تونس: التوجيه الجامعي يشغل الناجحين في البكالوريا وأسرهم

10
تونس: التوجيه الجامعي يشغل الناجحين في البكالوريا وأسرهم
تونس: التوجيه الجامعي يشغل الناجحين في البكالوريا وأسرهم

أفريقيا برس – تونس. بعد انتهاء امتحانات البكالوريا (الثانوية العامة) في تونس، يجد الناجحون وأسرهم أنفسهم في مرحلة ما بعد الامتحانات التي تُعَدّ الأصعب، إذ يُصار في خلالها إلى التوجيه الجامعي. ويواجه تلاميذ كثيرون من الناجحين الحاصلين على علامات متوسطة خيارات محدودة متاحة، الأمر الذي يجبرهم على استكمال مساراتهم الجامعية في مجالات معيّنة لا تحظى باهتمامهم في بعض الأحيان.

ومباشرة، بعد إعلان نتائج الامتحانات المصيرية تلك، واختتام المرحلة الثانوية، يتحوّل اهتمام الأسر التونسية إلى البحث عمّا يتلاءم مع علامات أبنائهم وميولهم الدراسية. وتتيح وزارة التعليم العالي أولوية الاختيار للمتفوقين في دورة التوجيه الأولى، فيما يختلف الأمر بالنسبة إلى الناجحين بعلامات متوسطة وضعيفة. وبالتالي، إنّ الحاصلين على العلامات الجيدة هم الأكثر حظاً في الالتحاق بالكليات والاختصاصات الجامعية التي تكون شروطها مشدّدة.

وسنوياً، تراجع وزارة التعليم العالي التونسية خيارات التوجيه الجامعي بحسب طاقة استيعاب الكليات وتوجّهات سوق العمل، فيما توفّر الجامعات الخاصة العروض المتنوعة لكلّ الناجحين.

ابنة مريم الدخلي حصلت على شهادة البكالوريا في الدورة الرئيسية، في اختصاص علوم الرياضيات، لكنّها تلفت إلى أنّ “العلامات التي حصلت عليها ابنتي لا تسمح لها بالالتحاق بإحدى كليات الهندسة، الأمر الذي أصابها بنوع من الإحباط”. وتقول مريم لـ”العربي الجديد” إنّ ابنتها البالغة من العمر 18 عاماً “كانت تحلم بدراسة جامعية في اختصاص هندسي، غير أنّها تعثّرت في امتحان الفيزياء، الأمر الذي أدّى إلى تراجع معدّلها العام في البكالوريا وحرمانها الحصول على توجيه في الاختصاص الذي تحلم به”.

تضيف مريم أنّ “علامات البكالوريا تحدّد مستقبل التلاميذ، علماً أنّها لا تعكس أحياناً مستواهم الدراسي الحقيقي، نظراً إلى إمكانية التعثّر في أثناء الاختبارات”، وتشير إلى أنّ “صعوبة اختيار التوجيه وانحسار الاختيارات لغير المتفوّقين يحبطان هؤلاء في غالب الأحيان”. وترى مريم أنّ “إجبار تلاميذ على اختصاصات جامعية لا يحبّذونها يؤثّر بمستقبلهم إجمالاً ويمنعهم من التألق مستقبلاً”، مطالبة بـ”توسيع قائمة الاختيار لغير المتفوّقين”.

وتوضح مريم أنّ “الأسر تجد أنفسها مدفوعة، بغير رغبتها، إلى تسجيل أبنائها في جامعات خاصة، وذلك بهدف مساعدتهم على ملاحقة أحلامهم في اختصاصات يرونها الأقرب إليهم”.

وتمتدّ فترة التوجيه الجامعي في تونس على أكثر من خمسة أسابيع، يُسجَّل فيها كلّ الناجحين في الدورة الرئيسية ودورة التدارك في الجامعات التونسية.

وتستوعب الكليات الحكومية بمختلف اختصاصاتها، سنوياً، أكثر من 80% من الناجحين في البكالوريا، فيما تلتحق النسبة الباقية بالجامعات الخاصة التي يزداد حضورها في المشهد التونسي وتتّسع دائرة المقبلين عليها هرباً من اختصاصات لا يرومونها.

تجدر الإشارة إلى أنّ نسبة النجاح في الدورة الأولى من امتحانات البكالوريا للعام الدراسي 2021-2022 بلغت 37.9%، ومن المتوقع ارتفاع النسبة بعد إعلان نتائج دورة التدارك التي بدأت اختباراتها أوّل من الثلاثاء، ويخضع لها نحو 38 ألف مرشّح. ويُذكر أنّه بسبب الخوف من التوجيه، يختار بعض التلاميذ عدم المشاركة في دورة التدارك والرسوب الآلي، على أمل الحصول على نتائج أفضل في العام الدراسي المقبل.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here