مهدي جمعة .. تكنوقراط دفعت به أزمات الثورة إلى الواجهة

83

لم يكن إسم مهدي جمعة، المترشح للانتخابات الرئاسية متداولا في المشهد السياسي قبل توليه حقيبة الصناعة في حكومة علي العريض (2013)، ولم يكن شخصية سياسية لافتة قبل طرح إسمه في إطار الحوار الوطني، وترؤسه حكومة “التكنوقراط”، التي خلفت حكومة “الترويكا”، بعد أزمة سياسية خانقة أججتها الاغتيالات السياسية في البلاد، واعتصام الرحيل الذي قادته المعارضة.

طرح اسم المهندس مهدي جمعة خلال مشاورات الحوار الوطني لقيادة الحكومة التي ستنظّم انتخابات سنة 2014، كان منعرجا حاسما في مسيرة الرجل السياسيّة، إذ فتحت تجربته القصيرة في الحكومة وعلى رأسها “شهيته” للعمل السياسي، حتى فهم من بعض “تحركاته” آنذاك، أنها خطوات للترشح لرئاسية 2014، وانقلاب على نتائج الحوار الوطني، وهو ما دفع مكونات من الرباعي الراعي للحوار، وعلى رأسها الإتحاد العام التونسي للشغل، للتحذير من أية خطوة في هذا الاتجاه.

وبعد انتخابات سنة 2014، وتسمية الحبيب الصيد على رأس الحكومة الجديدة، أسس مهدي جمعة مركز التفكير “تونس البدائل”، وقدّم في إطاره مجموعة من الدراسات تعلّقت بمختلف المجالات الحيوية في البلاد، بما عزّز الإعتقاد بأنه يريد لعب دور سياسي، حيث تناول مجالات الإصلاح التربوي والإنتاجية والتنمية الجهوية واللامركزية والإدماج الاجتماعي والتحولات الرقمية وغيرها من المواضيع الرامية إلى بلورة السياسات العمومية ورسم الاستراتجيات.

وفي شهر مارس 2017 استقال مهدي جمعة من مركز “تونس البدائل” ليعلن إثر ذلك عن تأسيس حزب “البديل التونسي”، الذي قال إنه سيكون “وسطيا واقعيا ووطنيا ديمقراطيا” وإنّه سيقدّم البدائل الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التي تحتاجها البلاد، بما يمكن من تغيير واقع التونسيين عبر صناديق الاقتراع وفي انتخابات ديمقراطية نزيهة.

يقدم مهدي جمعة نفسه لهذه الانتخابات الرئاسية على أنه يمثل “منظومة جديدة”، أي البديل، فلا هو من “السيستام” (النظام القائم) ولا ضده، ويعتبر نفسه مرشّحا ضدّ الفوضى التي تدمر البلاد ويريد إرجاع دولة القانون العادلة للشعب التونسي.

غير أن جمعة لطالما لاحقته اتهامات بخصوص خروقات في إبرام عدد من عقود الطاقة، وبشأن علاقات مشبوهة محتملة مع شركات بترولية عالمية، حيث أثير جدل واسع في الساحة السياسية وحتى في البرلمان، غير أن جمعة ما انفك ينفي ما يروج في هذا الاتجاه، ويعتبر أن الغاية من ذلك تشويهه ومنعه من لعب أي دور سياسي.

تحصّل المهدي جمعة على شهادة مهندس أول من المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس سنة 1988، وتولى بين 1990 و2003 خطة مسؤول مكتب دراسات في مجال الطيران والسكك الحديدية والصناعة.

وخلال سنتي 2003 و2004 اشتغل مديرا فنيا بشركة “بوليسترا وفيبراشوك”. كما عيّن مديرا فنيا بشركة “هوتشينسون” بين سنة 2004 و 2009.ولد مهدي جمعة في 21 أفريل 1962 بالمهدية، وهو متزوج وأب لخمسة أطفال.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here