تعيين أول رئيسة حكومة في تاريخ تونس

15
بين انتصار للمرأة وتجميل للانقلاب.. هكذا تفاعل التونسيون مع تكليف نجلاء بودن برئاسة الحكومة

بقلم: خالصة حمروني

افريقيا برستونس. بعد شهرين من الإجراءات الاستثنائية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية قيس سعيّد، تمّ يوم الأربعاء 29 سبتمبر 2021 تعيين نجلاء بودن رمضان رئيسة للحكومة. وبهذا التعيين تكون نجلاء بودن رمضان هي أوّل امرأة تتولّى منصب رئيسة حكومة في تاريخ تونس وفي المغرب العربي وأيضا بالعالم العربي.

وخلال لقائه بنجلاء بودن في قصر قرطاج، ذكّر سعيّد بالتدابير الاستثنائية التي تعيشها تونس، قائلاً: “قررت تكليفكم بتشكيل حكومة جديدة وسيكون هذا لأول مرة في تاريخ تونس..لأول مرة امرأة تتولى رئاسة الحكومة حتى نهاية التدابير الاستثنائية”.

وأضاف: ”سنعمل معا في المستقبل بإرادة وعزيمة ثابتة للقضاء على الفساد والفوضى التي عمّت الدولة في عديد المؤسسات، هناك صادقون وصادقات يعملون ليلاً نهاراً ولكن هناك أيضا من هم على نقيض هؤلاء يعملون على إسقاط الدولة.”

وتابع رئيس الجمهورية: ”نحن نتحمل اليوم مسؤولية تاريخية، وبالفعل هي لحظة تاريخية فلأول مرة امرأة تكون رئيسة للحكومة في تونس لا عضوا فيها فقط. هذا شرف لتونس وتكريم للمرأة التونسية. المرأة قادرة على القيادة بنفس القدر من النجاح والرؤية الواضحة”.

نجلاء بودن – رئيسة الحكومة التونسية

وحسب المعلومات المتوفرة المكلفة برئاسة الحكومة نجلاء بودن رمضان من مواليد 1958 أصيلة ولاية القيروان وهي أستاذة تعليم عالي في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس، مختصّة في علوم الجيولوجيا، تشغل حاليا خطّة مكلفة بتنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وقد تمّ تعيينها مديرة عامة مكلفة بالجودة بوزارة التعليم العالي سنة 2011، كما شغلت منصب رئيسة وحدة تصرف حسب الأهداف بالوزارة ذاتها، وكُلّفت بمهمة في ديوان وزير التعليم العالي السابق شهاب بودن سنة 2015.

وقد لاقى هذا التعيين الكثير من ردود الفعل البعض أشاد بالقرار والبعض الآخر تخوف من المصاعب التي قد تعترض بودن في الفترة القادمة. “أفريقيا برس” حاولت في هذا الملف متابعة بعض ردود الفعل عن هذا التعيين.

رمزية القرار

وليد جلاد – قيادي في حزب “تحيا تونس”

القيادي بحزب “تحيا تونس” وليد جلاد اعتبر أن تكليف امرأة بتشكيل حكومة أمر مهم ولكن الأهم أن يكون لديها برنامج اقتصادي واجتماعي لإنقاذ تونس من الأزمة، مشيرا إلى أن استناد رئيس الجمهورية قيس سعيّد على الأمر عدد 117 في تعيينها يطرح إشكالا.

وقال: “من المهم تكليف امرأة لرئاسة الحكومة وهي باحثة جيولوجية وتم تكريمها سابقا من قبل رئيس الجمهورية الراحل الباجي قائد السبسي. مهم جدا نظرا لكونها أستاذة جامعية وعالمة في الجيولوجيا، وكذلك بالنظر لرمزية اختيار امرأة لرئاسة الحكومة، ولكن الأهم هو أن يكون لديها برنامج متكامل اقتصادي واجتماعي لإنقاذ البلاد وأن يكون لديها رؤية للخروج من الأزمة الاقتصادية والمالية”.

وأضاف جلاد: “وأريد أن أحييها على شجاعتها لقبول هذا المنصب في ظرف اجتماعي واقتصادي دقيق جدا تمر به تونس وفي ظروف استثنائية حتى على المستوى السياسي ويوجد حديث عن الشرعية من عدمها خاصة أن تعيينها كان بمقتضى الأمر الرئاسي عدد 117 وهو ما يخلف مشكلا”.

سمير ديلو – قيادي مستقيل من حركة النهضة

من جهته اعتبر القيادي المستقيل من حركة النهضة سمير ديلو في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي أنّ تعيين نجلاء بودن رئيسة للحكومة لأوّل مرّة في تاريخ تونس “قرار يستوجب الإشادة”، منوهاً بأن رمزيّة تعيين امرأة في هذا المنصب “الرّفيع” مع تعليق الدّستور وتفرّد رئيس الجمهوريّة بصلاحيّات فرعونيّة، أمر مؤسف”، وفق قوله.

