ماذا في زيارة رئيس الجمهورية إلى إيطاليا ؟

7
ماذا في زيارة رئيس الجمهورية إلى إيطاليا ؟
ماذا في زيارة رئيس الجمهورية إلى إيطاليا ؟

أفريقيا برستونس. طارق عمراني

يؤدي رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال الأيام القليلة القادمة زيارة إلى العاصمة الإيطالية روما في إطار زيارة عمل استعد لها الجانب الإيطالي جيدا بحسب ما أفاد به الإعلامي في إذاعة موزاييك اف ام حسن الهمالي .

زيارة رئيس الجمهورية قيس سعيد ستليها زيارة أخرى لرئيس الحكومة هشام المشيشي نهاية شهر جوان وهذا التفصيل مهم حيث سبق وأن تأجلت زيارة المشيشي لروما منذ أشهر مع رواج أخبار عن رفض الرئيس لهذه الزيارة وربما يكون التوجه الإيطالي الرسمي يأتي في إطار التفاعل مع رئاسة الجمهورية واستقباله في مرحلة أولى تمهيدا لإستقبال المشيشي في إطار معادلة ديبلوماسية .

ملف الهجرة غير النظامية أولوية الأولويات

من نافلة القول أن ملف الهجرة غير النظامية هو أولوية الأولويات لدى الجانب الإيطالي الذي يتعرض إلى ضغوطات من المجموعة الأوروبية واستغلال الملف من قبل الأحزاب اليمين المتطرف داخليا وفي هذا الإطار تنزلت زيارة وزير الداخلية الإيطالية لوتشيانا لامورجيزي إلى تونس يوم 20 ماي 2021 حيث التقت برئيس الجمهورية قيس سعيد بقصر قرطاج وتم الحديث حول ملف الهجرة غير النظامية وسبل التصدي لشبكات الإتجار بالبشر .

وإذا كان الجانب الإيطالي مهتما بالأساس بملف الهجرة غير النظامية فإن ذلك يحيل بشكل مباشر إلى اهتمامه بالإستقرار السياسي في تونس الذي يعتبر ضمانة للتنسيق الأمني بين الدولتين حيث ذاقت روما الأمرين من الإنفلات الامني الذي عرفته ليبيا لسنوات مما جعل شواطئها بؤرا حمراء لموجات الهجرة غير النظامية نحو الشواطئ الأوروبية وهي مقاربة إيطالية راسخة تتقاطع مع الموقف الأوروبي حيث دعا شارل ميشال رئيس المجلس الاوروبي ، رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى الذهاب في حوار سياسي هادئ في لقاء جمعهما على هامش الزيارة التي أداها سعيد إلى بروكسيل منذ أيام

فمن المؤكد أن استمرار التجربة الديمقراطية التونسية يعتبر رهانا لدى المجتمع الدولي الذي تعددت مبادراته لدفع الفرقاء التونسيين إلى تغليب لغة الحوار واستكمال إرساء المؤسسات الديمقراطية .

الملف الليبي

يعتبر الملف الليبي من النقاط الخلافية بين روما وباريس وهو ماتجسد صراحة في تصريح سابق لوزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني سنة 2019 عندما اتهم فرنسا بتأجيج نار الحرب في ليبيا ودعم ميليشيات أمير الحرب المشير المتقاعد خليفة حفتر في محاولته اجتياح العاصمة طرابلس والخروج عن الشرعية الدولية .

من الواضح أن الملف الليبي سيكون مدرجا في برنامج عمل زيارة الرئيس قيس سعيد إلى روما حيث اعتبرت الصحافة الإيطالية بأن تونس مؤهلة لتكون منصة لوجيستية تنطلق منها الشركات الأوروبية نحو ليبيا التي تشهد عملية إعادة أعمار جعلت من تونس جارتها الغربية نقطة ارتكاز أساسية وهذا ما يجعل التنسيق الديبلوماسي مع الجانب التونسي أمرا واقعا خاصة أن فرنسا تحاول الاستئثار بهذا التوجه عبر دمج تونس في مقاربتها للدخول إلى ليبيا .

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here