صدى الرئاسية بدأ يرتد على المشهد السياسي

43

لم يتمكن أي من المترشحين الذين يتقلدون أو كانوا تقلدوا مناصب عليا بالبلاد من المرور الى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التونسية السابقة للأوان، في حين تمكن كل من قيس سعيد (مستقل) ونبيل القروي (حزب قلب تونس) من المرور الى الدور الثاني من هذه الانتخابات بعد تصدرهما ترتيب المترشحين وفق النتائج الأولية التي أعلنت عنها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أمس الثلاثاء .

ووفق روزنامة هيئة الانتخابات، واثر تنقيح فصول من القانون الانتخابي قبل تنظيم الانتخابات الرئاسية، فقد تم التقليص من آجال الطعون المتعلقة بنتائج هذه الانتخابات، وترجح أغلب القراءات القانونية أن يتم تنظيم الدور الثاني من هذه الانتخابات في أحد أيام احاد شهر أكتوبر القادم متزامنة مع الانتخابات التشريعية المقررة ليوم 6 أكتوبر.

من جهته، صرح نائب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فاروق بوعسكر اول أمس الاثنين أن موعد الدور الثاني للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها سينحصر بين أيام 29 سبتمبر الجاري أو 6 أكتوبر المقبل وعلى أقصى تقدير يوم 13 أكتوبر 2019. وأوضح أن روزنامة الدورة الثانية من الرئاسية مرتبطة بالطعون التي تمر بطور أول وربما ثان، مفسرا أنها ان بلغلت الطور الثاني (الاستئنافي) ستحدد هيئة الانتخابات موعدا اقصى لهذا الاستحقاق الرئاسي .

صدى نتائج هذا الدور الأول من الانتخابات الرئاسية السابقة للأوان، بدأ يرتد على المشهد السياسي، اذ لم تمر سويعات قليلة على غلق مكاتب الاقتراع يوم 15 سبتمبر الحالي حتى تفاعلت أغلب الأحزاب مع هذا الواقع الجديد.

قيادات بارزة من حركة النهضة، (عبد اللطيف المكي وعامر العريض) أعلنت عن مساندتها لقيس سعيد، دون أن يصدر موقف واضح من مؤسسات الحركة التي اكتفت باصدار بيان يهنيء كلا الفائزين في سباق قصر قرطاج صدر قبل عقد هيئة الانتخابات للندوة الصحفية التي أعلنت خلالها رسميا على النتائج الأولية .

من جهته سارع الرئيس الأسبق محمد منصف المرزوقي والذي مني بهزيمة مدوية في الانتخابات الرئاسية الى اعلان مساندته التامة لقيس سعيد وانخراطه في حملة هذا المترشح للدور الثاني، تلاه في اتخاذ نفس الموقف المترشح للرئاسية رئيس حزب الاتحاد الجمهوري الشعبي لطفي المرايحي ثم رئيس حزب التيار الديمقراطي محمد عبو .

قيس سعيد تلقى هذه المواقف مباشرة، متفاعلا معها في تصريحاته الصحفية، مرددا أنه يرحب بكل دعم فردي أو حزبي ومشددا على أنه مستقل وعمل مع فريق شبابي متطوع.

في المقابل ورغم غياب مواقف صريحة ،مساندة نبيل القروي، ما عدا حزبه قلب تونس، فان قيادات من حزب نداء تونس وحزب أمل تونس (حزب سيدة الأعمال ومستشارة رئيس الجمهورية الراحل الباجي قايد السبسي سلمى اللومي) لمحت الى أنها ستراهن على القروي في الدور الثاني من هذا السباق الرئاسي.

فنبيل القروي، كان أحد أبرز مساندي الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي في انتخابات 2014، كما كان قياديا بحزب نداء تونس قبل أن يستقيل منه.

هذه الأحزاب التي لم تصدر مواقف رسمية بخصوص مساندتها لنبيل القروي، فسره المتابعون بكونها مواقف تنطلق من الوضع الاستثنائي الذي يعيشه القروي، القابع بالسجن منذ 23 أوت الفارط ، والفائز بالدور الأول للرئاسية وهو وراء القضبان .

وضع القروي، مازال يسيل الحبر ويعمق الجدل يوما بعد يوم، خاصة أن رجال القانون لم يحسموا تفسيرهم لما يمكن أن يحدث في صورة انتخاب القروي رئيسا وهو سجين، أما بقية الأحزاب والتيارات المنهزمة في هذا الطور من الانتخابات فانها ما زالت لم تتفاعل مع أوضاعها الجديدة .

يشار إلى أن نبيل القروي ،موقوف على ذمّة القضاء في قضية رفعتها منظمة “أنا يقظ” بخصوص شبهة غسل وتبييض الأموال، وذلك باستعمال الشركات التي يملكها صحبة شقيقه غازي القروي في كل من المغرب والجزائر واللكسمبورغ .

ورفضت دائرة الإتهام الصيفية بمحكمة الإستئناف بتونس يوم 5 سبتمبر 2019مطلبا للإفراج عنه والإبقاء على التدابير الاحترازية التي تمّ اتخاذها منذ فترة ضد الشقيقين القروي، والمتعلّقة بتحجير السفر وتجميد التعامل على ممتلكات نبيل القروي الذي يرأس حاليا حزب “قلب تونس”.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here