نبيه ثابت لـ”أفريقيا برس”: الدبلوماسية التونسية بوسعها حل الخلاف الجزائري-المغربي

83
نبيه ثابت لـ
نبيه ثابت لـ"أفريقيا برس": الدبلوماسية التونسية بوسعها حل الخلاف الجزائري-المغربي

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. اعتبرالنائب بمجلس نواب الشعب في تونس نبيه ثابت في حواره مع “أفريقيا برس” أن” الدبلوماسية التونسية حققت نجاحا أعقاب تنظيمها مؤخرا قمة ثلاثية للتنسيق والتشاور مع كل من الجزائر وليبيا، وهو نجاح يشمل المجالين الأمني والاقتصادي، مبينا أن” تونس بوسعها لعب دور أكبر في المنطقة وإيجاد حل للخلاف الجزائري-المغربي”.

وفيما يخص السباق الرئاسي المرتقب، رأى ثابت أنه “لا يوجد إلى الآن منافسين حقيقيين للرئيس قيس سعيد وأن نجاح مسار 25 جويلية يقتضي تكاتف الجهود والعمل بجدية خاصة على صعيد اقتصادي واجتماعي لتحقيق مطالب التونسيين”.

ونبيه ثابت هو نائب بمجلس نواب الشعب في تونس عن دائرة “دقاش حامة الجريد تمغزة”، وهو رئيس لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية بالبرلمان.

ماهي قراءتكم للقمة الثلاثية المنعقدة مؤخرا بين تونس والجزائر في ليبيا على المستويين السياسي والأمني؟

من المؤكد أن تونس نجحت في هذه القمة على مستوى سياسي وأمني، وأنا أرى أنها قمة ناجحة وضرورية بالنسبة لبلدنا خاصة مع تزايد عدد المهاجرين غير الشرعيين، نعلم أن الحدود التونسية الجنوبية والغربية مع دولتي ليبيا والجزائر مهددة بتوافد المهاجرين الذين ازداد عددهم بشكل واضح، لذلك كان ضروريا التنسيق بين هذه الدول للحد من المشاكل وقد نجحت تونس عبر هذه القمة في تحقيق مكاسب أمنية واقتصادية.

ماهو هدف تونس من هذه القمة، هل نجحت الدبلوماسية التونسية برأيكم في تحقيق اختراق في ملف الهجرة من خلال التشاور والتنسيق مع كل من الجزائر وليبيا؟

نعم من المؤكد ذلك، لقد نجحت تونس في تحقيق اختراق في هذا الملف خاصة أن الإستراتيجية التونسية قائمة منذ البداية على الصداقة مع جميع الدول خاصة الدول المجاورة، وإذا ما أردنا اليوم الاتجاه نحو أسواق حرة عبر فتح المعابر الحدودية هذا يعتبر نجاحا اقتصاديا، كذلك إذا تحدثنا عن اتفاقيات أمنية مع ليبيا والجزائر هذا يعتبر أيضا نجاحا أمنيا لدولتنا.

أثار غياب موريتانيا والمغرب عن القمة جدلا واسعا، برأيكم هل بالوسع تشكيل تكتل مغاربي دون الرباط ونواكشوط؟

لماذا نتحدث عن تشكيل تكتل مغاربي دون المغرب وموريتانيا؟ علينا التوضيح أن هذه القمة تشمل التشاور بين الدول الحدودية الثلاث ولم يقع استبعاد الرباط ونواكشوط، ليست قمة شاملة هي تركز فقط على هذه الدول التي تربطها حدود مشتركة ويجب الفصل بين قمة للاتحاد المغرب الكبير وبين قمة للتنسيق بين هذه الدول الثلاث، ليس هناك تغييب لهاتين الدولتين حتى يؤثر ذلك على الاتحاد المغاربي، وإذا ما تحدثنا على الخلافات الجزائرية-المغربية فإن تونس قادرة في ظل توجهات وحكمة رئيس الدولة على حلها وبإمكان الدبلوماسية التونسية لعب دورها الكامل للتخفيف من التوتر بين الجزائر والمغرب.

ماهو موقفكم من الانتخابات الرئاسية المرتقبة، هل تعتقد أن الانتخابات الرئاسية ستضع تونس على السكة الصحيحة؟

الانتخابات الرئاسية هي تتمة لمسار 25 جويلية وتأتي أعقاب إجراء الانتخابات التشريعية ثم تركيز مجلس الأقاليم والجهات، وتسعى بلدنا من خلال هذا المسار على مواصلة العمل على تحقيق أهداف الثورة..أعتقد أن ثورة يناير نادت بالحرية والكرامة، هذا ما طالب به المهمشون سنة 2011 لم تكن ثورة سياسية، لذلك بالنسبة لي هدف مسار 25 جويلية هو تصحيح مسار هذه الثورة.

