أما أن تكونوا مع الحكومة… أو فلتصمتوا

20

بقلم : توفيق الزعفوري

من الواضح أن بعض الأحزاب التي حصلت على مقاعد هامة في البرلمان القادم، و بدأت تشكل كتلة لا بأس بها، ومحطة تفاوض لازمة في كل منعطف، صارت هذه الأحزاب تتعالى و تتطاوس، و تساوم ، فقط من أجل تحسين مواقعها في الخارطة السياسية القادمة..

هذه الأحزاب لم تقرأ و لم تستوعب ما حصل لغيرها ممن توصف بأنها “عريقة” ولم تنتبه إلى كيفية اندثارها وتحول زعمائها إلى شتات التاريخ..

من اِتخذ موقفا من الحكومة، و فهم حجمه، و أدواره القادمة ، و التزم بأن يكون في المعارضة معروفون، و كانت حركة النهضة قد اِتخذت منهم موقفا صارما و هما قلب تونس و الحزب الحر الدستوري، و من أراد الإلتحاق بهما ، أما غيرها فهم في حسابات النهضة، موالون اِن لم يكونوا في صلب الحكومة، فهم على الأقل حزامها، و حديقتها الخلفية، فالحكومة القادمة، ستكون حكومة برامج، حكومة الشروع في الإصلاحات العميقة ومحاربة الفساد، ولن تكون أبدا حكومة طائفية، فقد سقطت الطائفية في لبنان منذ أيام خلت، و في تونس لم يعد ممكنا الحديث عن إرث للقسمة و الإستئثار، بل الحديث يدور عن كيفية تصفية التركية الثقيلة بمستوياتها الاجتماعية و الاقتصادية ، والسياسية من خلال ورقة عمل واضحة و محددة، تُنجز في ظرف وجيز، و تستجيب لتطلعات التونسيين و خاصة الشباب، و ترفع المؤشرات السلبية، و تضع قطار النمو على السكة…

الحديث يدور عن الكف عن العبث السياسي، و الإبتزاز المجاني و الترصّد السخيف، فالبعض يراهن على فشل مشاورات تشكيل الحكومة القادمة، و الذهاب إلى الحكومة التي سيقرّها الرئيس!!

هذه الرهانات ، لا تعبر عن وعي سياسي و نضج، فبقدر ما تعبر عن مراهقة سياسية غير محسوبة، فليس من مصلحة النهضة أن تفشل محادثات تشكيل الحكومة، ثم إن الحكومة القادمة، هي حكومة التونسيين و ليست – فقط- حكومة النهضة.. فمن أراد أن يخدم تونس دون شروط، فمرحبا به، و من أراد أن يكون في المعارضة، فليكن، فتلك شروط اللعبة الديمقراطية، أما أن تكونوا خارج دائرة الفعل، و تنتظرون السقوط فتنهالون و تغتالون بكل شماتة، فنحن أولا و أخيراً، تونسيون، و هذه فرصة لبناء بلدنا من جديد، فإما ان تكونوا معنا و مع التاريخ، و إما سيجرفكم التيار إلى ما تحت القاع..

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here