دراسة دولية: حجم مُفزع لتهميش الشباب في تونس

23
دراسة دولية: حجم مُفزع لتهميش الشباب في تونس والجهاد “حلّ” لدى البعض
دراسة دولية: حجم مُفزع لتهميش الشباب في تونس والجهاد “حلّ” لدى البعض

افريقيا برستونس. أصدرت نهاية العام الفارط منظمة انترناشونال الرت – تونس وهي منظمة دولية غير حكومية تنشط في حقل البحوث والدراسات الاقتصادية والاجتماعية وتركز على مجابهة ظواهر الفقر والهشاشة الاجتماعية، دراسة استندت الى عمل احصائي ميداني تم اجراؤه في معتمديات تطاوين الشّمالية والقصرين الشّمالية ودوار هيشر.

وتعلق عمل المنظمة بعينة تمثيلية من الشباب في سياق تقييم أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية وفق مقاربة كمية ونوعية انبنت على منهج مقارنة لاستقراء التّشابهات والتمايزات التي تحكم مسارات وتمثّلات الشباب في الهوامش الحضرية القريبة من العاصمة والحضرية أو شبه الحضرية البعيدة عن المركز والواقعة على التخوم الحدودية علما انه وحسب تعداد السكان لسنة 2014 يبلغ عدد سكان معتمدية دوار هيشر 84090 ساكنا والقصرين الشمالية 65322 ساكنا وتطاوين الشمالية 61431 ساكنا.

واكدت منظمة “انترناشونال الرت – تونس” ان الشباب أضحى احد اهتمامات الدراسات الاجتماعية في تونس خاصة منذ 2011 وانه بالإضافة إلى ثقل وزنه الديمغرافي، تعتبر شواغل الشباب والبطالة التي تحكم فئات واسعة منه هاجسا تتزايد حدته وآثاره في ظل غياب حلول سياسية واقتصادية ناجعة وفعالة تخفف من وطأة وآثار ما يعيش.

وأبرزت المنظمة في بحثها الميداني ان البطالة تعدّ أحد أهم المخاطر التي تهدد الشباب حسب أفراد العيّنة وانها تشمل 62.4 بالمائة من شباب تطاوين الشّمالية و 40 بالمائة تقريبا من شباب كل من دوار هيشر والقصرين الشّمالية لافتة الى ان ارتفاع الخوف من البطالة سيما في تطاوين الشّمالية قد يكون في علاقة بالوضع الذي تشهده ليبيا والى ان الإدمان يأتي في المرتبة الثّانية من شواغله مبرزة ان 27.6 بالمائة من الشباب في القصرين و26.1 بالمائة في دوار هيشر اقرّ بذلك.

وحسب الدراسة تنخفض هذه النسبة إلى حدود 18.4 بالمائة في تطاوين الشّمالية التي يعتبر 4.6 بالمائة من أفراد عينتها فقط أنّ الإرهاب يمكن أنّ يشكل خطرا وتأتي الحرقة عندهم في المرتبة الثالثة بنسبة 12.5 بالمائة. ويختلف الأمر بالنسبة للقصرين الشّمالية بواقع 18.1 بالمائة بالنسبة للإرهاب و2.9 بالمائة بالنسبة للحرقة . أما في دوار هيشرفهناك 10.9 بالمائة بالنسبة للإرهاب و6.4 بالمائة بالنسبة للحرقة.

واشارت الدراسة الى انه يمكن اعتبار النسب المتعلقة بالإجرام كأحد المخاطر مقرة بانها تناهز في دوار هيشر 15.2 بالمائة وفي القصرين الشّمالية 12.6 بالمائة وانها تنعدم تقريبا في تطاوين الشّمالية.

وتمثّل الهجرة غير النظامية (الحرقة) الممارسة الأكثر شيوعا في جميع المناطق حيث صرّح 82.4 بالمائة من المستجوبين في دوار هيشر معرفتهم بشباب قاموا بذلك. وتبلغ هذه النسبة 81.2 بالمائة في تطاوين الشّمالية و68.2 بالمائة في القصرين الشّمالية. وإضافة لاحتلالها المرتبة الأولى في الهجرة غير النّظامية تتميّز منطقة دوار هيشر بارتفاع نسبة من اقروا بمعرفتهم شباب تحولوا للجهاد في بلد آخر (64.6 بالمائة) مقابل 117.1 بالمائة في القصرين و30.7 بالمائة في تطاوين الشّمالية. ويؤشر ذلك على تلازم ظاهرتي الهجرة غير النّظامية والجهاد في تمثّلات الشباب.

وبالنسبة لمن لا يوافقون على اعتبار الجهاد فرضا دينيا أساسيا في كلّ مناطق الدراسة بلغت هذه النسبة 63.6 بالمائة في تطاوين الشّمالية و56 بالمائة في كلّ من القصرين الشمالية ودوار هيشر مع الاشارة الى أنّ نسبة من يعتبرون الجهاد فرضا دينيا فاقت 43 بالمائة .

وعند البحث في تقاطعات مع الفئة العمرية سُجّلت في دوار هيشر فوارق ذات دلالة إحصائية حيث يرتفع الرأي القائل بأنّ الجهاد هو فرض ديني أساسي إذ يبلغ من يقرون بذلك 18,4 % لدى فئة 18-19 سنة و37.4 بالمائة لدى فئة 20-24 سنة و43.5 بالمائة لدى فئة 30-34 سنة ف 58.2 بالمائة لمن تتجاوز اعمارهم 34 سنة.

ويحيل ذلك حسب الدراسة إلى تطور العلاقة بالدين مع عامل السن في علاقة مع تغيّر الوضعية الاجتماعية والعائلية. وجرت ملاحظة نفس الاتجاه بالنسبة لعينة القصرين الشّمالية مع اختلاف طفيف في النسب.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here