رئيس الجمعية التونسية للفضاء لـ”أفريقيا برس”: الاستثمار في الفضاء يعني الاستثمار في مستقبل تونس

41
رئيس الجمعية التونسية للفضاء لـ

آمنة جبران

أفريقيا برس – تونس. منح فوز تونس بالمسابقة العالمية “كيبوكيوب” في فيفري الماضي، كأول دولة عربية تحظى بفرصة إطلاق أول قمر صناعي تعليمي أكاديمي “تونسات 1” نحو الفضاء في موفى 2023، بارقة أمل لبلد يرزح تحت وطأة أزمة سياسية واقتصادية.

وفي حواره مع “أفريقيا برس”، أكد رئيس الجمعية التونسية للفضاء أحمد الفاضل إطلاق تونس أول قمر صناعي تعليمي في العام القادم 2023 بخبرات وإمكانيات محلية، لافتاً إلى أنه بالإمكان الاستثمار في تكنولوجيا الفضاء رغم الصعوبات، موضحاً أن الرهان على الكفاءات والتعاون المحلي والدولي يبقى الطريقة المثلى لتحقيق ما يراه الكثيرون مستحيلاً:

أحمد الفاضل، رئيس الجمعية التونسية للفضاء
أحمد الفاضل، رئيس الجمعية التونسية للفضاء

ماذا يعني فوز مشروع قمر صناعي أكاديمي من نوع “كيوبسات” لفريق علمي تونسي بمسابقة “كيبوكيوب” الدولية للفضاء في دورتها السادسة؟ وكيف تفسر للقارئ أهمية هذا الفوز والإنجاز لتونس؟
هذه هي المرة الأولى في تاريخ العالم العربي، حيث يُعتبر فوز بلد عربي بمسابقة عالمية على مستوى عال جداً في مجال تكنولوجيا الفضاء على غرار مسابقة “كيبوكيوب”، إنجازاً تاريخياً وخطوةً أولى مهمة في القطاع الأكاديمي لمجال الفضاء.
اليابان، بمقتضى هذه المسابقة وتحت إشراف مكتب الفضاء الخارجي لمنظمة الأمم المتحدة، ستتكفل بالإطلاق المجاني نحو الفضاء لأول قمر صناعي تعليمي تونسي، خلال العام المقبل 2023، وهذا القمر الصناعي “تونس سات 1” سيتم تصنيعه في المدرسة العليا للهندسة والتكنولوجيا التطبيقية بسوسة (تونس) بخبرات وبتمويل تونسي في مدة لا تتجاوز 18 شهراً حسب الاتفاق التونسي الياباني الذي تم إبرامه في شهر فيفري الماضي.

ماذا تحدثنا عن تجربة الجمعية التونسية للفضاء وكيفية مساهمتها في تصنيع أول قمر صناعي تعليمي تونسي؟ وما التحديات التي واجهتكم لإطلاق هذا المشروع؟ وكيف يمكن دعم تكنولوجيا الفضاء في تونس الغارق في أزمة سياسية واقتصادية، حسب تقديريك؟
في ظل غياب وكالة فضاء وطنية في تونس، تسعى الجمعية التونسية للفضاء لملء جزء من الفراغ في البلاد والعمل يداً بيد مع كافة المؤسسات الأكاديمية والصناعية والحكومية لإطلاق وتطوير مشاريع جديدة في مجال تكنولوجيا وتطبيقات الفضاء. ونحن نوفر الدعم التقني والاستراتيجي والعملي لتسيير المشاريع الكبرى في مجال الفضاء وضمان نجاحها وبلوغها أهدافها، والتعاون المحلي والدولي هو الطريقة المثلى لتحقيق ما يراه الكثيرون مستحيلا، فالبداية كانت من خلال فوزنا مع شريكنا الاستراتيجي المدرسة العليا للهندسة والتكنولوجيا التطبيقية بسوسة في مسابقة “كيبكيوب” التي تشرف عليها وكالة الفضاء اليابانية ومنظمة الأمم المتحدة بفيينا.
كما أن تكنولوجيا وصناعات الفضاء تندرج ضمن اقتصاد كامل لمجال الفضاء وهو قطاع قائم الذات مثل صناعات الطيران والسيارات والتكنولوجيات الفلاحية وغيرها. لذلك، ورغم الصعوبات التي تمر بها تونس، يمكن الاستثمار في صناعة الفضاء كسائر القطاعات والاستفادة من العائدات المادية ومن التشغيل للكفاءات التونسية داخل البلاد.. إلخ.
إن قطاع الفضاء يشهد اليوم تحولات كبرى على مستوى العالم، وتوجد فرص عديدة يمكن لتونس استغلالها كما تفعل دول أخرى كجنوب إفريقيا، وكينيا ومصر. وببساطة، الاستثمار في الفضاء اليوم يعني الاستثمار في مستقبل تونس وفي الأجيال القادمة.

