تونس… قابس تحتضن مهرجانا بيئيا يقاوم التلوث ويناصر قضايا البيئة في العالم

8
تونس... قابس تحتضن مهرجانا بيئيا يقاوم التلوث ويناصر قضايا البيئة في العالم
تونس... قابس تحتضن مهرجانا بيئيا يقاوم التلوث ويناصر قضايا البيئة في العالم

أفريقيا برس – تونس. في محافظة قابس في الجنوب الشرقي التونسي، حيث يمثّل التلوث الصناعي أكبر هاجس للسكان، ينتظم المهرجان الدولي للسينما البيئية في دورته الرابعة رافعا لواء الدفاع عن البيئة.

من دول عدة، قدم سينمائيون ومخرجون وممثلون للمشاركة في هذا المهرجان الذي تأسس سنة 2014 بهدف تسليط الضوء على مشاكل الواقع البيئي العالمي وقضايا التلوث ورفع منسوب الوعي بأهمية المحافظة على الطبيعة والبيئة.

ولم يكن اختيار محافظة قابس لتكون حاضنة لهذا المهرجان من قبيل الصدفة، فسكانها يعانون منذ عقود من مخلفات الأبخرة الكيميائية التي تسببت في انتشار الأمراض السرطانية حاصدة أرواح الأهالي شيبا وشبابا.

وسيتنافس نحو 30 فيلما سينمائيا من دول مختلفة تونسية وعربية وأجنبية في المسابقة الدولية الرسمية للمهرجان للفوز بلقب أفضل فيلم بيئي لسنة 2022 ضمن فعاليات هذه التظاهرة التي تنتظم من 20 إلى 23 مايو/أيار الجاري.

القضايا البيئية حاضرة بقوة

وفي تصريح لـ “سبوتنيك”، عبّر مدير المهرجان الدولي للسينما البيئية فؤاد كريّم، عن فرحته بعودة فعاليات المهرجان بعد غياب عن الجمهور جراء الجائحة الصحية. وأضاف:

ويؤكد كريّم أن الدورة الرابعة للمهرجان الذي يهتم بالأفلام السينمائية القصيرة ذات الصلة بالقضايا البيئية حظيت بحضور جماهيري مميز وباهتمام من دول العالم.

وتابع: “اخترنا السينما البيئية مناصرة لمحافظة قابس التي تُمثل إزالة التلوث مطلب سكانها الأساسي، فالمنطقة الصناعية قلبت محافظتنا رأسا على عقب، بعد أن كانت منارة سياحية متفردة، تتميز بواحة سياحية فريدة من نوعها، وببحر يمتد على طول كيلومترين من الرمال الممتدة، وبسياحة جبلية بربرية ومياه حرارية تستخدم للاستشفاء”.

ويأمل كريّم أن يُسهم هذا المهرجان في تعرية المشاكل البيئية التي أضحت تنغص حياة الأهالي وأن يُعرّف بقضية قابس ومختلف المدن التي ترزح تحت وطأة التلوث وأن ينشر الوعي بأهمية المحافظة على البيئة.

أفلام من رحم المعاناة

ويقول صالح الجدي وهو ممثل ومخرج تلفزيوني وسينمائي وعضو في لجنة تحكيم المهرجان وأحد مؤسسيه لـ “سبوتنيك”، إن هذه التظاهرة الثقافية الدولية تمثل منطلقا للتعريف بقضايا البيئة في العالم.

وذكر أن الأفلام التونسية المشاركة في المهرجان مستوحاة من رحم الواقع ومن مشاكل محافظة قابس وعلى رأسها التلوث والصيد العشوائي في خليجها الذي تحول إلى مكب لنفايات المصانع الكيميائية.

وأشاد الجدي بقدرة هذا المهرجان على البقاء والاستمرار رغم أن الأفلام السينمائية التي يقدمها ليست جماهيرية، قائلا: “الأفلام ذات الصبغة البيئية والعلمية والوثائقية لا تجد عادة جمهورا عريضا ولا يكتب لها النجاح، كما أن عقلية المحافظة على البيئة والطبيعة لم تستقر بعد في عقول الناس”.

وتابع: وذكر الجدي أن الناس صاروا يقبلون على السينما البيئية بعد أن بلغ التلوث منتهاه ولحق الضرر جميع المستويات الصحية والاجتماعية والاقتصادية، مضيفا “لا يهتم الناس بسد حفرة إلا حينما تتسبب في وفاة أحدهم، هكذا هو الحال بالنسبة لمحافظة قابس المنكوبة”.

وقال المخرج السينمائي إن المصيبة الأكبر هو أن الذين يدعمون الثقافة والسينما ماليا هم نفسهم المتهمون بإحداث التلوث، قائلا: “ومن المفارقة أن المتسبب في التلوث يُحجم عن دعم السينما البيئية تحديدا”.

وتساءل الجدي: “هل عجزت عقول الساسة عن إيجاد حلول صديقة للبيئة وبناء اقتصاد لا يضر الناس؟ من المضحك أن ما يجنيه العاملون في المصانع الكيميائية من أموال ينفقونه لاحقا لشراء الدواء”.

مشاركات من العالم

مهند ذياب، مخرج سينمائي قدم من جمهورية مصر العربية للمشاركة في فعاليات هذا المهرجان بفيلم من إنتاج وزارة التضامن الاجتماعي المصرية يحمل عنوان “ديارنا”.

يقول ذياب: “يتمحور الفيلم حول قرية تدعى “تونس” تقع في محافظة الفيوم في جمهورية مصر العربية.. حينما تشاهد هذه القرية تشعر وكأنك في أرض تونسية ولكنك ترى أيضا أناسا أبدعوا في تحويل مواد بيئية مثل الخوص والخزف إلى صناعات رائدة يقبل المصريون على شرائها بكثافة، ويشاركون بها في المعارض في مناطق عدة”.

وذكر ذياب أنه فخور جدا بالمشاركة في المهرجان الدولي للسينما البيئية في محافظة قابس خاصة وأنه يسلط الضوء على المواضيع البيئية وعلى نشر ثقافة الجمال والصناعات الطبيعية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here