هجوم جربة يعيد أحداث 2002 إلى ذاكرة التوانسة

30
هجوم جربة يعيد أحداث 2002 إلى ذاكرة التوانسة
هجوم جربة يعيد أحداث 2002 إلى ذاكرة التوانسة

أفريقيا برس – تونس. أعاد الهجوم الذي شهده محيط “كنيس الغريبة” اليهودي بجزيرة جربة التونسية مساء الثلاثاء، إلى الأذهان حادثة مماثلة عرفتها الجزيرة قبل 21 سنة.

وتسبب هجوم أمس، في مقتل 4 أشخاص وهم مدنيين أحدهما فرنسي الجنسية، ورجلين من عناصر الأمن، بالإضافة إلى منفذ الهجوم.

ونفذ الهجوم رجل أمن أقدم عل قتل زميله باستعمال سلاحه الفردي ثم استولى بعدها على الذخيرة، لينطلق في إطلاق نار عشوائي على الوحدات الأمنية المتمركزة في محيط الكنيس اليهودي.

وأشارت الداخلية التونسية في بيان، إلى أن وحدات الأمن تصدت للمنفذ لمنعه من الدخول إلى داخل الكنيس، وأوردته قتيلا.

وأوضحت أن الهجوم أسفر أيضا عن إصابة نحو8 آخرين من رجال الأمن وزوار المعبد اليهودي.

وكان “كنيس الغريبة” اليهودي في جزيرة جربة قد شهد توافد آلاف الزوار من مختلف بلدان العالم، لإحياء موسم الزيارة السنوية الذي انطلق الجمعة الماضية، واختتمت فعالياته أمس.

ورافق موسم زيارة الكنيس حضور لافت وتعزيزات أمنية مشددة.

الإرهاب يعود إلى جربة

الهجوم الذي نفذه عنصر الأمن في جربة، هو الثاني الذي تشهده الجزيرة بعد الحادث الإرهابي الذي وقع في العام 2002.

في 11 أبريل/نيسان 2002، أسفر تفجير تبناه “تنظيم القاعدة” عن مقتل 21 شخصا.

وانطلق موس زيارة “كنيس الغريبة” في 4 أيار/ مايو الجاري، غير أن الطقوس الكبرى لليهود داخل المعبد أقيمت يومي الإثنين والثلاثاء. وتتمثل المراسم في “الخرجة الكبرى” حيث شارك الحضور في دفع عربة تسمى بـ”المنارة” محملة بالملابس الى خارج فضاء المعبد.

ويتميز “كنيس الغريبة” بمكانة كبيرة لدى يهود العالم، حيث يزوره سنويا الآلاف للتبرك وإشعال الشموع في الجهة اليسرى من المعبد.

تاريخ مع القاعدة

في 2002، فجر تونسي شاحنة صهريج مليئة بغاز الطهي أمام كنيس الغريبة؛ مما أدى إلى مقتل 21 شخصا، بينهم بـ14 سائحا ألمانيا وخمسة تونسيين وفرنسيان.

ولم تصف السلطات التونسية آنذاك – خلال فترة حكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي (1987-2011) – الحادث إرهابيا، ووصفته في البداية بأنه مجرد حادث اعتداء قبل أن يعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عنه.

وبحسب وسائل إعلام غربية، أكد تنظيم القاعدة في ذلك الوقت، أن الهجوم “رد على الجرائم الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة”.

وأفادت التحقيقات التي أجريت في تونس وألمانيا وفرنسا بأن شخص يدعي نزار نوار (24 سنة) هو “الإرهابي منفذ الهجوم بمساعدة أقارب له”.

وفي السياق، حكم على الألماني الذي اعتنق الإسلام كريستيان غانزراسكي سنة 2009 بالسجن 18 سنة بتهمة التآمر في هجوم جربة، فيما حكم على شقيق منفذ العملية وليد نوار بالسجن 12 سنة، وفق تقارير إعلامية فرنسية.

يذكر أن الطرفين نفيا وجود أية علاقة لهما بالأحداث التي وقعت في جزيرة جربة سنة 2002.

كما تم في باريس محاكمة 3 رجال منهم شخص مرتبط بهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، على الولايات المتحدة.

وكشفت تحقيقات بأن هؤلاء الأشخاص لديهم صلات بـ”هجوم الشاحنة الملغومة على معبد اليهود في جربة عام 2002″.

أقدم المعابد في العالم

يعتبر معبد الغريبة من أقدم المعابد اليهودية في العالم، إذ يعود تاريخ بنائه إلى نحو 2500 عام.

وقال وزير السياحة التونسي الأسبق روني الطرابلسي، في تصريحات صحفية الأربعاء، إن منفذ الهجوم “غالط رجال الأمن من خلال ارتدائه لزي الحرس الوطني وحاول عند وصوله إلى الغريبة الدخول من الخلف، إلا أن الأمنيين الذين كانوا في موقع الحادث ارتابتهم الشكوك حوله، فقام بإطلاق النار عليه”.

ورغم التفاصيل التي ذكرتها، إلا أن السلطات في تونس لم تحدد بعد ما إذا كان حادث جربة “إجراميا” أم “إرهابيا”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here