حرفيون من نابل يسعون الى ادراج تقنية الرسم تحت البلور في صناعاتهم التقليدية

16
حرفيون من نابل يسعون الى ادراج تقنية الرسم تحت البلور في صناعاتهم التقليدية
حرفيون من نابل يسعون الى ادراج تقنية الرسم تحت البلور في صناعاتهم التقليدية

أفريقيا برس – تونس. يعود فن الرسم على البلور الى القرن ال14 وقد تطور في ايطاليا وألمانيا ووصل إلى أوروبا الغربية وانتشر في كامل حوض البحر المتوسط، وفي ولاية نابل، يسعى عدد هام من الحرفيين إلى إدخال هذه التقنية على منتجات الصناعات التقليدية المميزة للجهة.

ومن المنتجات التى يسعى الحرفيون الى تطويرها وادراج تقنية الرسم على البلور في تزويقها، الأواني والتحف الفخارية، والخزف الصناعي والتقليدي والحجارة المنقوشة والأبواب والشبابيك من الحديد، اضافة الى الموبيليا والملابس والأقمشة المطرزة، وذلك خاصة في مدينة نابل والحمامات ودار شعبان الفهري وقليبية.

“الرسم على البلور”، و”الرسم تحت البلور” تقنية تتطلب دراية بجملة من التفاصيل التى يستوجب اكتسابها تدريبا خاصا، وهو ما يوفره مركز التصميم بنابل من بين جملة من التقنيات الاخرى المرتبطة بالصناعات التقليدية، فبالقرب من منتزه سيدي سليمان بمدينة نابل، تأسر أنظارك بناية صغيرة باقواس كبيرة، يفوح من بابها التقليدي الأصفر المزخرف رائحة الزهر المميز لولاية نابل وتستقبلك أغاني عصفورة الشرق “فيروز” كأنها تدعوك للدخول دون استئذان

لوحات مزركشة بألوان زاهية مرتبة بالتوازي تبرز جمال اللبسة التقليدية “الحمامية” ولوحات من البلور مختلفة الاشكال، وفي ركن من أركان الورشة، يستوقفك السكون والتركيز التام لعدد المتدربين في مجال الرسم تحت البلور، يبحثون عن رسم أحلامهم بأناملهم الذهبية وبفرشاتهم البسيطة، وابرز ما يجلب الانتباه اختلاف اعمارهم وأجناسهم فهم من فئة الشباب وكهول والشيوخ من نساء ورجال، وايضا اختلاف اختصاصات عملهم (بيع الملابس، بيع مستلزمات الاعراس، تصميم الازياء، الدراسة …)، لكن ما يجمعهم، حب الابتكار والخلق والابداع.

في أخر الورشة، وبابتسامة جميلة هادئة، في جو ناعم لطيف بفعل نسمات البحر المجاور للمركز، تستهل نبيلة بن خليفة (في الاربعين من العمر وصاحبة محل لبيع الملابس الجاهزة بمدينة نابل) حديثها ل”وات” قائلة “عشقي .. هوايتي .. لكل ماهو فن وألوان ورسم”، تحدثت بكل ثقة في النفس عن شغفها بهوايتها وهو ما دفعها الى المشاركة في الدورة التكوينية، خاصة وان مجال عملها مخالف تماما لموضوع الدورة.

تتناول نبيلة الفرشاة بأناملها كأنها خبيرة في المجال، رغم ان تجربتها جديدة (في اليوم الثامن من التكوين)، ترسم باستعمال الالوان أشكال هندسية متنوعة ومختلفة، لتخرج بلوحة متجانسة سر جمالها الإحساس الفني وعشق التجربة.

بالقرب من نبيلة، يلفت نظرك كهل أبيض الشعر يتلقى بدوره التكوين في الورشة، يدمج بشغف الألوان من علب محيطة به، ليخلق صورة ومعاني تتماشى وتصوراته، فسليم عياد، حرفي مختص في الرسم على جميع المحامل، وهو صاحب مشروع لبيع مستلزمات العرائس، يعتبر الدورة التدريبية جد هامة بالنسبة إليه خاصة وانه قرر إحداث تغييرات على نمط عمله.

من جانبها، قالت الحرفية سميرة الحجري (53 سنة) وهي مصممة أزياء منذ 30 سنة ومختصة في تطوير اللبسة التقليدية المميزة لمدينة الحمامات، انها تطمح الى تطوير مجال عملها ليصبح متماشيا مع الموضة الجديدة، في حين ارادت الحرفية نادية القابسي (43 سنة) والمختصة في الرسم على البلور والحرير منذ 10 سنوات أكتساب تقنيات جديدة في المجال تخدم مجال عملها، في حين اقبلت الطالبة مريم المدب على الدورة التكوينية للحصول على شهادة مشاركة واضافتها لسيرتها الذاتية رغم أن تكوينها في مجال الكيمياء.

وبين مدرب الدورة التكوينية, لطفي بوغزالة وهو حرفي مختص في الرسم تحت البلور، أن تقنية الرسم خلف البلور، تقنية قديمة مستوحاة من محامل “الكوليغراف” من الخط العربي والأساطير القديمة، وأشار إلى أن المواد الأولوية الخاصة بالرسم على البلور غير باهضة وفي متناول الجميع، إلا أن استعمال هذه التقنية بقي محدودا نظرا لضعف اليد العاملة المختصة أمام عزوف الشباب عليها، مؤكدا أن هذه الحرفة التى يمتهنها منذ قرابة ال20 سنة، تتطلب الصبر وتكسب الثقة في النفس.

يشار الى ان عدد المنتفعين بالدورات التكوينية المبرمجة من قبل مركز التصميم بنابل خلال السنة الحالية يناهز ال300 منتفع وقد احدث مركز التصميم سنة 2018 وهو مسير من قبل جمعية “فن الطاولة” بالتعاون مع المندوبية الجهوية للديوان الوطني للصناعات التقليدية بنابل ويعني بتقديم خدمات في مجال الابتكار والتصميم والصناعات التقليدية، وفق تصريح المندوبة الجهوية المساعدة للصناعات التقليدية والكاتبة العامة لجمعية “فنّ الطاولة” سناء منصور الزين ل(وات).

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here