نصرالدين السويلمي
لم يكن سالم الابيض بهذه الخفة وهذه الركاكة في التلميح، حين كان في الوزارة أو لنقل قبل ان ينفصل رفاقه عن الجبهة الشعبية ويلتحق بهم في حركة الشعب، اذكر انه شرع في رحلة السقوط حين بدأ في تبرير جرائم سفاح الشام، تحت ضغط رفاقه، ثم واصل الانحدار الى ان وصل الى هذا الغمز الطفولي، يحاول اثارة خصومه بلقطات صبيانية موغلة في البداوة “التهنتيلية” مازال سالم الأبيض “ينقش” ثم يعود الى المقر المركزي ليسأل انصار الحركة “شنو رايكم في النقشة” فيهللون” الله يا سالم عطيتهالهم لا تقرا لا تكتب” يهتف أحدهم من آخر القاعة “عاش الزعيم أبو خالد..” يردد الجمع “عاش عاش عاش”!!! مازال تركيزهم مع الزعيم الخالد، مازالوا خارج التغطية السياسية التونسية، مازالوا في حدود 67 بينهم وبين 2019 مسيرة 5 آلاف اوقية من الذكاء و10 آلاف قنطارا من المراجعات و70ألف من الإبل المحملة بروح العصر “ويا ربي”.
عاشت الجبهة الشعبية منذ ولادتها على جنازة شكري بالعيد، الى أن أصابتها نيران صديقة خلال الاقتتال بين الرفيق الوطدي والرفيق البوكتي، فاردتها !ّ رحمها الله.. كانوا قيادات الجبهة يعيشون جنازة يتنفسون جنازة يقتاتون جنازة ينتخبون جنازة يبطشون بالجنازة، كانوا في بعض الأحيان يعيرون جنازتهم للأحزاب اليسارية الأخرى وحتى التجمعية لتقتات عليها ثم تردها إليهم.
وهاهي حركة الشعب تستنسخ جنازة اخرى، ليست لشخصية تونسية ماتت لتوها بنيران صديقة، بل لشخصية مصرية ماتت سنة 70 من القرن الماضي من الالفية الماضية! يستعملون صورتها في استدراج زعيم الحزب الأول ، حتى إذا التقطوا له الصورة اطلقوا العنان للأفراح والاحتفالات، ثم وعشية فوز الرجل برئاسة برلمان تونس، يذكرونه بــ26 شارع جمال عبد الناصر…
هو يحاورهم على سبل تسيير الدولة وهم يلتقطون له الصور تحت صورة الزعيم!!!! هو يصعد إلى قيادة البرلمان وهم يذكرونه بشارع الزعيم رقم 26!!! لحاصيلو حركة تعمل 26 كيف! عفوا 66 كيف.