إثر استقبال سعيد لزعيم البوليساريو.. المغرب يستدعي سفيره ويقاطع قمة تيكاد

53
إثر استقبال سعيد لزعيم البوليساريو.. المغرب يستدعي سفيره ويقاطع قمة تيكاد
إثر استقبال سعيد لزعيم البوليساريو.. المغرب يستدعي سفيره ويقاطع قمة تيكاد

أفريقيا برس – تونس. استدعى المغرب سفيره في تونس للتشاور، بعد أن استقبل الرئيس التونسي قيس سعيّد زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، الذي دُعي للمشاركة في القمة اليابانية الأفريقية للتنمية.

واستقبل الرئيس التونسي قيس سعيد في مطار قرطاج الأمين العام لجبهة البوليساريو الذي جاء للمشاركة في مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا، وخصه بلقاء مطول في بهو المطار وهو ما يعتبر حدثا اسثنائيا لم يقدم عليه أي رئيس تونسي من قبل.

وقالت الخارجية المغربية، الجمعة، في بيان إن المملكة قررت “عدم المشاركة في القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الأفريقي (تيكاد)… والاستدعاء الفوري لسفير صاحب الجلالة (محمد السادس) بتونس للتشاور”.

وذكر البيان أن القرار يأتي بعد أن “ضاعفت تونس مؤخرا من المواقف والتصرفات السلبية تجاه المملكة المغربية ومصالحها العليا”.

وأضاف أن تونس قررت “ضدا على رأي اليابان، وفي انتهاك لعملية الإعداد والقواعد المعمول بها، بشكل أحادي الجانب، دعوة الكيان الانفصالي”، في إشارة إلى جبهة البوليساريو.

وقالت الخارجية المغربية إن “الاستقبال الذي خصصه رئيس الدولة التونسية لزعيم المليشيا الانفصالية يعد عملا خطيرا وغير مسبوق، يسيء بشكل عميق إلى مشاعر الشعب المغربي، وقواه الحية”.

لكنها أضافت أن قرار عدم المشاركة في القمة والاستدعاء الفوري للسفير “لا يؤثر بأي شكل من الأشكال على الروابط القوية والمتينة القائمة بين الشعبين المغربي والتونسي”، كما “لا يشكك في تشبث المملكة المغربية بمصالح أفريقيا وعملها داخل الاتحاد الأفريقي، ولا في التزام المملكة في إطار تيكاد”.

وتستضيف تونس يومي السبت والأحد (27 و28 أغسطس/آب الجاري) مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا “تيكاد 8”.

ويدور نزاع منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو حول الصحراء الغربية التي تسيطر المملكة المغربية على نحو 80 بالمئة من مساحتها وتقترح منحها حكما ذاتيا، في حين تطالب البوليساريو بإجراء استفتاء لتقرير المصير.

والتقى ابراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو بالرئيس التونسي قيس سعيّد عقب وصوله الى تونس لحضور القمة الثامنة ل”مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في افريقيا” أو “تيكاد 8”.

وأفاد مصدر دبلوماسي مغربي لوكالة فرانس برس بأن الخطوة “جديدة وغير مقبولة وفوق كل هذا استفزازية بلا داع”، مضيفا “سمحت تونس لنفسها بإلحاق الضرر بقضية مقدسة لدى جميع المغاربة”.

وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يقوم فيه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بزيارة الى الجزائر، الخصم اللدود للمغرب والداعم للبوليساريو، تستغرق ثلاثة أيام وتهدف إلى توثيق العلاقات مع المستعمرة الفرنسية السابقة.

وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها زيارات غالي غضبا مغربيا. ففي نيسان/أبريل عام 2021 توجه غالي إلى اسبانيا للعلاج بعد إصابته بكوفيد-19، ما أثار خلافا دبلوماسيا استمر لعام بين اسبانيا والمملكة.

