تجدد الاحتجاجات الليلية بتونس؛ هل تنذر بالانفجار؟

12
تجدد الاحتجاجات الليلية بتونس؛ هل تنذر بالانفجار؟
تجدد الاحتجاجات الليلية بتونس؛ هل تنذر بالانفجار؟

حلیمه بن نصر

أفريقيا برس – تونس. شغل حرية كرامة وطنية، يا مواطن يا مقهور زاد الفقر زاد الجوع” شعارات احتجاجية باتت ترفع باستمرار في تونس هذه الأيام وبلغت ذروتها مساء الأحد في مشهد مماثل لأيام اندلاع الثورة التونسية كانون الأول/ ديسمبر 2010.

وعرفت منطقة دوار هيشر بمحافظة منوبة ومنطقة مرناق من محافظة بن عروس، ومنطقة عقارب بمحافظة صفاقس احتجاجات ليلية ، مع احتجاج لأصحاب التاكسي الفردي، والمعلمين النواب وغيرهم، احتجاجات شارك بها المئات من المحتجين وتعالت الأصوات المطالبة بالتشغيل والتخفيض في الأسعار وتوفير المواد.

احتقان اجتماعي

وفي تعليق، قال الصحفي محمد الفوراتي إن “دلالة الاحتجاجات أنها تأتي في توقيت أزمة سياسية اقتصادية اجتماعية ، ومع ارتفاع غير مسبوق في الأسعار على اختلاف أنواعها وحتى في الأدوية”.

وأرجع الفوراتي عودة الاحتجاجات وتصاعدها أيضا إلى فقدان كبير للمواد وخاصة الأساسية منها على غرار السكر والقهوة، مع احتجاجات تطالب بالعمل، خصوصا وأن الدولة توقفت عن الانتدابات في الوظيفة العمومية هذه السنة، بحسب تعبيره.

وأضاف الفوراتي: “هناك شباب من أصحاب الشهائد العليا من المفروزين اجتماعيا طالت بطالتهم لسنوات طويلة جدا، فمنهم من لجأ حتى للهجرة غير الشرعية وبأعداد كبيرة”.

وعن إمكانية توسع أكثر للاحتجاجات، يرى الفوراتي: “بالنظر للأسباب الموجودة، نعم ويمكن أن تزداد سواء في الأيام القادمة خاصة وأن وضعية المالية العمومية والوضعية الاقتصادية للبلاد في تدهور يومي”.

بدوره، قال المحلل السياسي عبد اللطيف دربالة إن ” الاحتجاجات تأتي في ظلّ مناخ مشحون اجتماعيّا بفعل الأزمة الاقتصاديّة والماليّة للدولة وغلاء الأسعار وشعور متزايد لدى فئات شعبيّة واسعة بتراجع فادح في القدرة الشرائيّة والعجز عن توفير الضروريّات المعاشيّة”.

واستدرك المحلل قائلا: “لكنّها احتجاجات تتغذّى من تلك المشاعر ولا تترجمها أو تتولّد عنها حتّى الآن.. لأنّ الاحتجاجات المتواترة هي ظرفيّة ومرتبطة في أسبابها الظاهرة بحوادث عرضيّة.. فمثلا في صفاقس كانت الاحتجاجات في عقارب بفعل عودة الحديث عن فتح مصبّ النفايات بالمنطقة بصفة نهائيّة من جديد.. وفي منوبة ومرناق كانت مرتبطة بحادثتي انتحار بائعين متجوّلين والشعور بالظلم الاجتماعي وتعسّف الإدارة أو السلطة..”.

وأكد: “إذا فإنّ تواتر الاضطرابات لا يعني حاليّا حالة غضب واحتجاج مباشرة على سلطة قيس سعيّد أو توجّهاته وسياسته العامّة..لكن الأزمة الاقتصاديّة التي تخلقها سياسة سعيّد وعجزه عن مقاومة فقدان ونقص السلع الأساسيّة والارتفاع الجنوني للأسعار وغلاء المعيشة من شأنه فعلا أن يوفّر بمرور الوقت مناخا ملائما للتفاعل مع أيّ أزمات أو حوادث اجتماعيّة أو إنسانيّة أو أمنيّة مستقبلا واندلاع حالة أوسع من الاضطرابات والاحتجاجات”.

انفجار

قال الدكتور في علم الاجتماع سامي نصر إن “التحركات اليوم منتظرة فكل المؤشرات توحي بحالة غليان كبيرة من شأنها أن تنفجر بعبارة أوضح الشعب في حالة بركان يغلي ويؤشر على الانفجار بأبسط الأسباب ولا احد يمكنه انكار ذلك”.

وأوضح نصر أن “ما يحصل اليوم هو نتيجة أخطاء سياسة لاحقة وسابقة أي قبل وبعد 25 تموز/ يوليو 2021، هناك مؤشرات توحي بانفجار متوقع وأبرزها العزوف الكبير الحاصل اليوم عن الشأن العام فوفق دراسة سوسيولوجية فقبل الثورة كانت نسبة العزوز أكثر من 80 بالمائة ولكن تقلصت بعدها إلى 10 بالمائة ولكن بعد خذلان الشعب عادت إلى نسبة كبيرة للتراجع وفي 25يوليو تقلصت واليوم عادت ومثال على ذلك العزوف الكبير في الاستفتاء”.

وتابع نصر: “اليوم عند الحديث مع الناس تجد أنهم في حالة غليان كبيرة ومن مؤشرات ذلك وفق دراسة سوسيولوجية انتشار الدعابة الشعبية بصفة كبيرة في محاولة قهر القهر”.

وانتهى الباحث إلى تأكيد أن الوضع الحالي بعيون سوسيولوجية مع الأسف يبدو من خلال مضمون العديد من النقاشات حول مقترحات وإمكانيات الخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد أنها تسير في اتجاه إعادة الأزمة وليس في اتجاه حلها وتجاوزها.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here