاجية، إذ رفعت من إيقاع مقاومة تضييقات وانتهاكات السلطة، التي تعتقل عددا من رموز المعارضة، أبرزهم رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي.

وكشفت الجبهة، الجمعة، خلال ندوة صحافية للتضامن مع المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام، عن ملامح المرحلة المقبلة، معلنة عن توسع دائرة الاحتجاج خلال الأيام القادمة.

وتتابعت الأحداث خلال الأسبوع الأخير، بدءا مع إعلان القيادي جوهر بن مبارك الدخول في إضراب عن الطعام من دون متابعة طبية، ثم انضم إليه رئيس حركة النهضة تعبيرا عن التضامن من خلال إضراب رمزي عن الطعام لمدة ثلاثة أيام بدأ الجمعة الماضي.

وبالتوازي، كشفت لجنة الدفاع عن المعتقلين قائمة الدبلوماسيين الذين جرى إقحامهم في تهمة التخابر في ما يعرف بملف “التآمر على أمن الدولة”، داعية إلى الاستماع إليهم أيضا.

وقالت الهيئة، في بيان الجمعة، إنها تعلم الرأي العام أنّها قدّمت إلى قاضي التّحقيق بقطب مكافحة الإرهاب المتعهّد بقضيّة التّآمر مطلبا كتابيّا في سماع الدبلوماسيين الأجانب المعتمدين بتونس، وهم سفير الاتحاد الأوروبي بتونس ماركوس كورنارو، وسفير إسبانيا أرديزون قوليارمو، وسفير فرنسا أوندري باران، ومسؤولة العلاقات السّياسية بسفارة الولايات المتّحدة الأميركية في تونس هاذر كالباخ، والموظّفة بسفارة الولايات المتّحدة الأميركية في تونس ناتاشا فرانشيسكي، والسفير السّابق لإيطاليا بتونس لورينزو فانارة، والسفير الحالي لإيطاليا بتونس فابريتسيو سادجيو، والسفير الأسبق لفرنسا بتونس أوليفي بوافرو دارفور.

ومثّل إعلان الإضراب عن الطعام من داخل السجن تطوراً مهما في الصراع مع السلطة، يتجاوز تأثير التحركات الاحتجاجية خلال الأشهر الأخيرة.

ونظمت جبهة الخلاص، مساء أمس السبت، وقفة احتجاجية دورية وسط العاصمة تونس، حيث اعتبر رئيس الجبهة أحمد نجيب الشابي، أن “الإضرابات عن الطعام محطة جديدة في الصراع بين المعارضة والسلطة”، مبيناً أن “الهدف هو إيقاظ الرأي العام”.

وأضاف الشابي أن “الرهان هو النهوض بالبلاد”، مبيناً أن “مظلمة المعتقلين أصبحت العنوان الأبرز في هذه المرحلة، وقد أصبحت هذه المظلمة بمثابة الشوكة في قدم السلطة، حتى في علاقاتها الدولية مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، وأغلب الدول، ولم يعد هناك من يقبل بناء تعاون مستمر مع تونس من دون قيام الديمقراطية المنصوص عليها في المواثيق الدولية وفي جل التعهدات”، وفق قوله.

من جهته، قال عضو جبهة الخلاص الوطني والقيادي في حركة النهضة رياض الشعيبي، إن “الإضراب عن الطعام تصعيد من المعارضة ضد السلطة بعد أن رفضت الإصغاء لصوت العقل ولدعوات الحوار، ولم يبق أمام المعتقلين والناشطين سوى الإضراب عن الطعام لإبلاغ أصواتهم، وللتعبير عن رفضهم للوضع الراهن ولوضع المعتقلين بعد أشهر من السجن، من دون أن تتخذ أي إجراءات في ملف اتهامهم”.

وأضاف الشعيبي أن “الإضراب عن الطعام تعبير عن نضال أقصى يجعل الإنسان يضع نفسه في حالة خطر من أجل إبلاغ صوته”، مبيناً أن “الخطوات التصعيدية قادمة، فالإضرابات عن الطعام سوف تتوسع وتشمل معتقلين آخرين”. وأكد أنها “قد تشمل معتقلين وعائلاتهم عبر سلسلة من التحركات والاعتصامات التي تهدف إلى دعم المعتقلين والمطالبة بإطلاق سراحهم، والكفّ عن التضييق على المعارضين”.

وأكد الناطق الرسمي باسم حركة النهضة عماد الخميري أن “الإضراب عن الطعام هو إحدى أدوات النضال التي يعتمدها المناضلون، والهدف لفت أنظار الرأي العام في الداخل والخارج، والتأكيد على أن قضية النضال السياسي مستمرة، وأن هذا الإضراب أحد أشكال النضال السلمي”.

وأضاف الخميري، أن “جلّ التيارات تخوض إضراباً عن الطعام”، مؤكداً أن “جبهة الخلاص ستواصل نضالها المدني والسلمي من أجل عودة الديمقراطية والحريات”. ولفت إلى أن “هناك عدة خطوات وتحركات في قادم الأيام سيجرى الإعلان عنها تباعا”.

اضغط على الرابط لمشاهدة الفیدیو

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here