وزير الخارجية الروسي يبحث في تونس ملفات اقتصادية وإقليمية

11

أفريقيا برس – تونس. التقى الرئيس التونسي، قيس سعيّد، صباح اليوم الخميس في تونس بقصر قرطاج، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وبحث معه ملفات اقتصادية وإقليمية.

وقال بيان للرئاسة التونسية إن سعيّد استعرض خلال اللقاء “جوانب من العلاقات التاريخية التي تجمع” البلدين، وأكّد “حرص تونس على مزيد من تدعيم روابط الصداقة المتينة والتعاون المثمر القائمة بين البلدين لا سيّما في قطاعات الفلاحة والحبوب والطاقة والسياحة والتعاون الثقافي والعلمي والتبادل الطلابي”.

وذكّر سعيّد بـ “وقوف تونس الثابت وغير المشروط إلى جانب الشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه كاملة وإقامة دولته المستقلة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف”، داعيا، في السياق، المجتمع الدولي، إلى “الاضطلاع بدوره لوضع حدّ للاعتداءات اليومية الوحشية التي تطاول الشعب الفلسطيني”.

ومن جانبه، نقل لافروف تحيات الرئيس فلاديمير بوتين، إلى سعيّد و”ترحيبه بالإصلاحات التي تشهدها بلادنا على عدّة أصعدة”.

وأبدى وزير الخارجية الروسي “استعداد بلاده التام للمزيد من تعزيز علاقاتها الوثيقة مع تونس في عدّة مجالات على غرار الحبوب والطاقة والصحة والتعليم العالي والتبادل الثقافي والتكنولوجيات الحديثة والفضاء لا سيّما في أفق انعقاد اللجنة المشتركة مطلع السنة المقبلة، فضلا عن مواصلة تطوير التبادل التجاري”.

ومثّل هذا اللقاء مناسبة “لتبادل وجهات النظر بخصوص جملة من المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”، بحسب البيان.

وبدأ لافروف، مساء الأربعاء، زيارته لتونس في إطار “تكثيف المشاورات السياسية بين البلدين وتعزيز التعاون الثنائي”، بحسب بيان للخارجية التونسية، وجاء لافروف إلى تونس قادما إليها من المغرب بعد مشاركته في اجتماع منتدى التعاون الروسي العربي بمدينة مراكش.

وقالت الوزارة إن الزيارة تندرج “في إطار تكثيف المشاورات السياسية بين البلدين، وبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات، وتطوير نسق المبادلات التجارية البينية، واستكشاف إمكانات جديدة للشراكة المثمرة”.

وتأجلت زيارة لافروف إلى تونس في شهر فبراير/ شباط الماضي، دون توضيح الأسباب، ما فسره البعض بضغوط عليها في ذلك الوقت.

وكان وزير الخارجية التونسي، نبيل عمار، زار موسكو في سبتمبر/ أيلول الماضي، وقال في مؤتمر صحافي إن بلاده “تتواصل مع جميع شركائها وليس من تقاليدها رفض شريك لحساب شريك آخر”.

وأضاف عمّار: “لدينا قنوات اتصال وحوار مع شركائنا، ولم نقل يوما إننا قطعنا جسور التواصل مع صندوق النقد الدولي”.

وأوضح أنّ “أمن البلاد واستقرارها وحماية الفئات الاجتماعية الهشة هي خطوط حمراء في سياسة تونس الداخلية، وهي مواضيع يمكن النقاش في إطارها مع الشركاء، وبينهم صندوق النقد الدولي”، الذي قال إنه “يجب أن يكون في خدمة مصالح الدول وليس العكس”.

وأكد عمار “تطابق وجهات النظر في ما يهم القضايا الدولية والإقليمية الآنية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها القضية الفلسطينية والملف الليبي وموضوع عودة سورية إلى جامعة الدول العربية”.

وكان لافتا تأكيد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن “روسيا تساند جهود الإصلاح في تونس لدفع الاقتصاد ولحماية الدولة”.

محاولات لتقريب تونس من دائرة روسيا

وأكد الدبلوماسي السابق، عبد الله العبيدي، أن “لافروف يزور تونس بعد المغرب وقد سبق أن زارها في كثير من المناسبات، لكن مواقف تونس وقتها كانت غير مؤاتية مع المواقف الروسية”.

وأفاد بأن “هذه الزيارة تفتح مجالات التشاور حول المبادلات المتعددة، على غرار القمح والحبوب والسلع التونسية القابلة للتصدير وزيادة أعداد السياح الروس إلى تونس”.

وأكد العبيدي أنه “بشكل عام هناك محاولات لتقريب تونس من دائرة روسيا، ولكن التلويح بتغيير التحالفات نحو روسيا فيه كثير من الهواية، وهذا التلويح قد يعجب البعض، ولكنه غير جدي”، مضيفاً أن “لافروف يمكنه أن يدغدغ مشاعر الغرب بمثل هذه الزيارات”.

وتزامنت زيارة لافروف مع اتفاق بين تونس والاتحاد الأوروبي على برنامج دعم بقيمة 150 مليون يورو.

وبحسب بيان الخارجية التونسية، فإن هذا البرنامج يهدف “لدعم مجهودات الحكومة التّونسية للنهوض بالتنمية الاقتصادية وذلك خاصة من خلال تحسين التّصرف في المالية العمومية ودعم مناخ الأعمال ودفع الاستثمار”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن تونس اليوم عبر موقع أفريقيا برس

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع إفريقيا برس وإنما تعبر عن رأي أصحابها

Please enter your comment!
Please enter your name here