برنامج على قناة التاسعة يسقط في السباب والشتائم

يبدو أن هوس المنافسة بين القنوات الخاصة والرغبة في جذب المشاهدين بكل الطرق أفقد قنوات تونسية مهنيتها، ومنها القناة “التاسعة”. فمنذ بداية شبكتها الجديدة في أيلول/سبتمبر الماضي لاحظ المتابعون للمشهد الإعلامي التونسي أن البرنامج السياسي الذي تقدمه القناة يعتمد أساساً سياسة الاستفزاز للضيوف من خلال الحدة التي يتعامل بها الإعلامي محمد بوغلاب مع ضيوف برنامج “الموعد”، وهو برنامج سياسي يومي.

آخر فصول ذلك ما حصل الثلاثاء مع البرلماني ورئيس حزب حركة الشعب القومي الناصري، زهير المغزاوي، إذ حصل تلاسن بين المغزاوي وبوغلاب حول التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وصل إلى حدّ السباب من قبيل “أنت لست رجلاً” وغيرها من النعوت التي أثارت اشمئزاز المشاهدين واعتبرها البعض نوعًا من الإسفاف والسقوط الأخلاقي لا لشيء إلا لرفع نسب المشاهدة.

وغادر زهير المغزاوي البرنامج غاضباً، بينما سحبت إدارة القناة فيديو التلاسن من موقعها بعد نشره. وليست تلك المرة الأولى. إذ حصل قبل ذلك مع رئيسة حزب الحركة الدستورية، عبير موسى، التي دخلت في مشادة كلامية مع بوغلاب، وأعلنت بعدها أنه هددها بالاعتداء عليها جسدياً مما دفع أنصار الحزب إلى التجمع أمام مقر قناة “التاسعة” مندّدين بما فعله بوغلاب.

من جهتها قالت المحامية سنية الدهماني في تصريح لإذاعة ” ifm” أن الإعلامي محمد بوغلاب إعلامي مستفز للغاية وذلك في تعليقها على المشاجرة بين زهير المغزاوي ومحمد بوغلاب “. وأضافت سنية الدهماني ” لقد وصل الأمر إلى “الرجولية” وهذا غير مقبول في وسائل الإعلام”.وأكدت سنية الدهماني أن محمد بوغلاب أصبح يستغل استفزاز ” الضيوف وديما يعارك” للحصول على ” البوز”.

وأفقد التنافس التلفزيوني الكثير من القنوات الخاصة مرجعيّتها المهنية وجعلها لا تفكر إلا في الغنائم المالية على حساب العمل الصحافي الجاد، وهو ما دفع الكثيرين في مواقع التواصل الاجتماعي، ليلة أمس، إلى مطالبة الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) بالتدخل والقيام بدورها التعديلي الذي ينص عليه القانون المنظم لعملها.