نجاحكم في الفوز بإطلاق أول قمر صناعي تعليمي العام المقبل يسلط الضوء على الكفاءات التونسية في الخارج.. هل نواجه مزيداً من خسارة هذه الكفاءات التي ينجح الخارج في استقطابها؟
بصراحة، لا أعتبر هجرة الأدمغة بمثابة خسارة مطلقة، إذ إنه بفضل تكنولوجيات الاتصال الحديثة، صار من الممكن للكفاءات التونسية بالخارج إفادة بلدها والمساهمة في تحقيق إنجازات تاريخية وغير مسبوقة عبر التعاون عن بُعد مع الكفاءات والخبراء بتونس؛ فما يقارب نصف فريق العمل لمشروع القمر الصناعي التعليمي “تونس سات 1” مكون من تونسيين مقيمين في بلجيكا وألمانيا وفرنسا ويقدمون إضافة كبيرة من خلال تجاربهم المهنية بوكالات فضاء وشركات متعددة لصناعات الفضاء.

ما مشاريعكم المستقبلية المهتمة بمجال الفضاء؟
لدينا عدد كبير من المشاريع التي يتم الإعداد لها مع أعضائنا الذين تجاوز عددهم 400 والمقيمين في 4 قارات، ومن أبرز هذه المشاريع هي مهمة تونس للقمر سنة 2033 والتي سنعمل على تحقيقها عبر عدد من المهمات الفضائية التي تسبقها لتطوير تكنولوجيا الفضاء، وبناء قدرات تونس في هذا المجال، حيث سيتم الإفصاح عن بقية المشاريع للعموم في الوقت المناسب.

ما الجهات الداعمة للجمعية ولمشروع القمر الصناعي؟ وهل تعملون تحت إطار القطاع الحكومي أم الخاص؟
الجمعية التونسية للفضاء هي مؤسسة غير حكومية، غير ربحية، مستقلة عن أي مؤسسة أخرى، ولا توجد أي جهات داعمة لها، فنحن نتعاون مع مؤسسات أخرى من داخل ومن خارج تونس في إطار مشاريع واضحة ومحددة وذات اهتمام وفائدة مشتركة لجميع الأطراف.

هل تتعاونون مع جهات غير تونسية في تبادل ونقل التجارب؟
حالياً نعمل مع وكالة الفضاء اليابانية على نقل الخبرات في هندسة الفضاء، لكن فريق الجمعية التونسية للفضاء مشكل في جزء منه من خبراء في هذا المجال، مما يسهل التعاون مع مؤسسات عالمية كوكالات الفضاء ومراكز البحوث الكبرى ومنظمات قارية كالاتحاد الإفريقي ودولية كمنظمة الأمم المتحدة.

في أغلب دول العالم، بما فيها الدول الكبرى كالولايات المتحدة، يخضع قطاع الفضاء للمؤسسة العسكرية بسبب حساسية هذا القطاع في المسائل المتعلقة بالأمن القومي.. كيف تجاوزتم هذه المسألة؟
يتم التنسيق باستمرار مع وزارة الدفاع الوطني في تونس بخصوص عدد من مشاريع الجمعية التونسية للفضاء وشركائها.

ما هي رسالتكم للشباب التونسي الذي يمتلك طموحات علمية وتقنية؟
واجبنا هو العمل على توفير فرص جديدة لكم في تونس في مجال التكنولوجيات المتقدمة وخاصة تكنولوجيا الفضاء، ونحن نرحب بكم للمشاركة معنا في مشاريعنا المتعددة التي تخص كل المجالات تقريبا وتندرج ضمن 4 محاور اهتمام أساسية: تكنولوجيا الفضاء، وتطبيقات الفضاء، واستكشاف الفضاء، وقوانين وسياسات الفضاء.
نحن نشجعكم أيضا على التشبث بأحلامكم وطموحاتكم، والمساهمة في بناء قدرات بلدكم حتى في صورة مغادرتكم لأرض الوطن للتطوير من مهاراتكم ومعارفكم الذاتية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here