المعارضة تشكك في استدعاء السبسي للسفير الأمريكي

329
عماد الدائمي يقول أن السبسي دعا السفير الأمريكي لكن الأخير رفض القدوم للقصر

شككت المعارضة التونسية في خبر استدعاء الرئيس الباجي قائد السبسي للسفير الأمريكي لإبلاغه احتجاج تونس على قرار ترامب، مشيرة إلى أن الرئاسة التونسية لم تنشر فيديو أو صورة توثق القاء كما هي العادة في النشاطات الرئاسية، وهو ما دفع الرئاسة إلى اتهامها بالتشكيك في مؤسسات الدولة ومحاولة نشر «الفوضى» في البلاد.

وكان نور الدين بن تيشة المستشار السياسي للقائد السبسي، أكد أن الأخير استدعى الجمعة السفير الأمريكي دانيال روبنستين ليبلغه موقف تونس الرافض لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها.

وكتب سمير بن عمر رئيس الهيئة السياسية لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية على صفحته في موقع «فيسبوك» تحت عنوان «فضيحة غير مسبوقة لوسائل البروباغندا»: «الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية لا تتضمن أي خبر عن دعوة رئيس الجمهورية للسفير الأمريكي ولا تتضمن سوى نشاط رئاسي وحيد يتمثل في استقبال رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، يوم الجمعة بقصر قرطاج، وفدا عن حركة البعث يتقدّمه خليفة الفتايتي الأمين العام للحزب. و برغم ذلك تبث مختلف الإذاعات خبر دعوة الرئيس للسفير الأمريكي لتبليغه موقف تونس الرافض لقرار ترامب الأرعن بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وذلك في محاولة جديدة للتحايل على التونسيين وإيهامهم بالبطولات الوهمية لرئيس الجمهورية ومواقفه «المشرفة» من قضايا الأمة».

وأضاف عماد الدائمي نائب رئيس حزب «حراك تونس الإرادة»: «خبر استقبال الرئيس السبسي للسفير الأمريكي بتونس اليوم «لتبليغه رفض تونس لقرار ترامب» سري اليوم كالنار في الهشيم في المنابر الإعلامية المحلية والأجنبية (…) ولكن لم تحصل أية تغطية إعلامية للقاء المزعوم لا في أخبار الوطنية (التلفزيون الحكومي) ولا في الصحافة المكتوبة والإلكترونية ولا حتى في موقع رئاسة الجمهورية (الذي نشر نشاط الرئيس اليوم)».

وتابع : نظريا نحن أمام أحد الاحتمالات الأربعة:
1- لا صحة لخبر الاستدعاء وهو مجرد اختلاق من طرف بنتيشة ركوبا على موجة الاحتجاج الشعبي،
2- تمت دعوة السفير ورفض القدوم،
3- تم تأجيل الموعد لسبب مجهول،
4- تم الاتفاق على حجب صور الاجتماع ومضمونه (منطقيا بطلب من الأمريكان).

لذا من واجب رئاسة الجمهورية توضيح الموضوع فورا احتراما لذكاء التونسيين وكرامتهم.

وأشار الدائمي إلى أنه «في العرف الدبلوماسي دعوة سفير دولة أجنبية للتوبيخ أو لإبداء موقف صريح ضد سياسات دولته يكون من طرف وزارة الخارجية. ويحصل الاستقبال من طرف موظف وليس الوزير في صورة الموقف الحاد. وهو ما حصل في الماضي عندما تم استدعاء السفير التركي إلى وزارة الخارجية لتبليغ استكار تونس الشديد عبر موظف في الوزارة لتصريح مستنكر قام به وجدي غنيم المصري المقيم باسطنبول. وبالتالي فإن استقبال رئيس الجمهورية المفترض للسفير الأمريكي لتبليغه موقف تونس (إن حصل فعلا) يمكن أن يُطلق عليه: التكريم الاحتجاجي».

وعلّق فراس قفراش مستشار الرئيس التونسي على ابن عمر والدائمي عبر صفحته على «فيسبوك»، حيث كتب «قيادات حزب منصف المرزوقي لم تستوعب إلى اليوم أنّ نشر الإشاعات وبثّ البلبلة والتشكيك في مؤسسات الدولة ورموزها، لن يعيدهم إلى سلطة وصلوا إليها في غفلة من الزمان. آخر محاولاتهم (ولن تكون الأخيرة بالتأكيد) التشكيك بوقاحة في خبر استدعاء الرئيس الباجي قائد السبسي للسفير الأمريكي وتبليغه موقف تونس من قرار الإدارة الأمريكية نقل سفارتها إلى القدس، الخبر الذي تناقلته كل وسائل الإعلام المحلية والعربية وكبرى وكالات الأخبار العالمية وأثنت عليه كل الشعوب العربيّة من المحيط إلى الخليج، إلاّ رفاق المنصف المرزوقي فقد ساءهم الخبر وأقض مضاجعهم ولم يصدقوه».

وأضاف «ولأن القضيّة الفلسطينية هي قضيّته الشخصيّة التي دافع عنها بلا هوادة في المحافل الدُّوليّة (…)، ولأن موقف تونس من القضيّة الفلسطينية ظلّ ثابتا لا يتزعزع على مر السنين وغير قابل للمزايدات، فقد استدعى الباجي قائد السبسي، صباح الجمعة في قصر قرطاج، السفير الأمريكي وأبلغه موقف تونس شعبًا وحكومة ورئيسًا، إيمانًا منه بأن هذا الظرف العصيب الذي يمرّ به الشعب الفلسطيني يستوجب وقوف تونس المتجدد وتضامنها الكامل مع «شعب الجبارين» ودفاعها عن حقّه في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».

ونشر قفراش صورة للقاء الذي جمع قائد السبسي وروبنستين، مضيفا «اللقاء تمّ صباح الجمعة، وحضره الوزير مدير الديوان الرئاسي سليم العزابي والمستشارة الدبلوماسية للرئيس يسرى سويدان، ومن الجانب الأمريكي السفير ومستشاره، تم تداول الخبر من طرف كل وسائل الإعلام نقلا عن المستشار الأول للرئيس نور الدين بن تيشة، وفضّلنا الاكتفاء بهذا القدر من التغطية الإعلامية درءًا للمزايدات وابتعادًا عن توجيه الأنظار للشكل وتشويه المضمون».

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here