وقال ديلو: “استناد تعيينك للأمر 117 يجعل منه مخالفا للدّستور (المجنيّ عليه) ومن حكومتك: حكومة غير شرعيّة. ورغم كلّ ذلك أرجو لك النّجاح في خدمة التّونسيّين”.

وأضاف ديلو: “بودن ستجد نفسها أمام تحديات كبرى. من ذلك أنها ستترأس حكومة بلد يعيش اقتصادها صعوبات كبيرة وماليتها العموميّة في وضع لا يخفى على أحد وشارعها منقسم، ووضع صحي هش” وتساءل ديلو: “كيف لها أن تباشر مهامها رفقة فريقها الحكومي دون نيل الثّقة من مؤسّسة تشريعيّة منتخبة”.

وتابع ديلو: “الارتياح والفخر بأن تكون تونس سبّاقة دوما كلّما تعلّق الأمر بالتّمكين للمرأة وبتساوي الحظوظ يبقى مشوبا بمرارة أن يكون رئيسة حكومة بلد يعيش انقلابا على الشّرعيّة الدّستوريّة”.

أسامة الخليفي – رئيس الكتلة النيابية لحزب قلب تونس بالبرلمان

من جهته قال رئيس الكتلة النيابية لحزب قلب تونس بالبرلمان المجمّدة اختصاصاته أسامة الخليفي “إنه يتمنى كل التوفيق لرئيسة الحكومة المكلفة نجلاء بودن رمضان وأن تحظى بثقة البرلمان بعد تشكيل حكومتها وفق مقتضيات الفصل 89 من الدستور كي تصبح حكومتها شرعية”.

وعبر الخليفي عن أمله في أن تسارع رئيسة الحكومة المكلفة بعد توليها مهامها في اتخاذ الإجراءات الضرورية التي تحتاجها تونس في مجال الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية وأن تكون أولوياتها الاصلاحات في العمق وفق تقديره.

المرأة التونسية تستحق هذا المنصب

راضية الجربي – رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية

من جهتها قالت رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية راضية الجربي، في تعليقها على تكليف رئيس الجمهورية قيس سعيّد، نجلاء بودن بتشكيل الحكومة القادمة: “إن المرأة التونسية تستحق هذا المنصب” مؤكدة أن تونس استرجعت بريقها العربي إثر هذا التعيين.

واعتبرت الجربي أن تعيين نجلاء بودن كأول امرأة على رأس الحكومة التونسية، تتويج لنضالات التونسيات على مدى عقود من أجل المواطنة الكاملة والمساواة والوصول إلى مواقع القرار والمشاركة في إدارة الشأن العام.

وأفادت راضية الجربي بأن رئيس الدولة قيس سعيّد كرس بهذا التعيين ما طمأن به الاتحاد الوطني للمرأة التونسية في مستوى احترامه لحقوق النساء.

وعبرت رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية عن أملها في تجسيد رئيسة الحكومة المكلفة نجلاء بودن لمبدأ التناصف وضمانها لوصول النساء إلى مراكز صنع القرار في مختلف الوظائف العليا في الدولة التونسية.

نائلة الزغلامي – رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات

رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات نائلة الزغلامي ساندت هي الأخرى الجربي وقالت “إن تكليف رئيس الجمهورية قيس سعيّد امرأة بتشكيل الحكومة المقبلة هو مطلب طالبت به المنظمة منذ أول لقاء جمعها بالرئيس فضلا عن مطالبتهن بحكومة تناصف”.

وفي المقابل، شدّدت الزغلامي على أن الأهم من تكليف نجلاء بودن كأول امرأة في تاريخ تونس بتشكيل الحكومة هو البرنامج والصلاحيات والتركيبة.

 

فوزي الشرفي – رئيس حزب المسار

رئيس حزب المسار فوزي الشرفي، أكد في هذا السياق اعتزاز حزبه بتكليف امرأة بقيادة الحكومة الجديدة في تونس، وهي سابقة في تونس وفي العالم العربي وفق تعبيره.

وبين الشرفي أن هذه الخطوة التي أقرها رئيس الجمهورية تمثل نقطة إيجابية في مجال تكريس حقوق المرأة وتفعيل الدور الريادي لتونس في الدفاع عن حقوق المرأة واستثمار كفاءاتها معبراً عن أمله في نجاح رئيسة الحكومة المكلفة نجلاء بودن رمضان في قيادة الحكومة في هذا الظرف الصعب الذي تمر به البلاد اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.

ودعا أمين عام حزب المسار إلى أن تكون حكومة بودن حكومة إنقاذ تشكل من كفاءات قادرة على إنقاذ البلاد وتمكينها من تجاوز المشاكل التي تعيشها.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here