ولم ينته الخلاف إلا بعد أن أعلنت مدريد تخليها عن موقفها الحيادي المستمر منذ عقود بشأن الصحراء الغربية، وهي مستعمرة إسبانية سابقة، ودعمها لخطة المغرب بإقامة حكم ذاتي في الصحراء تحت سيادتها.

وبدأت الوفود بالوصول إلى تونس للمشاركة في مؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية في أفريقيا (تيكاد8) وسط إجراءات أمنية وتنظيمية مشددة في العاصمة.

ووصل تونس الجمعة وفال رامكالاون رئيس سيشيل ورئيس وزراء تنزانيا قاسم مجاليوا ورئيس جامبيا آداما بارو ووفد عن البنك الدولي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

واستقبلت الخميس رئيس الحكومة نجلاء بودن بمطار تونس قرطاج الدولي نائب رئيس جمهورية جنوب السودان حسين عبد الباقي أكول أجاني، ورئيس وزراء جمهورية الكونغو الديمقراطية جان ميشال سما لوكوندي.

كما استقبل وزير الخارجية عثمان الجرندي وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي.

وأفادت تقارير اعلامية بمشاركة رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي ووزيرة الخارجية نجلاء النقوش في المؤتمر.

ولم تعلن السلطات التونسية عن قائمة المشاركين في المؤتمر بشكل مسبق.

وعلى مدار أيام قبل المؤتمر شهدت الشوارع الرئيسية للعاصمة ومحيط قصر المؤتمرات الذي سيحتضن قمة رؤساء الدول والحكومات المشاركة في المؤتمر، حملات تنظيف وتهيئة واسعة.

وعلى طول شارع محمد الخامس المحاذي لقصر المؤتمرات ومدينة الثقافة تسطع الأنوار البنفسية ليلا من المصابيح المعلقة على أشجار النخيل بينما انتشرت الحواجز الحديدية ودوريات الأمن على طرفيه.

وأعلنت وزارة الداخلية التونسية عن إغلاق عدة شوارع محيطة بقصر المؤتمرات مدة المؤتمر لدواعي أمنية.

وتونس هي ثاني دولة أفريقية تستضيف مؤتمر “تيكاد”، بعد كينيا في 2016.

ونظمت حكومة اليابان قمة “تيكاد” في نسختها الأولى عام 1993 وشهدت باقي القمم مشاركة خمسة ‌أطراف منظمة وهي اليابان والأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية والبنك الدولي ومفوضية الاتحاد الأفريقي.

وتعتبر قمة “تيكاد” منتدى مفتوحا وشاملا يجمع كافة البلدان الأفريقية وشركاء التنمية، بما في ذلك المنظمات الدولية والإقليمية والبلدان المانحة والدول الآسيوية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني، التي تعمل في مجال التنمية في أفريقيا.

ومنذ اطلاقها نظمت قمة “تيكاد” كل خمس سنوات إلى حد سنة 2013 حين تقرر أن تقام كل ثلاث سنوات بالتداول بين اليابان وأفريقيا. ومنذ عام 2016، يجري تنظيم القمة بالتناوب بين اليابان وأفريقيا.

وشهدت آخر قمة في يوكوهاما في 2019 مشاركة أكثر من 10000 مشارك، بما في ذلك 42 زعيما أفريقيا و53 دولة و108 رؤساء منظمات دولية وإقليمية وممثلين عن المجتمع المدني والقطاع الخاص.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

1 تعليق

  1. مجرد تساؤل.
    هل جنا الملك على نفسه !!!؟؟؟
    ذكرني حال ملك المغرب اليوم بحال الكلبة براقش التي قتلها نباحها. الملك طلب من شركائه التقليديين والجدد توضيح مواقفهم بشكل لا يقبل التأويل.
    فجاءه الرد صاعقا بسرعة البرق وأوضح من الشمس وأصفى من دمع العين من المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية، إيزابيل رودريغيز و الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية جوزيب بوريل ووزيرة الخارجية الألمانية وأخيرا من رئس الجمهورية التونسية قيس سعيد.

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here