سياسيون تونسيون: الإعلام المغربي يواصل استهداف سعيّد ودبلوماسيتنا تغطّ في نوم عميق

1
سياسيون تونسيون: الإعلام المغربي يواصل استهداف سعيّد ودبلوماسيتنا تغطّ في نوم عميق
سياسيون تونسيون: الإعلام المغربي يواصل استهداف سعيّد ودبلوماسيتنا تغطّ في نوم عميق

أفريقيا برس – تونس. استنكر سياسيون ودبلوماسيون تونسيون الأداء المتردي للدبلوماسية التونسية، مع تواصل استهداف الرئيس قيس سعيد من قبل الإعلام المغربي، فيما اعتبر البعض أن النتائج الاقتصادية “المتواضعة” لقمة “تيكاد8” لا تقارن بالأزمة الدبلوماسية التي تسببت بها، عقب استقبال الرئيس قيس سعيد زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، في خطوة أثارت غضب الرباط.

وكتب الخبير الأممي السابق ورئيس حزب المجد، عبد الوهاب الهاني، “بينما تلوذ الدِّبلوماسيَّة التُّونسيَّة بالصَّمت وتغرق في سُبات عميق، قناة “ميدي1″ المغربيَّة، المُقرَّبة من دوائر الحُكم، تُخصِّص حصَّة كاملة من برنامجها المباشر من واشنطن بالانجليزيَّة وتستضيف سفيريْن سابقين للولايات المُتَّحدة الأمريكيَّة، بالإضافة لمعلِّقها الخاص مارك فايفلي نائب مدير مجلس الأمن القومي الأسبق، وهم من المؤثِّرين في صناعة القرار الأمريكي”.

وأضاف “السَّفير السَّابق غوردون بروان صرَّح بأن “الرَّئيس سعيِّد أخطأ في استقبال زعيم جبهة البوليساريو وأساء التَّقدير ولم يقدِّر ردَّة فعل المغرب، هو عديم التَّجربة السِّياسيَّة قضَّى حياته أستاذا جامعيًّا وهو منذ انتخابه تقريبا منكب بشكل شبه دائم لكتابة دستور جديد، وغير مؤهَّل للسِّياسة الخارجيَّة، وأنَّ الجزائر تعمل على عزل المغرب ودفع تونس لتوتير علاقاتها مع المغرب، وأنَّ المشكل لا يكمن فقط في كون الرَّئيس سعيِّد غير متمرِّس في العلاقات الخارجيَّة وأنَّه حسَّاس جدا ولا يقبل النَّقد والملاحظات والوساطات، لقد كسرت الرِّئاسة التُّونسيَّة قاعدة ثابتة وقديمة في سياستها الخارجيَّة وهي الحياد في قضيَّة الصَّحراء”.

وتابع قائلا “أمَّا السَّفير جيف والاس فأكَّد ما ذهب إليه براون من “غياب الخبرة”، وأضاف أنَّ “الرَّئيس سعيِّد قد يكون تعمَّد ما أقدم عليه للاقتراب من الجزائر مع تزايد المصاعب الدَّاخليَّة، بناء على حسابات للاستفادة من الجزائر، فيما يبدو مسارا صعبا في السياسة الداخليَّة التُّونسيَّة، فهو تقرُّب وخدمة للجزائر دون أن يكون بالأساس موجَّها ضدَّ المغرب، والمشكلة الأساسيَّة في تونس هي المشكلة الاقتصاديَّة الَّتي استغلَّها الرئيس سعيد ولكن المشكلة الأساسيَّة أنَه لم يفعل شيئا لذلك، وهو غير مؤهَّل وليست له تجربة سياسيَّة ولا اقتصاديَّة، ربَّما يكون قد اعتقد أنَّه لو حصل على مساندة من طرف الجزائر، ولكنَّه لم يعالج المشاكل الهيكليَّة الَّتي تعاني منها تونس منذ سنوات، وهو يعيش نوعا من العُزلة الدُّوليَّة، هناك اتِّجاه التَّحوُّل في تونس من الدِّيمقراطَّية إلى حُكم الفرد تحت نظام أوتوقراطي تحت حكم الرَّئيس سعيِّد، والولايات المُتَّحدة تحاول الموازنة بين المسائل السِّياسيَّة الدِّيمقراطيَّة والمسائل الأمنيَّة ممَّا يحدُّ من إمكانيَّات تدخُّلها”.

القناة المغربية “ميدي 1″، بثت حلقة بعنوان “تونس بين تهور الرئيس قيس سعيد ودسائس الجزائر”.

وكتب السفير السابق إلياس القصري “يجب على أولئك الذين لا يزالون يتشبثون بوهم النجاح الباهر لـ”تيكا8″ أن يرفعوا النقاش إلى مستوى الموضوعية المطلوبة وأن يطرحوا على أنفسهم الأسئلة التالية التي تعتبر المعايير الموضوعية لتقييم أي حدث دولي وهي: مستوى المشاركة الأجنبية نوعيًا وكميًا: لهذا، فإن المقارنة مع النسخ السبع السابقة للتيكاد تظهر بشكل لا يمكن إنكاره فرقًا كبيرًا أبرزه بشكل خاص غياب رؤساء دول من شمال إفريقيا والدول الإفريقية الكبيرة، بالإضافة إلى كوفيد 19. وصول رئيس وزراء اليابان، الدولة المنظمة”.

وأضاف “وبالنسبة للتغطية الإعلامية الدولية لهذا الحدث وتأثيره على تونس، فيجب الاعتراف أنه بغض النظر عن الخطأ مع الوفد الصحراوي والتصعيد الذي تلاه مع المغرب، فإن مؤتمر تيكاد 8 كاد أن يعتبر حدثًا غير واقعي من قبل الصحافة الدولية الاقتصادية”.

وحول أثر نتائج القمة على تونس، قال القصري “على الرغم من مئات المشاريع المقدمة ومليارات الدولارات وعشرات الآلاف من فرص العمل التي ستنشأ في تونس في نهاية التيكاد، فإن النتائج تبدو أقل بكثير من التوقعات أو بالأحرى أوهام، بحسب بعض المراقبين. يبدو أن المناقشات المتعلقة بالاستثمار في تونس تركزت على التحسينات التي يجب إدخالها على بيئة الأعمال كما لو أن تونس قد بدأت لتوها في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، في حين أنها كانت تفعل ذلك منذ نصف قرن (1972)”.

وأضاف “المعيار الأخير يتعلق بالوضع الاقتصادي والدبلوماسي لتونس قبل وبعد مؤتمر تيكاد 8 هو: من الواضح أنه إذا كان مؤتمر تيكاد 8 قد جعل الرأي العام التونسي يحلم، فإن نتائجه الاقتصادية كانت أقل بكثير من التوقعات. أما فيما يتعلق بالتأثير الدبلوماسي، فلن يتمكن أي شخص بحسن نية من الخلاف في أنه كان سلبيًا مع عدم الارتياح مع المنظمين اليابانيين وشركائنا الأفارقة وشجار عاصف مع جارنا المغربي”.

وكانت اليابان تبرأت من دعوة غالي لقمة تيكاد8، مؤكدة أن موقفها تجاه الصحراء الغربية لم يتغير، في وقت اعتبرت فيه المعارضة التونسية أن سعيد خرج عن الأعراف الدبلوماسية التونسية التي تلتزم الحياد الإيجابي تجاه قضية الصحراء.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here