“عرض نيوتراد” للفرقة الوطنية للموسيقى: براعة في المراوحة بين الموسيقى التونسية الأصيلة والموسيقى الغربية

13
"عرض نيوتراد" للفرقة الوطنية للموسيقى: براعة في المراوحة بين الموسيقى التونسية الأصيلة والموسيقى الغربية

أفريقيا برستونس. تزامنا مع عودة الحياة الثقافية بعد التحسّن الملحوظ في الوضع الصحي بالبلاد، استهلّت الفرقة الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو محمد الأسود موسمها الثقافي الحالي بعرض يحمل عنوان “نيوتراد” من إنتاج مسرح الأوبرا، وتمّ تقديمه لجمهور متعطّش للحفلات الموسيقية، مساء يوم السبت بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي.

عودة الحياة الثقافية، بعد شبه ركود امتدّ لأكثر من سنة ونصف، استبشر لها الموسيقيون والفنانون الذين أثثوا الحفل، إذ عبّر المايسترو محمد الأسود في مفتتح هذا العرض عن سعادته باستئناف الأنشطة الثقافية وعودة الجمهور لمواكبة العروض الحية”.

وتألّف عرض “نيوتراد” الذي دام حوالي 70 دقيقة من جزأين، وقد أمّن عازف الكلارينات إسكندر بن عبيد الجزء الأول من الحفل، مقدّما مزيجا من الموسيقى الغربية (الجاز) والموسيقى الشرقية العربية والتركية. وصاحبه في هذه الموسيقى عازف البيانو عمر الواعر، فشكّل مع الموسيقى المنبعثة من آلات عازفي الفرقة الوطنية للموسيقى تزاوجا بارعا بين موسيقى الجاز والبلوز والموسيقى العربية، فكشفت الموسيقى للحاضرين عن مدى سحر تآلف أنغامها وعمقها الإنساني.

وفسح إسكندر بن عبيد المجال لعازف الناي كمال التاغوتي الذي قدّم مقاطع موسيقية من الموروث الوطني التونسي بعد أن أضفى عليها نَفَسًا موسيقيا معاصرا، فكانت الألحان متجدّدة في الإيقاع والآلات الموسيقية، مع المحافظة على الجذور الأصلية للنغم. ولذلك كان عنوان العرض “Néotrad” مُستوحى من التجديد في الموسيقى الأصيلة، وفق ما أفاد (وات) كمال التاغوتي، مُضيفا أن التجديد الذي تمّ إدخاله على الموسيقى الأصلية لم يغيّر من طابعها الجذري.

وشارك في تأثيث الجزء الثاني من العرض الفنانان محمد علي شبيل و محمد العايدي اللذان شنفا أسماع الحاضرين بأغاني من التراث على غرار “نّوه” و”وصية” و”حبيبة” و”خيال قتيل”.

لقد أثبت هذا التزاوج البارع بين الموسيقى التونسية الأصيلة والموسيقى الغربية أن الموسيقى لا حدود لها ويمكن أن تُساهم في نشر الموروث الوطني في العالم والتعريف به خارج حدود الوطن.

وأُقيم عرض “نيوتراد” للفرقة الوطنية للموسيقى وسط تطبيق صارم للبروتوكول الصحي من تباعد بين الأفراد وارتداء للكمامات طيلة العرض، مع الحرص على ضرورة استظهار الحاضرين بشهادة تلقيح ضدّ فيروس كورونا.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here