بينها تونس والجزائر.. أرباح السياحة المتوسطية تحت رحمة الحر والحرائق

6
بينها تونس والجزائر.. أرباح السياحة المتوسطية تحت رحمة الحر والحرائق
بينها تونس والجزائر.. أرباح السياحة المتوسطية تحت رحمة الحر والحرائق

أفريقيا برس – تونس. من اليونان وإيطاليا وإسبانيا إلى الجزائر وتونس، تلتهم موجة الحر وحرائق الغابات إيرادات عدد من الدول المتوسطية المعتمدة كثيراً على أرباح قطاع السياحة الحيوي في موسم الصيف والعطلات.

ووفقاً لتقرير أوردته “أسوشييتد برس” اليوم السبت، خسرت اليونان وإيطاليا والجزائر وتونس مجتمعة أكثر من 1350 كيلومتراً مربعاً (520 ميلاً مربعاً) بسبب الحرائق التي أثرت على 120 ألف شخص في أواخر يوليو/تموز، بحسب تقديرات الاتحاد الأوروبي، فيما تتوقع اليونان المزيد من درجات الحرارة الشديدة في الأيام المقبلة.

في جزيرة رودس اليونانية، انتزع السياح في فندق ساحلي دلاء من مياه المسبح ومناشف رطبة مع اقتراب ألسنة اللهب، واندفعوا لمساعدة الموظفين والسكان المحليين على إطفاء إحدى حرائق الغابات التي تهدد مناطق البحر الأبيض المتوسط خلال موجات الحر الأخيرة.

قالت إيلينا كوروستيليفا من بريطانيا، التي كانت تقضي إجازتها في فندق “ليندوس ميموريز”، إن جهد الفريق السريع يعني أنه “بحلول الوقت الذي جاءت فيه فرقة الإطفاء، جرى التعامل مع معظم الحريق بالفعل”. وفي صباح اليوم التالي، قطع بعض الضيوف غير المستقرين إجازتهم القصيرة، لكن معظمهم ظلوا في المنتجع.

الجزيرة اليونانية المعروفة بشواطئها البراقة والمواقع القديمة تحاول تضميد جروحها بعد 11 يوماً من حرائق الغابات المدمرة الشهر الفائت. وبعد إجلاء آلاف الأشخاص خلال ذروة موسم السفر، تدرس رودس مدى تأثير الأزمة في قطاع السياحة الحيوي الذي يغذي معظم اقتصادها وحوالي 20% من اقتصاد اليونان ككل.

في السياق، قالت روزا ماريا لوبيز، عمدة قرية فيلارديسيرفوس الواقعة في جزء من شمال غربي إسبانيا الذي ألحقت به الحرائق أضراراً فادحة الصيف الماضي، إن المتنزهين ما زالوا يأتون، مضيفة: “من المؤكد أن السياحة ستعاني في السنوات القليلة المقبلة. ففي مسارات المشي لا توجد أشجار، لكن هذه المنطقة لا تزال تحظى بتقدير كبير من السياح رغم كل شيء، وسيتعين علينا التكيّف”.

وطاردت الحرائق السياح في المناطق المتضررة بشدة من اليونان وإيطاليا. وقال أوليفييه بونتي، نائب رئيس التخطيط في “فوروردكيز” ForwardKeys، وهي شركة بيانات سفر تتمتع بإمكانية الوصول إلى بيانات تذاكر صناعة الطيران، إن رودس شهدت إلغاءً جماعياً للرحلات الجوية، وكان الاتجاه مشابها في صقلية.

وفي حين أن السفر إلى اليونان بشكل عام لم يتضرر بشدة، فإن إيطاليا ليست محظوظة. فقد قال الخبير إن حرائق الغابات “تسببت في تباطؤ الحجوزات للعديد من الوجهات الإيطالية، حتى في الأماكن غير القريبة من الحرائق”، مشيراً إلى انخفاض لافت في روما في الأسبوع الأخير من يوليو المنصرم.

الحرارة المرتفعة من العوامل المنفرة للسائحين

وحتى من دون اندلاع ألسنة اللهب، يمكن أن تكون حرارة الصيف التي تشتد بسبب تغير المناخ بمثابة عامل منفّر للمسافرين، حيث يشعر أصحاب الفنادق بالقلق في مدينة بينيدورم الساحلية في جنوب شرق إسبانيا، وهي مدينة مفضلة منذ مدة طويلة للسياح البريطانيين والاسكندنافيين.

وفي هذا الإطار، يقول أنطونيو مايور، رئيس اتحاد الفنادق والسياحة في منطقة فالنسيا التي تضم بينيدورم: “إذا تكررت موجات الحر كل صيف، فسيكون التأثير على اقتصادنا كبيرا، إذ يتركز نشاطنا في أشهر الصيف الثلاثة”. وقد يعني هذا أن السياح سيتجهون شمالاً إلى الدول الاسكندنافية أو المملكة المتحدة بدلاً من ذلك.

عروضات لتحفيز السائحين والتعويض عليهم

وقد تضررت الحجوزات الجديدة للسفر في المستقبل إلى رودس، حيث انخفضت بنسبة 76% في الأسبوع الذي بدأ في 17 يوليو، عندما اندلعت الحرائق. وبالنسبة لليونان ككل، تراجعت الحجوزات بنسبة 10%.

وفي حين أن بعض المشغلين البريطانيين الرئيسيين ألغوا لفترة وجيزة جميع رحلات رودس والعطلات، وعرضوا رد المبالغ للأشخاص الذين حجزوا في المناطق المنكوبة بالحرائق، استمرت شركات الطيران الأخرى ذات الميزانية المحدودة في تقديم المقاعد.

وفي ألمانيا، تقدم شركة السفر الرائدة “تي يو آي” TUI مجدداً عروضاً لقضاء الإجازات في جميع أنحاء رودس، بعد أن توقفت عن نقل السياح إليها. وقال رئيسها التنفيذي سيباستيان إبيل لـ”وكالة الأنباء الألمانية” (د ب أ): “سيلحق المزيد من الضرر بسكان رودس إذا لم يأت المزيد من السياح إليها الآن بعد حرائق الغابات”.

وعرض رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس حافزاً إضافياً، حيث ظهر في برنامج “Good Morning Britain” على قناة “آي تي في” ITV هذا الأسبوع ليعد الأشخاص الذين أفسدت الحرائق عطلاتهم في رودس بأسبوع مجاني في الجزيرة خلال الربيع أو الخريف المقبل.

المصدر: أسوشييتد برس

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here