وبخصوص مدى نجاح مسار 25 جويلية في مواجهة التحدي الاقتصادي، أعتقد أن ذلك مشروط بتكاتف وعمل جميع التونسيين في كل المجالات بالموازاة مع عمل كافة الوظائف بالدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية، سيساعدنا على العمل عدم وجود قروض تثقل كاهل الدولة حاليا ونستطيع العمل شعبا ودولة وكل يقوم بمهامه، ومن المؤكد حينها أن مسار 25 جويلية سيحقق مطالب التونسيين في معيشة وواقع أفضل.

هل ترشح شخصيات سياسية من داخل السجون إلى السباق الرئاسي يحرج الرئيس قيس سعيد وسط انتقادات تطال بمحاولة التضييق على خصومه السياسيين؟

في الواقع أنا لا أرى أن هناك انتقادات تطال الرئاسة بخصوص ذلك، ولا أرى أن هناك خصوما للرئيس في الوقت الحالي، كما لا يمكننا التشكيك في مصداقية الانتخابات الرئاسية، نحن نعلم أنه في الانتخابات الرئاسية الماضية كان المرشح نبيل القروي حينها في السجن وقد نجح في بلوغ الدور الثاني، أما اليوم فأنا لا أرى خصوما للرئيس قد قاموا بالترشح ولم أرى إلى الآن مرشحين بإمكانهم منافسة الرئيس في السباق الرئاسي…في اعتقادي لا يوجد منافسين حقيقيين للرئيس سعيد.

كنائب بالبرلمان ورئيس لجنة الصحة كيف يمكن في تقديركم الحد من هجرة الأطباء خاصة مع ارتفاع أرقام عدد الأطباء المهاجرين في السنوات الأخيرة؟

في تقديري لمواجهة معضلة هجرة الأطباء يجب علينا اعتماد خطة قائمة على التحفيز والترغيب والإجبار للحد من هذه المخاوف ومعالجة إشكالية نقص وهجرة الأطباء مستقبلا، التحفيز من خلال منح رواتب وظروف عمل جيدة وهو ما يجب على الدولة توفيره لكفاءتها الطبية، أما المواطن فهو مطالب باحترام الأطباء وعدم الاعتداء على الإطارات الطبية والشبه طبية، نعلم جميعا أن أوروبا بحاجة إلى مليون مهاجر بحدود سنة 2030 لتغطية النقص في قطاع الخدمات منها قطاع الصحة، إذن نحن أمام تحدي كبير كدولة وكاقتصاد وكمجتمع، لذلك علينا العمل على التحفيز المادي والأدبي والمعنوي للأطباء وكل العاملين بالقطاع، يجب علينا الانتباه أيضا أن أوروبا ترغب في انتداب حتى الإطارات الشبه طبية في تونس كما نواجه مخاوف من نقص إطارات اختصاص الطب العام.

ومن بين الحلول التي نقترحها لمواجهة هذه التحديات هي العمل على تطوير السياحة الطبية في تونس وهو ما يدعمه القيام بقمم إقليمية وعربية ودولية كالتي وقعت مؤخرا في بلدنا بين تونس وليبيا والجزائر، ونترك مساحة لعمل رجال الأعمال وتشجيعهم على الاستثمار في الصحة في المناطق الداخلية والحدودية وهو ما سيعزز الحركة الاقتصادية في تلك المناطق، باختصار علينا العمل على الجانب الاقتصادي والاجتماعي بكل جدية.

الجهات المهمشة في تونس تعاني أيضا من نقص الأطباء، ما هي مقترحاتكم لمعالجة هذا الإشكال؟

نقص الأطباء إشكالية تعاني منها حتى المستشفيات بالعاصمة ليس فقط المناطق المهمشة مثل مستشفى الأطفال بتونس العاصمة حيث تشهد نقصا في عدد الأطباء، كذلك المستشفيات بمدينتي سوسة والمهدية وغيرها من المدن، وكما شرحت لكم في السابق علينا تحفيز الأطباء على العمل في بلدهم، ولا ننسى أن هناك أخطاء فردية وقعت في هذا المجال ووقعت أيضا بسبب ترسانة القوانين القديمة، هناك تراكمات وأخطاء ومعاناة وعلينا السعي للإصلاح وهي خطوة ضرورية وعاجلة لإنقاذ قطاع الصحة في تونس.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here