محسن النابتي لـ”أفريقيا برس”: تعطل اتحاد المغرب العربي يفرض انتهاج دبلوماسية واقعية

44
محسن النابتي لـ
محسن النابتي لـ"أفريقيا برس": تعطل اتحاد المغرب العربي يفرض انتهاج دبلوماسية واقعية

آمنة جبران

 

أفريقيا برس – تونس. اعتبر الناطق الرسمي بإسم حزب التيار الشعبي في تونس محسن النابتي في حواره مع “أفريقيا برس” أن” تعطل مشروع الاتحاد المغاربي على مدى سنوات طويلة يفرض على تونس فرض إستراتيجية دبلوماسية واقعة تقوم على رفع التنسيق والتشاور بين دول الجوار أمام ما تعيشه المنطقة من تهديدات وتحديات أبرزها ملفي الأمن والهجرة، كما يتوجب عليها العمل على تخفيف التوتر بين الجزائر والمغرب وتوحيد الصفوف المغاربية”.

ورأى النابتي أنه” ليس المطلوب بديلا عن المغرب العربي ولكن ليس المسموح في المقابل البقاء في حالة شلل كامل حتى تحل مشكلة المغرب والجزائر”، لافتا على صعيد آخر أن” التيار الشعبي سيتخذ موقفه من الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الوقت المناسب وبالطريقة التي يحترم بها تاريخه وشعبه.”

ومحسن النابتي هو الناطق الرسمي باسم حزب التيار الشعبي في تونس، حاصل على الأستاذية في الرياضيات ويعمل إطار بصندوق المحامين، وهو مناضل قومي ويعد أحد مؤسسي التيار الشعبي مع الشهيد محمد براهمي.

كقيادي بحزب التيار الشعبي، ماهي قراءتكم للقمة الثلاثية المنعقدة مؤخرا بين تونس والجزائر في ليبيا على مستوى سياسي وأمني حسب تقديركم؟

في الوثيقة الإستراتيجية للتيار الشعبي لبناء القوة المتكاملة أخذ المغرب العربي حيزا فيها وموقفنا من اللقاء الثلاثي وفق رؤيتنا هذه والقائمة على:

لئن كان مشروع وحدة المغرب العربي يعتبر أهم فرصة لتونس ولكل أبناء الإقليم للخروج من الأزمات الدورية وبناء القوة المتكاملة وحفظ الأمن الإقليمي والخروج النهائي من دائرة الهيمنة إلى دائرة الشراكة المتوازنة فإن المعطيات الحالية تجعل من هذا الهدف الإستراتيجي بعيد المنال، ولذلك يتوجب وضع إستراتيجية دبلوماسية واقعية تقوم على العمل المكثف ضمن الثلاثي تونس الجزائر- ليبيا لتطوير العلاقات إلى مستوى قياسي، مع العمل على التقليص من مخاطر الصراع الجزائري- المغربي والحيلولة دون إندفاعه إلى نزاع مسلح مدمر للمنطقة ولحوض المتوسط وسيجعل من الإقليم المغاربي منطقة نزاع دولي، كما يجب تلافي التأثيرات السلبية للنفوذ الصهيوني في المغرب والعمل على الإبقاء على العلاقات التونسية -المغربية مفتوحة ليتسنى التأثير على مجريات الأحداث في المنطقة وعدم دفع المغرب إلى مزيد من التصعيد والإنخراط أكثر في مسار التطبيع مع العدو.

أيضا العمل على تعزيز العلاقات الثنائية مع موريتانيا لمنع وقوعها في عزلة مغاربية سياسية وكذلك الإستفادة من الفرص الكبيرة في التنمية خاصة بعد الإكتشافات الطاقية الكبيرة الأخيرة إلى جانب كون موريتانيا بوابة لغرب إفريقيا وما تحظى به الإطارات والكفاءات التونسية من ثقة في هذا البلد العربي الشقيق، لذلك نعتقد على المدى المتوسط أنه ليس أمامنا إلا تمتين هذه الدائرة وهذا لن يتم دون استقرار ليبيا ومن ثمة العمل استراتيجيا على مشروع المغرب العربي الذي سيشهد انفراجة متى استقر النظام الدولي لغير صالح الولايات المتحدة والغرب الاستعماري وحصل إنهيار للكيان الصهيوني.

ماهو هدف تونس من هذه القمة، هل نجحت الدبلوماسية التونسية برأيكم في تحقيق اختراق في ملف الهجرة من خلال التشاور والتنسيق مع كل من الجزائر وليبيا؟

القمة مطلوبة في ظل التحديات المطروحة سواء ما تعلق بالوضع في ليبيا والقابل للانفجار بشكل كبير في أي لحظة ويمكن أن يتحول الأمر إلى حرب دولية بين قوى عظمى وإقليمية على الأرض الليبية وعلى حدود الجزائر وتونس وهذا يشكل تهديدا كبيرا للبلدين، كذلك موضوع الهجرة غير النظامية يشكل تحديا كبيرا للبلدان الثلاثة وخاصة تونس باتت في قلب العاصفة وتونس ليست دولة حدودية لدول المنبع بالنسبة للهجرة وإنما ليبيا والجزائر هما المحاذيتين لدول أفريقيا جنوب الصحراء فمن واجب تونس أن تقيم تنسيق في هذا المجال مع البلدين للحد من المخاطر المحدقة بها.

أثار غياب موريتانيا والمغرب عن القمة جدلا واسعا، برأيكم هل بالوسع تشكيل تكتل مغاربي دون الرباط ونواكشوط؟

هناك خلط كبير في الحقيقة في تونس وفوضى إعلامية، فالقمة ليست قمة للمغرب العربي وإنما قمة تشاور ثلاثي تونسي جزائري ليبي، هناك مشاورات تجري وقمم تعقد فلماذا كل هذا اللغط، عادي في ظل تعطل المغرب العربي وفي ظل خصوصية التحديات التي تواجه البلدان الثلاثة الأمنية وفي ملف الهجرة الغير النظامية عادي أن تعقد قمة بل الغير عادي أن لا تعقد، وبرأيي ليس المطلوب بديل عن المغرب العربي ولكن ليس مسموح البقاء في حالة شلل كامل حتى تحل مشكلة المغرب والجزائر والتي قد تتطلب عقود أخرى فالأمر يتطلب العمل بالموجود والمتاح وفما الضرر الذي سيلحق المغربي العربي إذا ارتفع مستوى العلاقات والتنسيق بين تونس والجزائر وليبيا.

لماذا اختار حزب التيار الشعبي عدم الترشح للانتخابات الرئاسية؟ وهل سيختار مرشحا من داخله أم سيختار تأييد الرئيس قيس سعيد في ولاية ثانية؟

الانتخابات الرئاسية خاصة في ظل نظام رئاسي وفي ظل الوضع الذي تعيشه تونس ليست تسلية سياسية أو فلكلورا للبحث عن رصيد شخصي وإنما استحقاق وطني يتوقف عليه مصير بلد وشعب لذلك التعاطي معها بخفة غير مسموح به لكل من يحترم نفسه ويحترم شعبه ووطنه، ونحن نحترم شعبنا وقدمنا أميننا العام ومؤسس الحزب شهيدا من أجل إنقاذ بلادنا فليس مسموح لنا بأي ارتباك أو تسرع في هذا الأمر، ونحن بصدد النقاش منذ مدة وسيكون موقفنا في الوقت المناسب وبالطريقة تحترم تاريخنا وتحترم شعبنا.

هل ترشح شخصيات سياسية من داخل السجون إلى السباق الرئاسي يحرج الرئيس قيس سعيد وسط انتقادات تطال بمحاولة التضييق على خصومه السياسيين؟

هناك قانون هو الفيصل، من يسمح له القانون بالترشح فل يترشح والشعب هو الحكم.

هل تعتقد أن الرئيس سعيد رغم تأكيده على استقلاليته بحاجة إلى حزب سياسي يسنده وينقل أفكاره وتوجهاته إلى الشارع وعلى أرض الواقع؟

القضية ليست قضية الرئيس، هي قضية نظام حكم، كل نظام يستند إلى قاعدة شعبية يحكم من خلالها والقاعدة الشعبية وجب تأطيرها وفق رؤية وأهداف وطنية وسياسية وحتى إيديولوجية، فالنظام الحالي في تونس يحدد رؤيته العامة رئيس الجمهورية وهذه الرؤية هي السيادة والديمقراطية الشعبية والتنمية المستقلة أو التعويل على الذات ومناهضة الصهيونية والاستعمار، هذه عقيدة سياسية يجب أن تتحملها فئات شعبية واسعة وهو ما يتطلب تعبئة تثقيف وتأطير، وهذا لا يمكن أن تقوم به إلا منظمة حاملة لهذه الرؤية تكون عبر حزب أو مجموعة أحزاب أو حركة شعبية واسعة، المهم تنظيم له عقيدة سياسية ورؤية وإستراتيجية غير ذلك العملية ستكون مرتبطة بشخص لا أكثر ولا أقل.

ماهو موقف حزب التيار الشعبي من الأحكام الصادرة مؤخرا بخصوص قضية الشهيد شكري بلعيد؟

خطوة مهمة لكن مازال الكثير في قضية الشهيدين محمد براهمي وشكري بلعيد.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here